المصري اليوم
أعلنت وزيرة الأمن الداخلى الأمريكى، جانيت نابوليتانو رسمياً فرض إجراءات أمنية إضافية على الرحلات الدولية المتوجهة إلى الولايات المتحدة، كما بدأت كبرى المطارات الدولية تشديد إجراءاتها الأمنية.
وقالت نابوليتانو، أمس، بعد محاولة تفجير طائرة أمريكية كانت تقوم برحلة بين العاصمة الهولندية أمستردام ومدينة ديترويت شمال الولايات المتحدة إن «هذه الإجراءات مصممة لتكون غير متوقعة وعلى الركاب بالتالى ألا يتوقعوا الشىء نفسه فى كل الأمكنة». ودعت نابوليتانو ركاب الرحلات الداخلية والدولية على السواء إلى توقع المزيد من الوقت لإجراءات التسجيل.
وأفادت تقارير بأن الركاب سيطلب منهم البقاء فى مقاعدهم لمدة ساعة قبل هبوط الطائرة، مع عدم إمكانية استخدام المراحيض أو الأمتعة المخزنة فوق المقاعد، وربما لا يستطيع الركاب أيضا الحصول على وسائد أو بطانيات فى الساعة التى تسبق الهبوط. وعلاوة على ذلك، أشارت تقارير إلى أن أنظمة تحديد المواقع التى توضح موقع الطائرة على شاشات عرض طائرات الركاب ستغلق حتى لا يعرف المسافرون موقع أو وضع الطائرة.
كان شاب نيجيرى يدعى عمر فاروق عبدالمطلب حاول تفجير شحنة ناسفة متطورة على متن طائرة تابعة لشركة «نورث ويست آيرلاينز»، ولكن الركاب وأفراداً من الطاقم سارعوا بالاشتباك معه ومنعوه من تنفيذ الهجوم.
وفى الوقت الذى أعلن فيه مفوض الاتحاد الأوروبى لشؤون العدل والأمن جاك بورت فتح تحقيق حول ما إذا كان قد وقع أى خرق لقواعد السلامة فى مطار أمستردام الذى أقلعت منه الطائرة، بدأت المطارات الكبرى حول العالم تشديد الإجراءات الأمنية.
واقترح وزير النقل البريطانى، اللورد أدونيس، اعتماد الماسحات الضوئية التى تراقب أجسام المسافرين بشكل كامل فى المطارات بدلا من آشعة «اكس».
وقال متحدث باسم المنسق الوطنى لوحدة مكافحة الإرهاب إن جميع المسافرين عبر مطار شيفول بأمستردام إلى الولايات المتحدة «سيتم تفتيشهم ذاتياً بصورة فردية». وقررت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية زيادة الإجراءات الأمنية فى المطارات والطائرات الإسرائيلية حول العالم. وأعلنت سلطات الطيران فى كل من ألمانيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية وتايوان أنه جرى أيضا تصعيد الإجراءات الأمنية الخاصة بالرحلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة.
ومع فتح تحقيق دولى موسع حول محاولة الهجوم الفاشلة، وجه قاض أمريكى رسمياً لائحة الاتهام إلى الشاب النيجيرى. وانتقل القاضى بول بورمان إلى مستشفى فى ديترويت، حيث يعالج المتهم عبدالمطلب (٢٣ عاما) من حروق بالغة أصيب بها جراء محاولة التفجير الفاشلة التى نفذها، وتلا على مسامعه خلال جلسة استمرت ٢٠ دقيقة لائحة الاتهامات الموجهة إليه.
وأعلن محققون أمريكيون أن «قادة تنظيم القاعدة فى اليمن» يقفون خلف محاولة تفجير الطائرة، ونقلت شبكة «إيه بى سى نيوز» الإخبارية الأمريكية عن مسؤولين قولهم «إن هذه العناصر القيادية للقاعدة قامت فيما يبدو بإخفاء المواد المتفجرة فى الملابس الداخلية للمتهم النيجيرى قبيل إرساله لتنفيذ مهمته الإرهابية».
وذكرت الشبكة أن المحققين توصلوا إلى أن المتهم كان بحوزته أكثر من ٨٠ جراماً من مادة «بنتريت» شديدة الحساسية والقوة، يدخل فى تركيبتها النتروجليسرين. وأرجع فريق المحققين الأمريكيين إخفاق محاولة تفجير الطائرة إلى وجود مشاكل حالت دون حدوث اتصال بشكل مناسب لجهاز التفجير بالمادة القابلة للانفجار.
وقال المحققون إن المتهم أدلى بمعلومات مفصلة بشأن كيفية تجنيده وتدريبه لتنفيذ العملية الإرهابية فى نفس يوم الاحتفال بأعياد الكريسماس. وأضاف المحققون أن المتهم اعترف بأنه عاش مع زعيم للقاعدة فى اليمن لمدة شهر، وأنهم لم يسمحوا له بمغادرة المكان خلال فترة التدريب على تنفيذ العملية الإرهابية الأخيرة.
وأوضح فريق التحقيق الأمريكى مع المتهم أنه حصل على تأشيرة من وزارة الخارجية الأمريكية يوم ١٦ يونيو ٢٠٠٨، فيما يؤكد المسؤولون أن عبدالمطلب كان مدرجاً على قائمة المراقبين فى إطار الإرهاب، ولكنه لم يكن مدرجاً فى قائمة الممنوعين من السفر.
وذكرت مصادر حكومية فى لندن أن السلطات البريطانية رفضت دخول عبدالمطلب بسبب مخاوف أمنية. ورفضت لندن منح عبدالمطلب تأشيرة جديدة لدخول البلاد بعد أن سمح له بالإقامة فيها بين عامى ٢٠٠٥ و ٢٠٠٨، حيث كان يدرس الهندسة بجامعة يونيفرسيتى كولدج فى لندن. وأجرت الشرطة البريطانية عمليات دهم وتفتيش فى حى ماريلبون الراقى القريب من الجامعة،
حيث أفادت وسائل الإعلام البريطانية بأن الشاب النيجيرى أقام هناك فى الماضى. وأعلن رئيس الوزراء البريطانى، جوردون براون، أن السلطات البريطانية تتعاون بشكل «وثيق» مع السلطات الأمريكية فى هذا التحقيق.
وفى غضون ذلك، أمر نائب الرئيس النيجيرى أجهزة الأمن بإجراء التحقيقات اللازمة داخل بلاده والتعاون المعلوماتى الكامل مع الولايات المتحدة حول هذا الهجوم. وأعربت نيجيريا عن أسفها لمحاولة نسف طائرة، مؤكدة رفضها للعنف والإرهاب بجميع أشكاله.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11914&I=305