بعد امتداد المحادثات وثورة غضب الدول النامية اختتام قمة كوبنهاجن والاتفاق علي صيغة وسط لخفض درجة حرارة الأرض درجتين

الأهرام

أختتمت قمة كوبنهاجن أمس أعمالها عقب اعلان ألدن ماير رئيس الجلسة الموسعة للمؤتمر‏,‏ أن الدول المشاركة وافقت علي أخذ الاتفاق الأخير الذي توصل إليه قادة الدول المتقدمة في الاعتبار‏,‏ مما يزيل مانعا قانونيا مهما أمام الباختتام قمة كوبنهاجن والاتفاق علي صيغةدء في تطبيقه‏.‏

وأكد ماير‏,‏ أن ما توصل إليه القادة يجعل من تطبيق الاتفاق مسألة اختيارية بالنسبة للدول المشاركة في المفاوضات‏,‏ حيث يعني اعترافا رسميا بالاتفاق الأخير دون وقف اقراره‏,‏ بسبب معارضة الدول النامية‏.‏

وجاء ذلك بعد أن واجه الاتفاق‏,‏ والذي ينص علي ضرورة خفض انبعاثات الكربون للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع درجتين دون وضع تاريخ محدد لذلك الهدف‏,‏ معارضة شديدة من الدول النامية بسبب عدم وضع خطوات محددة للحد من تلك الانبعاثات‏,‏ كما أن الاتفاق الجديد لم يضع شرطا يتضمن ضرورة تقليل أقصي مدي وصلت إليه تلك الانبعاثات خلال عام‏,‏ وذلك بسبب رفض الصين القاطع‏.‏

وتعهدت الدول الغنية أيضا‏,‏ بتقديم مساعدات مالية تصل الي‏30‏ مليار دولار في الفترة حتي‏2012,‏ بينها‏11‏ مليارا من اليابان ومليار واحد من الاتحاد الأوروبي و‏3,6‏ مليار من الولايات المتحدة‏,‏ كما نص الاتفاق علي مساعدات سنوية للدول النامية بقيمة‏100‏ مليار دولار لمساعدتها علي التصدي للتغيرات المناخية‏.‏

ويحدد الاتفاق نهاية يناير عام‏2010‏ مهلة نهائية‏,‏ لكل الدول لتقديم خططها الخاصة بكبح الانبعاثات للأمم المتحدة‏,‏ ويقترح نص منفصل تحديد نهاية عام‏2010‏ كمهلة زمنية لمتابعة ما جري الاتفاق عليه ولكنه تخلي عن خطة ضرورة التوصل لمعاهدة ملزمة قانونيا‏.‏

وقد ثارت الدول النامية علي تلك البنود في بداية الأمر‏,‏ وعارضت دول بينها فنزويلا والسودان وتوفالو والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل ما جاء في الوثيقة‏,‏ ووصفوها بأنها وثيقة ضعيفة للغاية‏,‏ وقال مبعوث السودان لومومبا ستانيسلوس‏,‏ إن الخطة تمثل بالنسبة لإفريقيا محرقة نازية‏,‏ حيث ستسبب المزيد من الفيضانات والجفاف والانهيارات الطينية والعواصف الترابية وارتفاع منسوب مياه البحار‏.‏

وقال محمد ناشيد رئيس جزر المالديف‏,‏ ان هناك خطرا حقيقيا بأن تسير المحادثات الخاصة بالمناخ في نفس المسار الذي سارت عليه محادثات منظمة التجارة العالمية ومحادثات أخري متعددة الجنسيات‏.‏

كما شعرت بعض الجماعات المعنية بالبيئة أيضا بـالمرارة‏,‏ وقال جون سوفن المدير التنفيذي لجماعة جرين بيس‏(‏ السلام الأخضر‏)‏ البريطانية ان مدينة كوبنهاجن تحولت الي مكان جريمة الليلة‏..‏ والمتهمون من رجال ونساء يهربون الي المطار‏,‏ في إشارة الي قادة الدول الكبري‏.‏

وقبل مغادرة الرئيس باراك أوباما لكوبنهاجن‏,‏ عقب صياغة الاتفاق الأخير الذي يتجاوز الورقتين‏,‏ قال أوباما إن الاتفاق نقطة بداية‏,‏ مضيفا بعد محادثات مع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو وزعماء الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل‏,‏ ان هذا التقدم لم يأت بسهولة ونعرف أن هذا التقدم وحده غير كاف‏,‏ وأشار الي أنه تم قطع شوط طويل ولكن لابد من الذهاب الي مدي أبعد‏.‏

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون‏,‏ إن مسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها تحظي تقريبا بتأييد عالمي‏.‏

وتعهد براون ـ حسبما ذكرت شبكة سي‏.‏إن‏.‏إن الأمريكية ـ بقيادة حملة لإعداد معاهدة ملزمة بشكل قانوني من أجل مكافحة ظاهرة التغيرات المناخية‏,‏ مشيرا الي أن هذه تعد الخطوة الثانية عقب توصل الولايات المتحدة لاتفاق مع بعض الاقتصادات الكبري‏.‏

وقال شيه تشن هوا كبير المفاوضين الصينيين بشأن المناخ‏,‏ إن الاجتماع كانت له نتيجة إيجابية ويجب أن يكون الجميع سعداء‏.‏

أما الاتحاد فوافق علي مضض علي الاتفاق‏,‏ وكانت العديد من الدول الأوروبية تريد من أوباما أن يقدم عرضا بخفض أكبر للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام‏2020.‏

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاتفاق بأنه بداية ضرورية‏,‏ أما رئيس وزراء الدنمارك لارس راسموسن فأثني علي الجهود الدولية التي تم بذلها في مفاوضات كوبنهاجن‏.‏

من جانبها‏,‏ قالت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إن القرار كان صعبا جدا بالنسبة لها‏,‏ وأنها قامت بخطوة واحدة وتأمل في مزيد من الخطوات‏.‏

ووصف رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود الاتفاق بأنه مهم فيما يتعلق باتخاذ إجراء تجاه التغير المناخي‏,‏ وقال إنه أول اتفاق عالمي بين الدول الغنية والدول الفقيرة من أجل اتخاذ إجراء تجاه التغيرات المناخية‏.‏