من وحي لقاء الإنجيليين مع الربّ في الجليل

زهير دعيم

بقلم: زهير دعيم
وحضرَ يسوع......حضر بعظمته وجلاله وتواضعه.
حضر بطيبة قلبه فاتحًا ذراعيه مبتسمًا.
حضر وتجلّى وسط شعبه، وتمتّع بذبائح الحمد والتسبيح .
حضر قائلا " سلامي لكم ..سلامي أعطيكم ، ليس كما يعطيكم العالَم أعطيكم أنا .
حضر والكلّ فرح به ؛ رنّم له وسبّحَ ....سبّحوا له بأصوات دافئة ، شجيّة جاءت من بيت لحم وبيت ساحور إلى الجليل ، متجشمة الصِّعاب ولكن كلّ شيء يهون أمام المحبوب؛ الذي بذل نفسه على الصّليب لأجلنا.

ارتفعت الترانيم ، وعلّت التسبيحات والكلّ في نشوة ، فالسيّد ، العريس ، الطفل الإلهيّ ، المقام من بين الأموات بيننا...في ضمائرنا وفي قلوبنا.
حضر يسوع – الاسم الأحلى – إلى قاعة العوّادية الجليليّة.بل سبقنا إلى هناك فهو المضيف وربّ البيت.سبقنا وأخذ يُرحِّب بكل واحد من الإلف الذين أتوا ....يُرحِّب بحرارة ، ويُوزّع البسمات ، يُربّت على كتف هذا ، ويساند ذاك ، ويعضد تلك ويعزّي أولئك ، ويبتسم ويوزّع البسمات.
كم هو جميل هذا اللقاء ح لقاء الأحبّة الذي جمع المؤمنين الإنجيليين من الجليل مع إخوة لهم من بيت لحم وبيت ساحور ورام الله....لقاء دافئ تَسيَّده يسوع لأنه يستحق أن يتربّع على عروش القلوب.
تربّعَ واستمع إلى الصلوات تصعد بخورًا من القسس والخدّام المباركين الذين أتحفونا بعظاتهم وأمنياتهم ....صلوات  ترتفع رائحة ذكيّة وبحرارة إلى عرش النعمة.
تربّعَ وشاهد الأطفال والفتيان والفتيات يرقصون له ، يتغنون ويُهلّلون، يبتهجون ، يُصفِّقون ، فشاركهم فرحتهم وشاركهم بهجتهم.

إنّه حيّ هذا السيّد.
حيّ في نفوسنا ، حيّ في أرواحنا ، وحاضر في وجداننا.
حاضر في اجتماعاتنا ، يُقدّم المفاجآت السّارة ، وكلّها سارّة ، مُلوّنة وجميلة.
كم جميل أن نجتمع مع الربّ !!!
كم جميل أن نلتقي به ويلتقي بنا ، فنبادله الحبّ ، ونشاطره همومنا ومتاعبنا ، ونسكب قلوبنا أمامه !!!

همس لي قسيس كان جالسا إلى جانبي ؛ همس قائلاً :
 انظر ما أجمل رؤية المئات من النفوس تسجد في محراب الربّ وبين يديه...تخيّل معي لو أنّ هذا الاحتفال المبارك- والذي يقيمه مجمع الكنائس الإنجيلية في إسرائيل –تخيّل لو أقيم على جبل القفزة حيت يتسع لحوالي خمسين الفا من البشر ، وحضره المؤمنون جميعا من كلّ الطوائف والألوان ، والكلّ رفعوا الأيادي الى العلاء ورنّموا ترنيمة الميلاد ،ترنيمة  المحبّة ، ترنيمة جديدة لإلهنا
أنّنا جسد واحد؛ جسد الربّ.
فلم أتمالك نفسي وقلت آمين ..برافو .
حقًّا إنّنا ننتظر تلك السّاعة التي يلتئم فيها الشَّمل ، ويُهلّل المؤمنون فيها جميعًا للربّ بصوت واحد ، ويوم واحد ، وعيدٍ واحد .
فالبشارة واحدة ، والربّ واحد منتصر ، حيّ ، حنون أو كما يقول أهلنا المصريون  :  " حْنيِّن "
يسوع إنّنا نحبّك ...وأنت البادئ، والبادئ أعظم .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع