ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
يقوم المجلس الأعلى للآثار بدور كبير من أجل الحفاظ على آثارنا الغالية التي تعود إلى آلاف السنين والتي تدل على عظمة أجدادنا الفراعنة، سواء كان هذا من خلال الاكتشافات الأثرية الجديدة أو الترميمات للحفاظ على الآثار التي تم اكتشافها، أو بمحاولة استرداد ما فُقد منها، لذلك من الصعب حصر تفاصيل الرحلة الأثرية التى قام بها المجلس الأعلى للآثار طيلة هذا العام، ولكننا نحاول أن نذكر جزء كبير منها وخاصة الاكتشافات الأثرية التي تدل على عظمة حضارتنا المصرية القديمة، ومن هذه الاكتشافات..
الكشف عن مقبره ترجع لعصر الأسرة 19 بسقارة:
والجدير بالذكر أن البعثة اليابانية لمعهد المصريات التابع لجامعة واسيدا قامت بالكشف عن مقبرة ترجع لعصر الأسرة التاسعة عشر (1315 _ 1201 ق.م) عُثر بداخل حجرة الدفن على تابوت من الحجر الجيري لسيدة تدعى ايزيس نفرت والتي تحمل لقب المرأة النبيلة بالإضافة إلى ثلاث مومياوات وبقايا بعض القطع الجنائزية وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثري الذي تقوم به في الجزء الشمالي الغربي لمنطقة سقارة الأثرية بالقرب من الآثار الخاصة بالأمير "خع أم واست" أحد أبناء الملك رمسيس الثاني والذي عثر له على مقبرة جميلة بوادي الملكات بالبر الغربي بالأقصر .
كما أوضح د. زاهي حواس أن هذه المقبرة تمثل نموذجًا اشتهرت به مقابرعصرالدولة الحديثة وخاصة عصر الرعامسة فهي تتكون من مقصورة بها صرح وفناء به أعمدة مربعة وحجرة داخلية بها أربعة أعمدة وتنتهي بثلاثة مقاصير للعبادة ، وقاعدة هرم وحجرة للدفن .
وقال د. ساكوجي يوشيمورا رئيس البعثة اليابانية أنه بداخل حجرة الدفن عثرت البعثة على تابوت من الحجر الجيري مكسور ومقسم إلى أجزاء عليه نقش غائر ملون باللون الأزرق نقش عليه أسم صاحبة التابوت ايزيس نفرت ولقبها المرأة النبيلة وهو لقب نادر جدًا في عصر الدولة الحديثة .
العثور على المقبرة المفقودة بالبر الغربي بالأقصر:
هذا بالاضافة إلى العثور على المقبرة المفقودة شمال مقبرة سن نفر حامل الأختام الملكية في عهد الملك تحتمس الثالث "1504-1452 ق.م " بمنطقة شيخ عبد القرنة بالبر الغربي بالأقصر، والتي عثرت عليها البعثة البلجيكية التابعة لجامعة بروكسل .
وأوضح فاروق أن هذه المقبرة كان قد عثر عليها الأثري كارل بيهل "karl piehl" عام 1880 ولكنها اختفت تحت الرمال وظل الأثريون يبحثون عنها دون جدوى حتى عثرت عليها البعثة البلجيكية هذا العام.
وأوضح د. زاهي حواس أن المقبرة تتكون من مقصورة على هيئة حرف T، وصالة كبيرة مقسمة إلى جزئين عن طريق ستة أعمدة، وأن جزءًا من الصالة الشمالية قد دمر منذ القدم.
وقال د/ لورينت بافاي (Laurent Bavay) رئيس البعثة البلجيكية أن معظم النقوش الموجودة على حوائط هذه المقبرة مدمرة بالكامل وبها بعض الشروخ مما يدل على سرقة أجزاء منها في أوائل القرن 19 أما النقوش الموجودة على السقف ففي حالة جيدة.
وأضاف بافاي أن النقوش تتضمن رسومات هندسية التي يشتهر بها عصر الأسرة الثامنة عشرة ونصوص هيروغليفية توضح اسم صاحب المقبرة ومنصبه وشجرة عائلته، وتشير هذه النقوش إلى أن أمنحتب هو نائب حامل أختام الملك تحتمس الثالث وأبن أحمس المشرف على ماشية الإله آمون وزوج إبنه سن نفر رئيس حامل الأختام الملكية.
الكشف عن تمثال من الحجر الكوارتيزيت بمنطقة الأهرامات
كما تم العثور على تمثال من الحجر الكوارتيزيت على عمق 40سم تحت سطح الأرض وذلك في الجهة الشمالية للسور المحيط للمجموعة الهرمية للمك منكاورع (2551-2523 ق.م).
وأوضح د. زاهي حواس أن هذا التمثال لشخص غير معروف يمثله جالسًا على مقعد بسيط مرتديا باروكة عريضة تتدلي على الكتفين ويده اليمني مقبوضة على ركبته اليمني وممسكة بشيء ما، أما اليد اليسرى مفرودة على الفخد الأيسر والقدمين متجاورين. وهذا التمثال خالي تمامًا من أية نقوش مما يصعب تحديد هويته او العصر الذي نحت فيه ولكن طريقة نحته تشير إلى ان التمثال يعود لعصر الدولة القديمة (2649-2513 ق.م)، وقد تم نقل التمثال إلى المخزن المتحفي الخاص بالمنطقة الأثرية لترميمه.
اكتشاف عملات ذهبية أثرية بالفيوم:
وعلى جانب آخر قامت البعثة البولندية التابعة لمعهد الآثار البولندية بالقاهرة بالكشف عن إناء صغير مزين من الفخار مليء بكمية كبيرة من العملات الذهبية والتي ترجع للعصر العباسي (750-1258م) .
صرح بذلك فاروق حسنى وزير الثقافة وأضاف أن هذا الكشف عثرت عليه البعثة داخل أحد الحجرات الخاصة بالرهبان داخل دير الملاك بمنطقة وادي النقلون بالفيوم.
ومن جانبه أوضح د. زاهي حواس أن العملات الموجودة داخل الإناء تتكون من 16 عملة كاملة و62 بقايا عملات ذهبية ترجع للعصر العباسي، وأضاف أنه أسفل أحد الحوائط عثرت البعثة على شمعدان ولمبة من الجاز مصنوعين من البرونز.
قال رئيس البعثة البولندية “Wlodzimier Godlewski” ﭬلودزيمير جودلفسكى إن هذا المبنى الخاص لحجرات الرهبان بني خلال القرن السادس الميلادي وإن المنطقة التي عثرت بداخلها على الإناء ترجع للقرن السابع الميلادي.
الكشف عن ختم من الطين المحروق بتل الضبعة:
هذا بالإضافة إلى قيام البعثة الأثرية النمساوية التابعة للمعهد النمساوي للآثار بالقاهرة ومعهد المصريات التابع لجامعة ﭬيينا بالكشف عن بقايا طابعة ختم من الطين المحروق محفور عليها بالكتابة المسمارية. صرح بذلك فاروق حسنى وزير الثقافة وأضاف أن هذا الختم عثرت علية البعثة أثناء أعمال الحفائر فى المنطقة الأثرية بتل الضبعه بمحافظة الشرقية (120 كيلو متر شمال شرق القاهرة).
وأضاف د. زاهى حواس أن هذه القطعة حفر عليها أسم أحد كبار الموظفين فى الدولة وأنه يمكن تأريخها للعصر البابلي القديم وخاصة فترة حكم الملك حامورابي (1792-1750 ق.م)، وأضاف أن هذا الختم هو الثاني من نوعه حيث عثرت البعثة في العام الماضي على ختم مشابه داخل قصر الملك خايان ملك الهكسوس (1653 – 1614 ق.م) والذي يرجع للعصر البابلي المتأخر.
وقال مانفرد بيتاك مدير البعثة إن هذين الختمين لهما أهمية أثرية كبيرة حيث إنهما أقدم الأختام البابلية التي يتم العثور عليها في مصر. فهما يؤرخان إلى 150 عام قبل اكتشاف أختام مشابهة داخل مدينة تل العمارنة. كما أنهما دليلان على أن الهكسوس كان لهما علاقات تجارية مع الشرق الأدنى وصلت إلى بابل.
ومن جانبها قالت د. إيرينى فوستنر Irene Fostner إن الحفائر التي قامت بها البعثة فى تل الضبعه منذ عام 2006 أسفرت عن اكتشاف قصر يعود إلى منتصف عصر الهكسوس (1664-1565 ق.م) عثر بداخله على العديد من الأختام لأحد ملوك الهكسوس البارزين، هذا بالإضافة إلى منزل قديم قائم بذاته يتكون من جانبين مع حجرات عديدة وأفنية ملحقة الى شماله وشرقه.كما عثرت البعثة أيضا على العديد من الحفرات التى تضم مجموعة من الكؤوس وحوامل دائرية الشكل وعظام الحيوانات.
وأوضحت د. فوستنر أنه ولأول مرة منذ أكثر من 40 عامًا في تل الضبعه أسفرت الحفائر عن اكتشاف بقايا مبنى يعود إلى عصر الأسرة الخامسة عشرة (1664-1565 ق.م) وهو يتكون من حجرات عديدة وأفنية وبه غرف متنوعة ربما استخدمت لأغراض إدارية.
ضبط تهريب إحدى المخطوطات الأثرية:
كما تم ضبط المجلس الأعلى للآثار لإحدى المخطوطات الفنية الرائعة التي ترجع للقرن الخامس عشر الميلادي مع راكبة استرالية بميناء دمياط البحري.
وصرح د. زاهي حواس أن اللجنة الأثرية التي تم تشكيلها من إدارة المنافذ قد أكدت أن هذه المخطوطة الملونة منزوعة من أحد الكتب المخطوطة وهي أثرية وترجع لعصر المدرسة المغولية الهندية ولا تقدر بثمن وينطبق عليها قانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983.
ومن جانبه أوضح الأثري حسن رسمي مدير عام إدارة المنافذ الأثرية بالمجلس أن هذه المخطوطة نادرة وتمثل إضافة فنية وأثرية في عالم المخطوطات الإسلامية وأنه سيتم التنسيق مع الجهات القضائية المختصة بعد إتمام التحقيقات لاستلام المخطوطة وإيداعها بمتحف الفن الإسلامي.
ويُذكر أن المجلس الأعلى للآثار قد أنشأ ثماني وعشرين وحدة أثرية بمختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية في مصر وذلك لفحص كل ما يتم ضبطه من قطع يعتقد أنها أثرية المصري لمنع تهريب الآثار للخارج وذلك الحفاظ على التراث الحضاري.
استرداد ثماني قطع أثرية نادرة
وعلى صعيد آخر استطاعت مصر أن تتسلم ثماني قطع أثرية نادرة، وهي عبارة عن أوانى حجرية مختلفة الأشكال والأنواع تعود إلى عصور ما قبل التاريخ كانت قد خرجت من مصر بطريقة غير شرعية بعدما تم سرقتها من مخازن جامعة القاهرة بالمعادى عام 2002.
ومن جانبه صرح د. زاهى حواس أن تفاصيل القصة ترجع عندما قام مواطن سويسري بشراء هذه القطع من أحد تجار الآثار بالولايات المتحدة الأمريكية في أواخر عام 2005، وأنه عندما علم المواطن السويسري بأحقية مصر في تلك القطع أرسل من خلال السفارة المصرية فى برن برغبته في تسليم القطع الأثرية لموطنها الأم مصر.
وأضاف د. أحمد مصطفى مدير إدارة الآثار المستردة أن المجلس الأعلى للآثار قد أوفد أثريًا من المجلس للتأكد من أثرية هذه القطع، ومن ثم أرسل المواطن السويسري يسأل عن إمكانية حصوله على تعويض مادي مقابل تسليم القطع لمصر وقدره "تسعة آلاف وخمسمائة فرنك سويسري".
وقد أصدرت اللجنة الدائمة للآثار المصرية قرارًا بإيفاد أحد الأثريين لاستلام القطع الأثرية وإحضارها إلى مصر مع دفع مبلغ ألف دولار فقط لا غير كمساهمة في أتعاب المحاماة وليس على سبيل التعويض. وقد قام الأثرى د. أيمن الحكيم بالسفر إلى سويسرا لاستلام القطع وإعادتها إلى مصر.
استرداد خمس لوحات من متحف اللوفر:
كما تم استرداد خمس لوحات كانت قد سُرقت خلال الثمانينيات من مصر وظهرت في إحدى قاعات متحف اللوفر خلال الألفينيات، حيث سلم الرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزي" إحدى هذه القطع في احتفالية ضخمة بمقر الرئاسة الفرنسي بقصر الإليزيه وذلك خلال زيارة "الرئيس محمد حسنى مبارك" لفرنسا مما يدل على مدى قوة علاقات الصداقة بين البلدين.
صرح د. زاهي حواس أن هذه القطع موجودة الآن في المتحف المصري حيث تقوم لجنة برئاسة الأستاذ/ سيد حسن "مدير المتحف المصري" لفحص هذه القطع لترميهما إذا ما احتاجت لترميم تمهيدًا لإعادتها إلى مكانها الأصلي على حائط مقبرة أحد النبلاء تيتكي الموجود بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بالأقصر.
هذه القطع تصور عدة مناظر الأول لمنظر طقسه فتح الفم والتى يقوم بها الكاهن على مومياء المتوفى، والمنظر الثاني يصور سيدة رشيقة ممشوقة القوام قد تكون زوجة صاحب المقبرة، والمنظر الثالث يصور تيتكي وهو جالسًا أمام مائدة القرابين، أما المنظر الرابع فيصور تيتكي وهو يقوم بأعماله المنوط بها كأحد كبار الموظفين ومهامه اليومية.
إنتشال برج البوابة الضخمة لمعبد إيزيس:
والجدير بالذكر أن مدينة الإسكندرية شهدت في الآوانة الأخيرة المؤتمر العالمي الذي عُقد لانتشال بوابة الإلهة إيزيس من منطقة الميناء الشرقي المعروف "ببرج البوابة الضخمة" الخاص بمعبد الإلهة ايزيس لوخياس المنحوت من الجرانيت الأحمر والبالغ ارتفاعها 2.25 متر بحضور وزير الثقافة فاروق حسنى ورئيس المجلس الأعلى للآثار الدكتور زاهي حواس.
وصرح وزير الثقافة فاروق حسني بأن البوابة تعتبر من القطع الأثرية النادرة، وتم اكتشافها في 1998 بواسطة عمليات المسح الأثري التي قامت بها البعثة الأثرية اليونانية برئاسة هيري تزالز بالتعاون مع فريق الغطس التابع لإدارة الآثار الغارقة بالإسكندرية، ومن أهم هذه القطع التي تم العثور عليها "باب اثري وعملة سكندرية قديمة طبع على أحد وجهيها هذا البرج".
وأوضح زاهي حواس أن المجلس الأعلى للآثار قرر فى 2002 عدم انتشال أي قطع أثرية من الميناء الشرقي أو منطقة أبو قير، إلا أن انتشال برج البوابة يعتبر حالة خاصة، حيث أنها نواة لمتحف الآثار الغارقة الجاري إنشاؤه فوق سطح الأرض بالإسكندرية.
وأكد حواس أن اتخاذ المجلس الأعلى للآثار قرار عدم انتشال أي قطع أثرية يعود لسببين، أولهما أن المجلس يقوم بإجراء الدراسات المبدئية اللازمة لإنشاء متحف الآثار الغارقة تحت مياه البحر المتوسط بالتعاون مع منظمة اليونسكو من خلال أنابيب مخصصة لذلك.
اما السبب الثاني أن انتشال القطع من مياه البحر يستغرق وقتًا طويلاً وعمليات إزالة الأملاح المتراكمة على كل قطعة يستغرق نحو ثلاثة أشهر.
من ناحية أخرى، أعلنت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية عن إصدار أحدث البوم مصور عن مدينة الإسكندرية يتضمن مجموعة من أهم الصور المعبرة عن المعالم السياحية والأثرية والحضارة لعروس البحر المتوسط وذلك في إطار الاحتفالات باختيار الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية في 2010 إصدار ألبوم مصور عن الإسكندرية بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية 2010.
وصرح مدير عام الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية "محمد حسين" أن الهيئة تعتزم طرح الإصدار الجديد خلال الأيام المقبلة والذي سيحتوي على مجموعة من الصور السياحية للآثار السكندرية العريقة.. مضيفًا أنه سيتم طرحها بمنافذ البيع بثلاث لغات مختلفة هي العربية والإنجليزية والفرنسي،ة حتى تكون في متناول السياح والجمهور السكندري.
رحلة طويلة من أجل الحفاظ على الآثار المصرية خلال عام مضى (1-2)
http://www.copts-united.com/article.php?A=12104&I=313