متي سنغضب

إبرام مقار

بقلم: إبرام مقار
لا احد يستطيع ان يتكلم بلسان الاخرين، لكن مما نقرأه علي المواقع الالكترونية هناك موافقة شبة جماعية مع دعوات ناشدت القيادة الكنسية ووثائق وقع عليها مثقفين اقباط تطالب الكنيسة بقصر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد علي الصلاة فقط، والتخلي عن المظاهر المصاحبة للاعياد من مهرجانات والزينات، وعدم استقبال مهنئين او حتي عدم والتصفيق لهم داخل الكنيسة كما يحدث وذلك مراعاة لما يحدث لاخوتنا في الجسد الواحد من الاقباط من قتل وحرق لمنازلهم ومتاجرهم ومزارعهم وبلا اي تعويضات وبلا اي حماية امنية، فضلا عن حرق عشرات الكنائس هذا العام ومتوازيا مع الافراج عن كل المعتدين والمتسببين في هذه الاحداث، وكان اخرهم الافراج عن الجميع في احداث ديروط الاخيرة.

والحقيقة هذه دعوة مخلصة من ابناء مخلصين للكنيسة والوطن، فالاقباط الذين هم بطبيعتهم كمسيحيين متدينين لا يوجد لديهم في نصوصهم او ايمانهم او حتي في ثقافتهم اي فكر للعنف المقابل، ولهذا فليس لديهم الا نضالهم بشكل سلمي والذي يتم من خلال تجمعات لافراد او مؤسسات، وبلا شك ان الكنيسة اول هذه المؤسسات. واذا كانت الكنيسة لا تقوي علي دفع اولادها للتظاهر او الصراخ والاضراب او الاحتجاج المنظم فأقل القليل هو ان نظهر من خلال حدث اعلامي اننا غاضبون وهذا اضعف شئ ممكن ان نفعلة. أعتقد انة لم تمر بنا ايام في الاربعين عاما الماضية اسوء من هذه الايام علي الاقباط في كم الاعتداءات وللاسف نحن فقط الذين نسمي صمتنا نوع من الحكمة ولكن للاسف الجميع يقول انه لا يمكن ان تلاقي اقلية ما يلاقية الاقباط وتهنئ وتصفق وتدعم وتؤيد الا لو كانت اقلية خائفة او مرعوبة وهذا لا يليق باقباط حارب اجدادهم الولاه والاباطره وحتي الموت لم يقوي عليهم. علينا ان نعطي مفاهيم جديده وان نثبت اننا القرب من الله لا يعني الصمت بل يعني الصراخ لاجل الحق علينا ان نثبت اننا لا نخاف من احد ولا نهاب احد الا الله ضابط الكل وان من يخاف من غضب السلطة خوفا من عدم بناء كنائسنا التي لا تبني اصلا هو مخطئ كلية فالله هو الذي يبني بيتة وليس رضا مسئول او تأييد او مبايعة.

وان الخوف من بطش السلطة هو ضد الايمان الذي تربينا علية وان اية "لا تخف" ذكرت بالكتاب المقدس 365 مرة اي بعدد ايام السنة، علينا ان نعطي دروس عملية وليس فقط كلامية بأنه فوق العالي عالي وان الله موجود، علينا ان نثبت ان الكنيسة وان كانت في فم الاسد لكنها في يد الله. اتذكر في الماضي كنمط اجتماعي مصري حين كان يحدث لاحد مشكلة كبيرة او وفاة من الجيران كان الجميع يتوقف عن الاستماع للتليفزيون او الموسيقي عالية الصوت مراعاة لشعور جيرانهم ونحن لدينا الأسوء فبالاضافة لما ذكرناه عما يحدث للاقباط لدينا كاهن سيقضي عيد الميلاد في السجن ظلما وتاسوني زوجتة ستقضي العيد بدونة، لدينا الراهبة المتهمة في قضية تبني هي ايضا ستقضي العيد في السجن، لدينا عشرات الفتيات المختطفات سيقضي عائلاتهم العيد بدونهم، لدينا اقباط في ديروط وفرشوط وابوشوشة فقدوا مورد رزقهم فهل مع كل هذا نصفق ونزغرد ونحتفل ونضع البوابات الترحيب للمسئولين. فلنفعلها كما فعلها نيافة الانبا اغاثون اسقف ايبارشية مغاغة والعدوه واطلق منذ عدة اسابيع دعوة لشعبة بالصلاه والصوم ثلاث ايام لرفع الظلم الحكومي الواقع علي شعبة ثم اتخذ نيافتة قرارا بعدم تهنئة محافظ المنيا اللواء احمد ضياء الدين بعيد الاضحي احتجاجا علي تعنته ضد الاقباط وحقوقهم في بناء وترميم دور العباده. اخيرا لا نستطيع ان نقول ثانية ماذا نفعل في هذا الموقف فلا احد يستطيع ان يقول لأحد الواجب فعله عندما يحدث لمكروه لابنك او عندما يحدث مكروه لاخيك او لاختك ولكن اذا مارسنا حياتنا كالمعتاد فلا نأسف لان الاخرين لا يشعرون بهم ولا يقوم بواجبهم نحوهم اذا كنا نحن ايضا لا نشعر بهم ولا نقوم بواجبنا نحوهم.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع