عزت عزيز حبيب
كتب: عزت عزيز - خاص الأقباط متحدون
"شطب" قرية صغيرة تبعد عن مدينة أسيوط بثمان كيلومترات تقريبًا، وسكانها لا يتعدوا الخمس عشر ألف نسمة ويعمل أغلبيتهم بالزراعة، ويوجد بها كنيسة واحدة باسم الأمير تادرس الشطبي، ويمثل المسيحيين فيها الخُمس تقريبًا من تعداد سكانها وعدد المساجد يتعدي العشرون مسجدًا.
وتتميز القرية بأواصر الحب والمودة بين أهاليها.. ولكن كان من الممكن أن تكون مسرحًا لفتنة جديدة بالصعيد الذي تعود علي ذلك والسبب أن بائع ليمون مسيحي من القرية أراد أن يُقلد أصحاب السيارات والتوك توك فيما يكتبونه من عبارات علي ماكيناتهم فكتب هذا البائع على حماره الذي يتنقل به عبارة (الله محبة) مستخدمًا الحناء التي تستخدم كصبغة للشعر وخلافه!!
إلا إن ما حدث من هذا البائع منذ أكثر من أسبوع، أستغله بعض مثيري الفتن بطريقته الخاصة وهو أحد الجماعات الإسلامية هناك والذي أشاع في القرية إن هذا البائع كتب (الله محمد)!!؟ وكان هذا أول أمس بعد صلاة الجمعة مما ترتب عليه قيام العديد من الشباب والأطفال بمحاولة الهجوم على منزل هذا البائع والفتك به وحاولوا التعدي على منازل المسيحيين مما أضطر أن يقوم عمدة القرية بإبلاغ الأمن الذي حضر فورًا وأحاط بالقرية ولا يزال حتى الآن مما سبب مزيدًا من القلق والتوتر.
وفي لقائنا مع جناب الأب القمص داوود بطرس كاهن كنيسة الشهيد الأمير تادرس الشطبي في شطب أخبرنا: إن الحادث مفتعل من أحد مثيري الفتنة بالقرية.
وأضاف القمص داوود قائلاً: نحن كمسيحيين نرفض أن يكتب هذا الشخص هذه العبارة التي تسئ لنا ولكن لم نكن نتصور أن يقوم بعض أفراد القرية بتفسير هذه العبارة لكي يشعل الفتنة بين أهل القرية، حيث يشهد الجميع بجو المحبة بين أفرادها وبالدور الرائع الذي تقوم به الكنيسة هناك من عمل لقاءات مودة ومحبة بين كل أهل القرية التي ينتمي إليها واحد من الشهداء المعروفين وهو الشهيد القديس الأمير تاردس الشُطبي. والجميع يعلم بأواصر الود والمحبة بين كل أفراد القرية، وأشاد القمص داوود بطرس بدور عمدة القرية الذي بذل مجهودًا كبيرًا في احتواء الموقف وأمسك ببائع الليمون وحجزه وحماره لديه حتى لا يتعرض لأي أذي لأنه كان يعلم حسن نيته فيما كتبه ولأن يعلم أنه جاهل وأمي.
كما قام العمدة بتصوير الحمار ليثبت ما هو مكتوب عليه حيث وجد عبارة (الله محبة) ولكن بسبب كتابتها بالحناء لم تكن واضحة بالصورة التي تفسر بهذا الوضع حيث إن كلمة (محبه) تقترب في كتابتها لكلمة (محمد) وتم استدعاء عمدة القرية لدي أمن الدولة لسؤاله وأوضح لهم حسن نية هذا البائع الفقير الذي لم يقصد أي إساءة بل هو أساء لعقيدته أكثر.
والأوضاع هادئة جدًا بالقرية الآن ولكن تواجد قوات الأمن قد يسبب قلق لأهل القرية.
وقد طالب القمص داوود من قوات الأمن أن تفك حصارها للقرية، وقد أيده في ذلك عمدة القرية لكن الأمن له رأي آخر.
وقد استغلت بعض المواقع الالكترونية هذا الحادث في الإساءة للمسيحيين واتهموهم بتكرار الإساءة لأخوتهم المسلمين، هذا دون أن يُظهروا حقيقة هذا الحادث ودون أن يتيقنوا مما هو مكتوب.
ومن أبرز هذه المواقع موقع قناة الجزيرة الذي أتهم الشخص المسيحي بأنه كتب لفظ الشهادة كاملاً دون أن يتطوع هؤلاء بأن يذهب مراسلهم للقرية ويتحري الدقة.
وبصفتنا فلاحين وأولاد فلاحين أتساءل: أي حجم حمار يتسع لكتابة كل هذه العبارة التي تتعدي العشرة كلمات!!؟
علي كل حال الأحوال هنا الآن مطمئنة جدًا وسوف يفرج عن هذا البائع المسيحي البسيط بعد أن ثبت حسن نيته، ولكن جهله وحبه للتقليد هما الدافع لهذا العمل الذي كان من شأنه إثارة الفتنة بيد من يعملون لذلك.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11881&I=304