مايكل فارس
كتب: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
بدأ عام 2009 مليئًا بالأحداث والتوترات الطائفية والفتن في أغلب أرجاء المحروسة مصحوبًا بنوم أمني غريب أدى لاحتقان شديد الخطورة في مصر خاصة وأن الدولة المصرية لا تحرك ساكنًا، فمتوسطي الثقافة بفتنهم ثائرون والأقباط غاضبون والحكومة تقول.. ماذا تفعلون؟
بدأ عام 2009 بتحركات قوية للأقباط المصريين بالخارج لمساندة أقباط الداخل لخلق آليات ضغط على الحكومة المصرية لحل مشكلات أقباط مصر.
حاول "الأقباط متحدون" رصد اهم هذه التحركات سواء مظاهرات أو وقفات سلمية احتجاجية تندد بسلبية الحكومة..
- فبدأت التحركات عندما قدم أقباط كندا في يناير 2009 ورقة تحوي 13 مطلبًا لوفد الخارجية المصرية بكندا عندما التقوا بقاعة الاجتماعات بكنيسة «مسيسوجا»، كان أولها فصل الدين عن الدولة وسرعة إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة.
- وفى شهر يوليو بالعاصمة النمساوية فيينا، انطلقت مظاهرات عنيفة لمناقشة عدد من القضايا القبطية وأوضاع المسيحيين بعد قرار تغيير مسمى قرية (دير أبوحنس) إلى اسم (وادي النعناع).
- وفي شهر أغسطس انطلقت مظاهرات شارك بها مسلمين ومسيحيين، فصرح حسني بباوي "رئيس منظمة الأقباط بالنمسا" قائلاً بضرورة حق تظاهر الأقباط بالمهجر أثناء زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة، واصفًا المظاهرة بـ"الفريدة"، حيث سيشارك فيها أقباط ومسلمون للمطالبة بحقوق الأقباط في مصر.
- وعن زيارات الرئيس مبارك لأمريكا دائمًا تسبقها مظاهرات ضخمة وقد وصلت لـ3 مظاهرات ضخمة فى زيارات سابقة لواشنطن والعدد الكلي لمظاهرات واحتجاجات أقباط المهجر ضد مبارك بأمريكا وصل إلى 62 مظاهرة أغلبها لم يكن أثناء زيارة مبارك لواشنطن.
مطالب الأقباط
وأغلب هذه المطالب ثابتة، منها إلغاء قرارات الخط الهمايوني العتيق والذي يعود إلى القرن التاسع عشر، وكذلك المساواة في بث البرامج الدينية الخاصة بهم من خلال وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الدولة.
وإلغاء العمل بقانون الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين ووقف المطاردات الأمنية للنشطاء السياسيين، وكذلك الدعوة إلى اتخاذ خطوات نحو ترسيخ الديمقراطية، وإعمال مبدأ الفصل بين السلطات، والكف عن التدخل فى شئون القضاء، وضرورة تشكيل جمعية تأسيسية ممثلة من كافة الأطياف لإعداد دستور عصرى وحديث، وإقرار مبدأ حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات الأهلية، وحرية تداول المعلومات وعدم التدخل في سير الانتخابات البرلمانية لصالح حزب أو فئة معينة، واعتماد شعار «الدين لله والوطن للجميع» كحل لما أسموه إشكالية الدين والدولة، واعتماد المجتمع المدني كمعيار للحكم عند الاختلاف، وهي المطالب التي تبنتها 7 منظمات قبطية وإسلامية تدافع عن حقوق الإنسان والأقباط.
وكانت مطالب أخرى تمثلت في 10 مطالب رئيسية منها السماح لمعتنقي الديانة المسيحية (المتنصرين - المسيحيين الجدد) بممارسة شعائرهم الشخصية، ووقف عمليات الاعتقالات والتعذيب لإجبارهم على العودة للإسلام، حيث أعلن موريس صادق أحد قيادات أقباط المهجر بأنه سيطلب من إدارة أوباما بإصدار قرار من الكونجرس يوصي بقطع المعونة كاملة عن مصر.
ولأقباط المهجر بالولايات المتحدة منظمات والتى يصل عددها إلى 8 منظمات، منها الاتحاد القبطي الأمريكي ثم التجمع القبطي في الولايات المتحدة والذي يقوم برئاسته كميل حليم ومنظمة الولايات المتحدة الأمريكية ولهم تأثير داخل الكونجرس الأمريكي.
وفي شهر ديسمبر تظاهر أكثر من 300 قبطي من أقباط هولندا أمام البرلمان الهولندي ومحكمة العدل الدولية، ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبة باللغة العربية والهولندية تندد باضطهاد الأقباط في مصر.
وقد تقدم وفد الهيئة القبطية الهولندية بمذكرة للبرلمان الهولندي يشرح فيها كافة الأحداث التى يتعرض لها الأقباط بداية من مذبحة الكشح ووصولاً إلى أحداث فرشوط المصرية.
وأكد سامح سوريال "عضو الهيئة القبطية الهولندية" عن مشاركة الحزب المسيحي الهولندي في المظاهرة، وأوضح أن الهيئة القبطية تقوم هذه الفترة بعمل ملف "موثق" عبارة عن كتيب صغير ومعه "سي دي" به كافة الأحداث والاعتداءات التي حدثت للأقباط لتقدم لكافة الجهات الحقوقية والدولية، مشيرًا إلى أنه ستتم ترجمتهما لعدة لغات.
ومن جهة أخرى قامت الهيئة القبطية الفرنسية بالاشتراك مع جمعية وجوه الثقافة القبطية بتنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان الفرنسي يوم الاثنين الموافق 14/12/2009، وقد قدم وفد قبطي من هذه الهيئات مذكرة لرئيس البرلمان الفرنسي بخصوص الحوادث الإجرامية التي يتعرض لها أقباط مصر يوميًا وبشكل سافر وبتواطؤ من السلطات المصرية.
حيث قامت ASSOCIATIONS COPTES الجمعيات القبطية Visages & cultures des Coptes وجوه الأقباط الثقافية Association des Coptes de France أقباط فرنسا، بتنظيم مسيرة احتجاجية ضد النظام الحاكم في مصر ومساندة للأقباط الواقعين بين سندان التطرف الشعبي الذي استشرى بشدة هذه الأيام وبين مطرقة النظام الحاكم المفروض فيه أن يقوم بحماية الأقباط من هذه الهجمة الشرسة ولكنه للأسف أصبح مشاركًا فيها بسكوته عن محاكمة المجرمين.
وعن شهر أغسطس أيضًا نظمت منظمات قبطية بالولايات المتحدة مظاهرات ضد النظام المصري، وقد قال مجدي خليل أن المظاهرات تحمل شعار "لا تخف بل تكلم ولا تسكت لاني معك"، وتأتي هذه المظاهرة في الزيارة الأولى للرئيس مبارك لواشنطن منذ 5 سنوات.
وقد ذكرت إحصائيات قبطية على الإنترنت تؤكد أنه تحت حكم الرئيس مبارك حدثت أكثر من 1500 حادثة اعتداء على الأقباط بدون أي عقاب يُذكر للمجرمين وبدون تعويض للضحايا، ومنذ خطاب الرئيس أوباما في القاهرة في 4 يونية الماضي حدثت أكثر من 20 حادثة اعتداء على كنائس وأرواح وممتلكات الأقباط، منها على سبيل المثال: عزبة بشرى ببني سويف، عزبة جرجس ببني سويف، الفقاعي ببني سويف، عزبة باسليوس بالمنيا، دير السنقورية بالمنيا، دفش بالمنيا، الحواصلية بالمنيا، كفر البراري بالمنصورة، سمالوط بالمنيا، عزبة توما بالمحلة، كودية النصارى باسيوط، منطقة السلخانة بطنطا، بني هلال باسيوط، عين شمس بالقاهرة، الوراق بالجيزة، الرمل بالاسكندرية، أبو يحنس بالمنيا.
هذا وقد شاركت الجالية النوبية في واشنطن الأقباط في مسيرتهم السلمية أمام البيت الأبيض يوم الثلاثاء 18 أغسطس، وشارك في المسيرة أهالي اللاجئين السودانيين الذين قُتلوا في القاهرة بواسطة الأمن المصري، فضلاً عن بعض ممثلي أهالي دارفور للاحتجاج على ما وصفوه بـ"الدور المخرب الذي يقوم به النظام المصري في دارفور".
هذا وقد عُقد يوم 17 أغسطس في مبنى الصحافة الدولي بالعاصمة واشنطن الساعة الثانية عشر ظهرًا في الدور الثالث عشر، ليناقش النقاط السبعة التى جاءت فى خطاب الرئيس باراك أوباما فى القاهرة يوم 4 يونيه ومنها الحريات الدينية ووضع الأقباط في مصر، وقد شارك في المؤتمر ممثلاً عن الجانب القبطي كل من الأستاذ مجدي خليل والدكتورة كارولين دوس والباحثة بمنظمة هيومن رايتس فرست دينا جرجس، كما شارك أيضًا الدكتور سعد الدين ابراهيم وكذا عدد من المنظمات المصرية بواشنطن التي تطالب بالإصلاح الديموقراطي في مصر.
وكانت حوالي 10 منظمات لأقباط المهجر نظمت مظاهرات ضد "الأسلمة" التي يشهدها المجتمع المصري، ومن بين المنظمات المشاركة في الوقفة منظمة أقباط هولندا، ومنظمة شباب أقباط فرنسا، والهيئة القبطية الأميركية، ومنظمة الصداقة المصرية الأميركية، ومنظمة أقباط النمسا، ومنظمة أقباط الكويت.
هذا وقد نظم الاتحاد القبطي الأوروبي احتفالية كبرى في فيينا بالنمسا يوم الخميس 10\12\2009 لتوثيق اضطهاد الأقباط، وتم تحديد ذلك اليوم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وقد أكد كمال عبد النور "رئيس منظمة اندماج وصداقة أقباط النمسا وعضو في اتحاد المنظمات القبطية" أن هذه الاحتفالية جاءت تضامنًا مع المسيحيين المقهورين وبخاصة من عانوا من أحداث التهجير في مصر، ومن أجل وقف اختطاف واغتصاب البنات والأسلمة القصرية لهن، ومن أجل الإفراج عن أبينا متاؤس وهبه، ومن أجل وقف حرق ونهب الكنائس وتواطؤ رجال الأمن، ومن أجل عدم إراقة المزيد من دماء الرهبان وتضميد جراح رهبان دير أبو فانا، ومن أجل عتق المتنصرين، ومن أجل رفع الظلم عن كل مسيحي مظلوم ومضطهد في المحاكم والعمل وكافة المجالات الإجتماعية، ومن أجل إعادة شهادات ميلاد الطفلين ماريو وأندرو اللذين أشهر والدهما الإسلام إلى مسيحيين وأمثالهما، ومن أجل راحة روح شهيد الإسكندرية الشماس جورج فتحي، وشهيد الباجورعبده جورجي، وشهداء الكشح والكثير من الضحايا والمكلومين تحت وطأة الإضطهاد.
وشارك بهذه الإحتفالية كل المنظمات القبطية الأوربية، والعديد من منظمات حقوق الإنسان.
وشهر ديسمبر شهد الكثير من التحركات القبطية بالخارج، ففي الولايات المتحدة الأمريكية انطلقت مسيرات حاشدة بمدينة نيويورك ونيوجيرسي وقد كانت المسيرات قوية بها تصعيد لهجة الخطاب القبطي نحو النظام المصري
وشهدت باريس وقفة احتجاجية من أقباط فرنسا أمام البرلمان الأوروبي بسبب ما وصفوه بالعنف والطائفية التى يعاني منها الأقباط فى مصر، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لفرنسا.
وأحدث هذه المظاهرات كانت بهولندا، وقد أكد بهاء رمزي أنها تحت شعار "شارك اسمع للعالم صوت أقباط مصر المضطهدين" وكانت مظاهرة إحتجاجية سلمية فى دنهاخ بهولندا يوم الثلاثاء 22 ديسمبر 2009.
http://www.copts-united.com/article.php?A=11979&I=307