علامات.... يجب أن تُوَثقْ!!

نبيل المقدس

بقلم: نبيل المقدس
أهدي هذا المقال لصاحب أكبر علامة ظهرت في الخمس سنوات الأخيرة، رائدًا في إبراز الحق المهضوم لجميع الإقليات في بلدته الغالية مصر، فكانت جهوده المستمرة في إنتاج أول صحافة إلكترونية هي علامة على كفاحه ضد الغبن والإضطهاد والذي عاشها بنفسه وتذوق عواقبها.. هو علامة على الإصرار لرد إعتبار لكل من مرّ مرحلة الطرد والنبذ من إخوته مسيحي مصر، لذلك فإن موقع الأقباط المتحدون ما إلا علامة حقيقية له فعلينا أن نوثقها في كل قلب مسيحي مصري.. نعم نحن لا ننعي صاحب هذه العلامة بل نفرح معه لأنه في أحضان رب المجد..
أقول لك يا من تركتنا وأعطيتنا موقعًا لسلاح الكلمة, هنيئًا لك يا باشمهندس عدلي ابادير بأكليل الحياة، وسوف تستمر رسالتك بأشخاص نهلوا منك روح الكفاح وأخص بالذكر المهندس عزت بولس وجميع من معه... فهم فعلاً أوفياء وحاملي الأمانة.
************
أول ملف أريد فتحه في بداية 2010 هو تسجيل المعجزات السماوية التي تمت وتتم علي أرضنا مصر في التاريخ المصري..
++ تُوجد في حياتنا الكثير من العلامات تُقرأ بدون أن تكون مكتوبة.. فقد كانت أول علامة عرفتها البشرية منذ الخليقة هي التي أعطاها الله لقايين الخائف والمذعور لكي لا يقتله كل من وجده: (تكوين 4 : 15)... ويظن البعض حسب التقاليد اليهودية أن هذه العلامة كانت رسمًا على جبهة قايين فيه تحذير للآخرين من قتله.
++ كذلك هناك علامة أخرى جاء بها الله قدام نوح وهي قوس قزح.. فقد كان قوس قزح بمثابة علامة ميثاق يضعه الله قبل كل مطر ليؤكد للإنسان أنه لن يعود ليدمر الأرض بالطوفان مرة أخرى.
++ كما يعلمنا الكتاب المقدس أن هناك علامة الدم.. كما جاء في (خروج 12 : 12) من كتاب الحياة: [ففي هذه الليلة أجتاز في بلاد مصر وأقتل كل بكر فيها من الناس والبهائم وأجري قضاء على كل آلهة المصريين. أنا الرب.. أما أنتم فإن الدم الذي على بيتكم المقيمين فيها يكون العلامة التي تميزكم, فأري الدمُ وأعبرُ عنكم, فلا تنزل بكم بلية الهلاك حين أبتلي بها أرض مصر].
++ ولا ننسى علامة العهد والتي كانت بين الله وإبراهيم والذي كان على شكل الختان.. ففي (تكوين 17 : 10) [هذا هو عهدي الذي عليكم أن تحفظوه أن يُختتن كل ذكر منكم تختنون رأس قلفة غرلتكم فتكون علامة العهد الذي بيني وبينكم.]
++ وهناك علامة الشفاء طلبها الملك حزقيا عندما سقط فريسة المرض القاتل.. فكما جاء في (ملوك الثاني 20 : 5) [وسأل حزقيا إشعيا: ما العلامة أن الرب يشفيني فأتمكن من الذهاب إلي هيكل الرب في اليوم الثالث؟ فأجابهُ إشعيا وإليك العلامة من الرب بأنه مُزمع أن يُتمم ما وعد بهِ, أجبني هل يتقدم الظل عشر درجات أم يرتد عشر درجات؟ فأجاب حزقيا: من شأن الظل أن يتقدم عشر درجات لذلك ليرتد الظل إلى الوراء عشر درجات, فتكون هذه هي العلامة, فابتهل إشعيا إلى الرب, فتراجع الظل إلى الوراء عشر درجات بعد أن كان الظل قد امتد عشر درجات].
++ وعندما نتمعن الآية التي جاءت في (غلاطية 4 : 4) [لكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولودًا من إمرأة مولودًا تحت الناموس.] نلاحظ هنا أن (ملء الزمان) علامة مجيء رب المجد الأول، ولكي نفهم ما يعنيه ملء الزمان, وباختصار هو أن العالم كان مكتملاً ومهيئًا لهذا المجيء حيث كان العالم وقتها يتكون من شعوب ثلاث هي صاحبة النفوذ في ذلك العصر، اليونانيون المثقفون والرومان المتسلطون واليهود المحتقرون، تضامنت هذه الشعوب في تهيئة طريق رسالة الإنجيل.. فالرومان بقوتهم وحدوا بلدان كثيرة ومهدوا الطرق والمواصلات لتسهيل نشر الرسالة, واليونانيون كانوا أصحاب اللغة السهلة والجميلة والتي كانت سائدة في هذا العصر والتي كُتبت بها الأناجيل والرسائل, واليهود بالرغم أنه كان مخلوق محتقر من الأجناس الأخرى إلا أنه احتفظ بأقوال الله في العهد القديم والتي كانت مملوءة بنبوات العصر الذهبي الذي سيجيء فيه الموعود.
++ ومن أشهر العلامات في العهد الجديد هو نجم بيت لحم... فقد كان اللقاء بين المشتري وزحل في برج الحوت علامة تشير إلى ولادة ملك له شأن جبار، وثابت من التاريخ أن هناك آلاف من اليهود عاشوا أيام السبي في بابل ومنهم المجوس الحكماء، فلما ظهر هذا النجم والذي هو عبارة عن اللقاء بين المشترى وزحل في برج الحوت على حوض البحر الأبيض, أصر هؤلاء الحكماء اليهود أن يختبروا هذه العلامة بأنفسهم وأن يروه بعيونهم, لذلك يُعتبر ظهور هذا النجم (الظاهرة) علامة حفزتهم على تتبعها لكي يروا الملك المولود او المسيا المنتظر طبقًا بما كان يؤمنون به. متي 2 : 1 - 2 [ورأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له] هذا طبعًا باختصار شديد.
++ وهناك علامة الغدر البشعة التي سلم بها يهوذا المسيح.. ففي إنجيل متى 26 : 48 [وكان مُسلمهُ قد أعطاهم علامة قائلاً, الذي أقبلهُ هو هو فاقبضوا عليه!].
++ هناك حادثة سجلها التاريخ الروماني... فقد قيل أن الملك قسطنطين رأى في الجو علامة الصليب دليلاً على النصر مصحوبًا بصوت يقول: بهذا (أي بعمل الصليب) ننتصر!

كل هذه العلامات -وهي طبعًا ليست كل العلامات التي حدثت- تم إثباتها وتسجيلها في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد, وبما أن الكتاب المقدس هو كلمة الله فهو موثق منه، كما أن التاريخ البشري المُوثق عالميًا وإقليميًا أثبت هذه العلامات المذكورة في الكتاب المقدس كل في وقته في التاريخ العام للبشرية. لكن ما يؤسفني هذه العلامات التي ظهرت وما زالت تظهر في بلادنا المصرية وخصوصًا بعد الغزو الإسلامي لها لا يتم توثيقها في سجلات التاريخ المصري. فمن أجمل العلامات التي صنعها الرب لنا هي معجزة نقل جبل المقطم والتي نعتبرها علامة عظيمة جدًا والتي جعلت المعز لدين الله الفاطمي يعتنق المسيحية, فقد كانت هذه العلامة هي كلمة الرب التي جاءت في متى 20:17 – 21 [فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم]، كانت هذه العلامة هي سبب تثبيت الإيمان في قلوب المسيحيين والذين كانوا يواجهون إضطهادات مريرة.
كيف إلى الآن لم نستطع توثيق هذا الحدث العظيم في تاريخ مصر, بالرغم أن كل البراهين والإثباتات والدراسات التي قام بها الإنجليز موجودة الآن في متحف مدينة لندن, ويُوجد بيان صادر موثق من قبل الحكومة البريطانية بصحة هذا الحدث.. لكن الحكومة المصرية صاحبة الشأن لم تُخرج بيانًا رسميًا أو تقوم بتوثيق هذا الحدث العظيم في سجلات تاريخ مصر. وما زالت تنكر الحدث. بالرغم من وجود بيان كنسي عن هذا الحدث مُوثق وثابت بالبراهين والإثباتات!!

ثاني علامة أرسلها الرب إلى شعب مصر هي مجموعة الظهورات للسيدة القديسة العذراء مريم... أولها والأشهر هي ظهورها في كنيسة العذراء بالزيتون، وآخرها ظهورها النوراني على قبة كنيسة الوراق, والمشكلة أن أغلب الشعب المسيحي يعتقد أن الحكومة تعترف بهذه الظهورات، لكن للأسف الشديد لم يخرج بيان رسمي من طرف الحكومة يثبت ظهورها... صحيح يُوجد بيان تم تسجيله في تاريخ الكنيسة، لكن هذا لا يكفي... فمن حقنا أن تتقدم الحكومة وتعلن بيانًا رسميًا بصحة الظهور، لكنها هي كالعادة تتجاهل هذه الأحداث حتى تطويها الأحداث اليومية, وكأن شيئًا لم يكن يحدث.
والعجيب لم نسمع أن واحدًا من نواب مجلس الشعب قدم سؤال إحاطة عما كان يحدث أمام كنيسة الوراق, وكأن الوضع لا يعنيهم وأن هذا الحدث قد حدث في بلاد الماو ماو!!
ألا يحق لنا أن نعتبر -وهذه هي الحقيقة- أن هذه الظهورات ما إلا علامات من السما أن الرب حامينا, وأننا على حق؟!

أخيرًا أصرخ بصوت عال... علينا أن نقوم بتفعيل هذا الحدث وأن يكون حقيقيًا في التاريخ المصري, ويخرج بيان من مجلس الشعب بعد مناقشة هذا الموضوع... لا يكفينا بيان الكنيسة... فمن حقنا أن تكون هذه العلامات السماوية مُدونة في التاريخ المصري!!