القمص. أثناسيوس فهمي جورج
بقلم: القمص/ أثناسيوس فهمي جورج
أنعي الأرخن الكبير عدلي أبادير، وأذكر له أفضاله ومحبته وريادته وكل أتعابه التي صنعها من أجل وطنه وكنيسته وشعبه الذي هو أسرته الكبيرة.
سوف نذكر له مساندته للطيب الذكر المتنيح الأنبا/ صموئيل "أسقف الخدمات العامة"، وتدعيمه للطيب الذكر المتنيح الأنبا/ أثناسيوس "مطران بني سويف"، كما نذكر له أيضًا محبته ومساندته للمتنيح الأنبا/ مينا أفا مينا، والمتنيح الأنبا/ غريغوريوس "أسقف البحث العلمي"، وهم اليوم يستقبلونه في مواضع النياح والراحة.
كذلك لا بُدّ أن نذكر له مجهوداته ومساهماته في إخراج الموسوعة القبطية وتسجيل الألحان بالنوتة الموسيقية، وكل أعمال المؤازرة والغيرة الحسنة التي أظهرها عمليًا وفعليًا تِجاه كنيسته ورموزها وعلومها وكل مجدها.
إننا اليوم ننعي فيه الوفاء والإخلاص والشهامة والتنوير.
سوف لن ننسى أعماله المجيدة في مجالات الإهتمام بالعَطاشَى والجَوعَى والمتروكين والذين في الشدائد.. أمّا عن دفاعه عن المظلومين والمُذَلِّين فيمكننا أن نتحدث فيه إلى يوم اللقاء, لأنه لا يُحصَى.
سيرتك حية وستكون دائمًا درسًا في الصلاح للأغنياء، وفي الدفاعيات والشرف وفي العمل الحسن والغيرة والسهر ونصرة المظلومين والتوق إلى العدل في شهامة الحق ( لا يَحِلُّ لك) للظالمين، وستُنهضنا دائمًا لنفتش عن المخطوفين والمقبوض عليهم والذين في المطابق والسَبي، وستظل دائمًا مثالاً في العمل لا إلى الميل الثاني فقط بل إلى النفس الأخير, وعزاؤنا سيبقى دائمًا أنك تُضيء كالكواكب وكالجَلَد في ملكوت إلهنا، حيُ بسيرتك عند إله الأحياء، شمسُك لن تغرُب، بعد أن أعطيت من حُر مالك ومن دمك وعافيتك وجُلِّ عمرك، وقد وضعت قضية اضطهاد الأقباط على الخارطة، ودفعت بالعمل القبطي إلى الأمام متحملاً الأعباء والأثقال مترفعًا عن الصغائر، وقدمت يد الإحسان والبِر والإعمار.
إن موتك عزيز في عيني الرب لأنك من عظماء القبط وأتقيائهم، ولأن كثيرًا من أصحاب الأعمال والهِمَم الكبيرة قد استندوا على ذراعك.
إنني أشكر الله الذي شرَّفني بمعرفتك وبالقرب منك وباللقاء والتلاقي معك كعلامة بارزة ومميَّزة في خدمة الكنيسة القبطية المجيدة، إننا حينما نودعك اليوم نودع قِطعةً مِنَّا، ولا نجد ما يكفي لرثائك، لكن إنك وإن مُتَّ فستتكلم بعد في أعمالك وسيرتك التي صنعت بها التاريخ..
ليُكلِّلك الله بالجُعالة الحسنة وبالأكاليل التي لا تَبلَى، وليعوض الله سِنيَّ حياتك التي أفنيتها ووزناتك التي التي من أجل مجد إلهنا، ولأنك كنت دائمًا تتحدث معي وتقول ((باركي يا نفسي الرب ولا تنسَي كل حسناته، وجميع ما في باطني يبارك اسمه القدوس))..
أراك بين الذين باركوا اسم إلهنا، وهو الآن يضمك مع الذين سبقوك من المُحسنين والغيورين، ويُسمِعك الصوت المملوء فرحًا: تعال إليّ يا مبارِك أبي رِثِ المُلك المُعَدّ لك حيث مجد إلهنا وحيث لا تقف أمامه خليقة صامتة.
إنني أراك بعين الإيمان في سفرك السعيد إلى المصاعد التي بغير قياس في المساكن التي لها الأساسات, بعد أن سعيت لتُدرك ما أدركك الرب لأجله, كطائر يدخل من نافذة ويخرج من أُخرى, فلن يؤذيك الموت الثاني, ما دُمتَ في يد إلهنا الخالق الذي بيده كل حيّ والذي أبطل سلطان رئيس الموت.
لقد رجعتَ إلى بيتك بعد أن حركت المياه الراكدة, وشددت أصحاب الهِمَم والعزائم, وقد جمعت وخزنت كنوزًا سمائية في الوطن الأفضل.
ليفتحْ لك المسيح ربنا الأبواب بسِعَةٍ وليمنحْك النياح والراحة وعدم الفساد... وليُعِنْنا لنتمثل بالخير من أجل البِر.. الله يُعيننا كما أعانك..
http://www.copts-united.com/article.php?A=12146&I=314