زهير دعيم
بقلم: زهيردعيم
عمر الفاروق عبد المُطلّب.....
عمر.....الفاروق.....عبد المطلّب .
كلّ كلمة ولفظة تحمل تاريخًا ومدلولاً .
عمر الفاروق عبد المُطلّب وما أدراك ما عمر؟!!
إنّه شاب نيجيري في الثالثة والعشرين من عمره ، يسكن المملكة المتحدة ، استعجل الأمور فحثَّ الخطى نحو الحوريات والغِلمان المُخلّدين . والطريق قصيرة ، إنّها لحظات فقط ، يُفجِّر من خلال مادّة حارقة ، متفجّرة تُدعى " بنتريت" طائرة أمريكية مُقلِعة من أمستردام إلى ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية – الشيطان الأكبر- وتحمل على متنها فقط 278 راكبا إضافة لطاقمها المكوّن من احد عشر شخصًا.
كاد عمر أن يصل !!!لولا أنّ الأمور تشابكت واختلطت في اللحظة الأخيرة ، فهجم عليه "كافر" هولنديّ فحرمه من هذه المهمّة " المُقدّسة ".....إنّه يريد فقط ان يقتل "الكفرة" ويخلّص العالم من شرّهم!!
إنه يريد أن يقتل ذاك العائد إلى أولاده ليحتفل معهم بعيد الكريسماس ورأس السنة !!!
إنّه يريد ان يُفجّر تلك الصبيّة ، الجميلة ، الشقراء ، السافرة الوجه والمكشوفة الشَّعَر...وذاك الشاب ازرق العنينين.
فقط يريد أن يقتل هؤلاء ويريح العالم من فسقهم ونجاستهم!!!
أتراه يفعل خطيّة ؟!
أكاد لا أصدّق أنّ هناك بشرًا في مثل هذه العقليّات ومثل هذه الوحشيّة ، والأدهى انه يعتقد ومن صميم اعتقاده أنه يخدم الله، فيتلذّذ بهذه الخدمة ويتشوّق الى فعلها ..كيف لا والجائزة مضمونة ...نساء وحوريات..
ماذا دهى القوم ؟ هل فقدوا الحِسّ بالوجود والإنسانيّة والمحبّة والحياة ؟!!
أتراهم استبدلوا الحياة بالموت ، والبياض بالسّواد ، والمحبّة بالحقد الأعمى ؟
أتراهم بدّلوا الحِسّ الإنسانيّ بحسٍّ شيطانيّ لا يعرف إلا الدم والخراب والدّمار؟
أثناء سيري بسيّارتي قبل أكثر من عشرين سنة ، داست عجلتها عصفورًا صغيرًا كان يغازل أنثاه على الطريق ، ومنذ ذلك اليوم والمشهد الدّامي أمامي ، أتذكره بحسرة وألم .
عصفور صغير لا أكثر ولا أقلّ ورغما عني ، سطّر في حياتي مسرحية ما زلت أعيشها ، فتراني احتاط كثيرا من قطٍّ صغير يقطع الطريق أمامي ، او عندليب اختار الطريق مسرحًا لغرامه.
أين القلوب ؟ أين مشاعر الإنسانية ؟ أين صوت الله المُحبّ في الإنسان ؟
لا أصدِّق انّ الذي يفعل من هذه الأفعال يعرف الله الحقيقيّ.
لا أصدِّق انّ الذي يكره أخاه الإنسان الساكن بجانبه ، يُحبّ الله البعيد والذي لا يراه!!
لا أصدّق ...ويا ليت حدسي يخيب ، أنّ الغرب سيبقى مكتوف الأيدي اتجاه عمر الفاروق وأمثاله ، وأمام أولئك الذين اعتنقوا الموت وقدّسوه ...انهم ببساطة يؤذون الملايين من إخوتهم المسالمين.
عمر الفاروق عبد المُطلّب ، الله يُحبُّكَ..يُحبّك فعلا ، فلذلك بعث اليك " بالكافر" الهولندي لينقضّ عليك ويُخلّص من يديْكَ فتيل الدّمار ، مانحًا إيّاك فرصة التوبة واللجوء الى رحمة الإله المحبّ وفدائه العظيم .
عمر الفاروق عبد المُطلّب ، الله يحبك ، فلا ترفض محبته ...انك تستطيع ان تقابله في السجن ..انه في كل مكان.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=11895&I=305