البقاء للأقوى والأفضل!

بقلم: أنيس منصور

التفت العالم الكبير دارون إلى سلوك بعض الحيوانات.. وأدهشه ذلك..

هذا السلوك هو الذي نسميه بـ«الغيرية» في مقابل «الأنانية». والأنانية هي الاهتمام بالذات أكثر من الغير. والغيرية هي الاهتمام بالغير أكثر من الذات. وهي سلوكيات أخلاقية بين البشر.

ولكنه وجد هذا السلوك عند الحيوانات والطيور.. فقد لاحظ أن أنثى الطيور تجمع الطعام ثم تعود به إلى العش تطعم صغارها. وقد لاحظ أن بعض الأمهات تفرغ ما في بطونها من طعام.. وقد لا يبقى لها شيء. وقد تمرض وقد تموت. ولكن لماذا؟

ومن الملاحظات أيضا في عالم الحيوان أن نجد الغزالة التي وَلدت أخيرا. فكانت قد اختفت بعيدا عن الحيوانات المفترسة وهي طول الوقت تلعق صغارها حتى لا تكون لها رائحة ترشد الوحوش إليها.. فإذا جاء أسد أو لبؤة أو ضبع فإن الأم تتصدى له. وهى معركة من أولها لآخرها ليست في صالح الأم. ويحدث كثيرا أن تتكاثر الذئاب أو الضباع وتخطف صغيرها وتقاوم الأم. بعض العلماء رأوا الدموع في عيني الأم. فهذا السلوك الانتحاري عند الأم. لماذا؟

ولاحظ العالم الكبير دزموند موريس أنه في بعض الأحيان تموت الأم في الطيور. ويبقى الذكر. ويقوم الذكر بالدور وينام على البيض. وتتطوع أنثى أخرى لتنام على البيض. وبعد أن يفقس البيض تترك الأنثى العش إلى حيث لا تدري. فقد تطوعت.. أو تعرضت لأفعى فلدغتها. فتموت وهي فوق البيض. فما المعنى؟

يرى دارون وعلماء آخرون كبار أن (الغيرية) هذه غريزة في عالم الحيوان. وأن الهدف هو أن تستمر الحياة للأصغر أو الأكثر شبابا وحيوية. فالبقاء للأقوى والأنسب والأفضل.

ومن المشاهد العجيبة أن نرى عصفورا صغيرا قد باض على الأرض وفجأة وجد فيلا. فإذا بالعصفور الصغير ينفخ ريشه ليبدو أكبر حجما. إنه يدافع عن بيضة لا يكاد يراها الإنسان، فما بالك بالفيل، ويدوسه الفيل وتبقى البيضة لتنام عليها أنثى أخرى..

المعنى: الحياة يجب أن تستمر إلى الأفضل والأقوى!

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع