لماذا لا يصدقون ؟!..

عادل عطية

بقلم: عادل عطية
في مثل الغني ولعازر المسكين ، طرح السيد المسيح احد القضايا الإيمانية ، وهي : " عدم التصديق " ، وذلك على لسان ابراهيم الخليل ، فقال : " ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون " ! .. ، حتى اصبحت مقولة : " أنا غير مصدق نفسي " هي التعبير الابدي الذي نردده عندما تكون الحقيقة فوق كل التوقعات ، وتلغي كافة ثوابتنا العقلية والإيمانية .

وكم في تاريخنا القبطي المسيحي من حقائق لا يزال الآخر يراها خيالات وهلواس وفبركات واكاذيب :
فبقاء الكنيسة في مصر إلى يومنا هذا رغم قوة الشر الكامنة في الشيطان ، الذي يحشد اتباعه في كل عصر باساليب تحمل المكر والخداع والتقية بل والابادات الجماعية الصارخة للقضاء على اقباط مصر ومسيحيتهم ومصريتهم لهي معجزة ، ولكنهم ينكرونها انكارهم للسيف باشكاله المادية والمعنوية ، والذي مايزال يقطر دماً وموتاً بين ايديهم ، وبكل وقاحة يؤكدون لنا أن تاريخ الابادة الذي جاءنا بالتوارد جيلاً بعد جيل ، وموثقاً باقوال المؤرخين ، ولا يزال يعيد نفسه اليوم وغداً ويؤكد صدقه ، ما هي إلا اساطير الاولين !

 وحقيقة معجزة نقل الجبل الشرقي ، الذي اطلق عليه فيما بعد بجبل المقطم ، والتي حدثت في عهدالانبا ابرآم بن زرعة السرياني ، البابا الثاني والستين ، وفي زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وبواسطة القديس سمعان الخراز ، والتي يؤكدها تاريخنا الكنسي ، وعلماء الجيولوجيا ، هي أيضاً لا يصدقونها ويسخرون منها !

وحقيقة ظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون ، والتي توثقت احداثها داخلياً وعالمياً بادلة وبراهين لا يمكن دحضها ، ينكرونها ويضربون بالتاريخ وباقوال المؤرخين وجهها ولا يزالون يكابرون مع ظهوراتها في هذه الايام المباركة ؛ فتارة يدعون بانها اشعة الليزر مع انها ضد خواصه وقوانينه ! ، وتارة اخرى يشبهونها بظاهرة فيزيائية تعرف بظاهرة القديس ألمو ، ولم يتساءلوا لمرة واحدة لماذا لاتمنح هذه الظاهرة بركاتها إلا لقباب ومنارات الكنائس وتحرم منها مآذن الجوامع ، وقبة جامعة القاهرة ، وقبة مجلسي الشعب والشورى ؟!..

أما أقسى تعليق اطلق على هذه الظهورات ، فهو من ابتكار احد من يطلق عليهم بالمفكر القبطي ، فقد قال : "أن الشيطان يمكن أن يصنع المعجزات ويظهر فى أى شكل ويتشكل فى أى هيئة " ، ونسى جمال اسعد أن الشيطان هو ضد المسيح منذ حاربه في البرية ، ولايزال يحاربه في شعبه ، فكيف يمجد الشيطان كنيسة من هو ضده ، ويدعمها بمثل هذه الظهورات ؟!..
انهم لن يصدقوا ؛ فنحن في نظر البعض كفرة ، وكيف للكفرة أن تكون لهم مثل هذه الاعاجيب والكرامات ؟!. ، وفي نظر البعض الآخر ، أننا لم نستنر بعد بالفكر اللوثري الذي لا يقر بمثل هذه الظهورات !

انهم لن يصدقوا ؛ لأنهم لا يريدون أن يصدقوا ، فالاعترف بالحقيقة يدينهم ، ويستتبعه تغيرات جوهرية في ايمانهم ومفاهيمهم الدينية ، وهى قرارات ستظل صعبة على أنفسهم 
انهم لن يصدقوا ؛ فماذا نرتجي من الذي لا يصدق حتى نفسه أن يصدق ولو قام واحد من الموتى ؟!...
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع