سحر غريب
بقلم: سحر غريب
لن ترتاح الحكومة ويهدأ لها بال إلا لو قام جميع المواطنين بعمل هجرة جماعية للمقابر، فالمقبرة هي المكان الوحيد الآمن الذي لن تشعر فيه بأنك مُستهدف من الحكومة وضرائبها وتحكماتها المُستفزة، وحتى لو فرضت الحكومة ضرائبها علي الموت والموتى لن يُضيرك ساعتها شيئًا، فالموت هو الشيء الوحيد الذي لا يخضع لرغبات الحكومة المحمومة في السيطرة.
إن المُضحك المُبكي في مولد قانون الضرائب الجديد هو أن وزير المالية يدّعي أن مصلحة الضرائب أصبحت تحترم المواطنين، أبحث عن هذا الاحترام الذي دوشونا به فلا أجده فيبدو أنه احترام ممنوع من الصرف، فكيف تحترمنا مصلحة الضرائب وفي نفس الوقت تتعامى عن رفضنا الشديد لمبدأ الجباية القهرية لأموالنا في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، لقد لاحظنا منذ مدة غير قصيرة أن مصر ركبت صاروخ وسافرت به إلى المريخ ولم يعد يسري عليها ما يسري على بقية دول العالم، فهي في واد والعالم كله في واد آخر مضاد له في الإتجاه، فهي مُصابة بالعمي ولا ترى من الغربال الذي يشف عن عالم تفتك به الأمراض والأوبئة فيموت مواطنيها وهي مدية الطناش وتتمسك بقراراتها رغم الرفض الشعبي والمنطقي لها، قلنا لها أن شعبها ثورًا جاف جوعان قالت وماله احلبوه.
إن الحكومة تتعامل معنا على أننا شعب من الأغبياء فتطالبنا جميعًا بتقديم إقرارات ضريبية رغم تأكيدها بأن الضريبة لن يخضع لها الجميع، وهو ما نشك فيه لوجود أزمة ثقة بيننا كشعب وبينها كحكومة، وهي أزمة لها ما بيررها على مر السنين، فلو كنا جميعًا لن نخضع للضريبة فلماذا نحن مطالبين بتقديم الإقرارات؟ هل لأننا شعبًا يُعاني من الفراغ العاطفي مثلاً وفي حاجة مُلحة إلي حكومتنا البارة طيبة القلب لكي تقضي على فراغنا الذي قد يجعلنا ندخن السجائر ونبوظ بقي (أصل الفراغ نهايته وحشة).
إن الشيء المؤكد هو أن مُعفي اليوم هو ممول الغد، هذا أمر مؤكد تاريخيًا وعقليًا وعلينا السمع والطاعة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11883&I=305