لطيف شاكر
بقلم: لطيف شاكر
أرجو ألا يندهش القاريء العزيز من الكلام الذي سأفضي به إليكم في هذا الوقت ولأول مرة, فقد يكون غريبًا على مسامعكم وقد يثير دهشة البعض وقد يتهمني البعض بأي أمر وله الحق ..
لا أتذكر التاريخ بالضبط، لكن خلال شهر يوليو من عام 1981م، وكنت أجلس بمفردي بمنزلي الكائن بشارع القصر العيني بالقاهرة، مشغولاً ببعض الأمور واستعد للخروج لمكتبي, بعد أن أتلقى المكالمة التليفونية اليومية من أسرتي المقيمة بكاليفورنيا بأمريكا, وكنتُ وحيدًا بالمنزل, وإذ بضيف يدق جرس الباب, وكانت الساعة في حدود الخامسة مساءًا ورحبت بالضيف كالعادة, لأنه سيؤنس وحدتي لبعض الوقت, وجلسنا معًا في صالون المنزل وتكلمنا في بعض الأمور وأحسست أنه لم يبالِ بالحديث, إلا أنه وكأنه يريد أن يبلغني رسالة معينة, وكنت منتبهًا بطريقة عرضه لكلامه مما جعلني مشدودًا له. وقال لي بالنص والحرف، ولأن الكلام كان ذي شجون وأهمية حفظت الكلام جيدًا رغم مرور حوالي ثلاثون عاما، "سيموت رئيس البلد وبطرك الزمان في نفس اليوم وسيتولي البلد رئيس باسم محمد، ثم ذكر لي بأن البلد سيتغير حالها تمامًا بعد أن تحكم بثلاث رؤساء كل منهم باسم محمد, وفي عهد الثالث سيكون السنتين الأخيرتين لحكمه لا تحتمل من الأتعاب والأوجاع التي سيعاني منها الأقباط لصعوبتها ومرارتها, وسيحل على البلاد أيام سوداء وبعد محمد الأخير، سيُعلن مجد الرب وسيعم الفرح والسلام وسيأتي الفرج" .. ثم أردف بأخبار أخرى لاداعي لذكرها في الوقت الحالي وتمس الأقباط حتى لا أتهم بالعبط والهبل أو الجنون........ ونتذكر جميعًا وعد الرب "مبارك شعبي مصر" اش25:19.
كان الكلام مثيرًا جدًا لدرجة أنني قابلتُ كلامه بسخرية، إلا أنه ابتسم وهم بالخروج، وفي أثناء توديعه، رن جرس التليفون الذي انتظره، ولكن لغرابة الحديث، طلبت منه بعجالة مصدر هذا الكلام، فأجاب: "سبلة الحكيم سبلة الحكيم" فقلت له ما هذا الكتاب؟ فقال إنه مخطوط قديم جدًا من العصور القديمة، فسألته عن الحصول على المخطوط فضحك وقال: "صعب جدًا", وعندما شعر بعدم الاقتناع بكلامه، أكد لي بأن المخطوط به أحداث كثيرة حدثت بالفعل مثل خروج الملك فاروق والحرب العالمية الأولى والثانية ولم يكمل، وأسرع بالخروج وأغلق الباب وراءه, وتركني مع مكالمة زوجتي وأولادي من أمريكا, والسؤال عن حياتهم الدراسية واحتياجاتهم المادية.
وقد يسألني أحد أن البابا شنودة أطال الله عمره لأزمنة عديدة سلامية، لأنه مظلة لنا في الاوقات الحالية المريرة, فكيف تكون النبؤة وهو يعيش بيننا في عمل مسكوني مستمر وخدمة مليئة بنيران الروح ويعلم بين الألوف والربوات .
كان قداسة البابا متحفظًا عليه بدير الانبا بيشوي العامر بوادي النطرون بناءًا على أوامر السادات الظالمة, وقد تم تعيين من قبل الرئاسة خمسة أساقفة ليقوموا بشئون الكنيسة ورعاية الأقباط وقد قام بترشيحهم الأب الورع الأب متى المسكين وحرص أن يكونوا أقرب الناس إلى قلب البابا, حتي يسيروا بالكنيسة على نفس نهج قداسة البابا, وشدد الأب العظيم ترشيح خمسة حتى يشعر السادات بجسامة الكرسي المرقسي, ولا يتم فيما بعد تعيين واحد لو كان الذي يدير الكنيسة واحد وليس أكثر كما طلب السادات وليكن الأب متي نفسه, ولكن بحكمته، رفض المركز وأيضًا رفض ألا يكون العدد أقل من خمسة. وكان في ذلك الوقت الأنبا صموئيل أسقف الخدمات هو الذي يقوم فعلا بدور البطريرك لأن الأربعة أساقفة المعينين معه ليست لهم الخبرة الإدارية والاحتكاك بالدولة ورافضين لهذا القرار ويثقون جدًا في حكمة ودراية الأنبا صموئيل, فتخلوا عن دور الرئاسة للأنبا صموئيل خاصة وأنه كان نشيطًا جدًا في المجالات الدولية والعلاقات الداخلية وله صداقات مكثفة مع أغلب المسئولين بالبلد، فضلاعن كونه المتحدث الرسمي للكنيسة, وكان يقوم بدور البطريرك في ذلك الزمن, وكان وجوده بالمنصة كبطريرك للاقباط، أي انه بطرك هذا الزمن فعلاً, وعند انتقاله، دُفن بمقبرة البطاركة أسفل الكاتدرائية بالعباسية وجثمانه الطاهر مازال ينير مقبرة البطاركة حتى الآن.
يقول المثل: "كذب المنجمون ولو صدقوا"، ولا أعرف هل يندرج هذا الكلام تحت بند التنجيم الواهم؟, أم رؤية صادقة لهذا الرجل الذي أبلغني بها؟, أو أن هذا المخطوط القديم "لسبلة الحكيم" مكشوف عنه مستقبل الأيام؟, وأنا متحير بهذا الكلام مثلكم تمامًا.
كنت قد قرأتُ منذ فترة بسيطة كتاب د. سيد كريم بعنوان "لغز الحضارة الفرعونية" وأفاض عن لغز الهرم الأكبر ومتونه وأسراره ونبؤاته التي تحققت جزء كبير منه تقريبًا .. وبمشيئة الرب سوف أكتب في هذا الموقع ثلاث مقالات بعنوان "الهرم الأكبر كمرصد فلكي"، و"بيت الأسرار"، و"لغز متونه" ونشرت لي أحد الصحف بكاليفورنيا هذه المقالات. وقبل أن أنهي كلامي تقابلت مع الإنسان الذي تخيلتُ أنه الذي كلمني بالنبوات بعد مقتل أنور السادت وانتقال بطرك الزمان الأنبا صموئيل لكي أشيد بكلامه الذي تحقق ونبوات "سبلة الحكيم", وإذ به يتنكر تمامًا أنه قال لي عن هذه النبوات، أو هذا الكلام، بل أكثر من هذا، كان شغوفًا أن يسمع مني، وشعرت بأن الكلام غريب بالنسبة له، ومندهشًا لسماعة، مما جعلني في "حيص بيص"، وعدتُ إلى منزلي مندهشًا ومرتبكًا لأني متأكد أنه هو الشخص، وهو صادق ولا داعي أن يكذب ومعروف بنبل أخلاقه وبالصدق والأمانة.
انتابني شئ من الشك والخوف خاصة أن الحديث مساءًا ... وحفظت هذا الكلام في داخلي، لكن بوحت به لزوجتي تليفونيًا في نفس الليلة. وتذكرت ما قاله لي صديق فاضل,كان يكبرني في السن، أنه يحدث للإنسان أشياء في حياته لا يدرك معناها وعسرة الفهم.
وأردت أن اذكر هذا الحدث الآن بمناسبة ظهورات القديسة مريم المتعددة حاليًا وفي مناطق مختلفة عديدة, كغير عاداتها أن تنتقل من مكان لآخر في وقت وجيز، ولا أحد يعرف الرسالة التي تحملها لنا, وما معني هذه الظهورات بهذه الطريقة, لكن بالتأكيد تحمل لنا القديسة العذراء مريم رسالة هامة, وإن كان كل منا يفسرها بطريقته الخاصة وحسب رؤيته, لكن في قادم الأيام سينكشف مغزى وهدف الظهورات المتعددة والمتفرقة .. لكن نأمل أن يكون ظهورها لخير مصر والأقباط وكل شيء مستطاع عند الله.
ولا أعرف هل الثلاث محمدات يتضمن محمد نجيب مع محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك؟ أو أسقط "محمد نجيب" من الحسبان التنبؤي كما أسقطه التاريخ الظالم سابقًا؟!.. لا أعرف وهل هذه النبؤة صادقة أيضًا؟ لا أعرف.. ولكن أعرف شيئًا واحدًا: أن الكلام الذي سمعته كتبته لكم الآن.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11904&I=305