مايكل فارس
ننفرد بنشر أسماء المناطق المنكوبة والمنازل التي اختبأ بها الجناة بنجع حمادي.
كتب: مايكل فارس - خاص الأقباط متحدون
يوم الخميس ظهرًا تم تشيع جثمان الشهداء الستة من أمام مستشفى نجع حمادي العام إلى المطرانية؛ ما يقرب من 50 ألف قبطي من نجع حمادي وفرشوط وبهجورة جاءوا للتضامن وتشيع جثمان الشهداء، وخلال المسيرة علت هتافات "بالروح بالدم نفديك ياصليب".
وما أن سمعت المنازل القبطية ونظرت إلى المسيرة حتي خرجت السيدات من البلاكونات والشبابيك مرتدين الملابس السوداء، وفي بكاء يودعون المسيرة، ورصدت عدسات "الأقباط متحدون" صور لسيدات أثناء بكائهن على الشهداء مرددين "بالروح بالدم نفديك ياصليب" والرجال الكبار السن يبكون من أرشفة منازلهن مودعين الشهداء، " فكان حزنًا عظيمًا "
وكانت يتقدم المسيرة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي؛ وفي تمام الساعة الواحدة بدأت الصلاة على الشهداء برئاسة الأنبا كيرلس والأنبا بيمن أسقف نقادة بصحبة 15 كاهنًا، وامتلأت المطرانية بالصراخ والبكاء، رجالاً ونساءًا، بعد دخول 6 صناديق بها جثث الشهداء، لم يبكِ أهل الشهداء، بل كان الآلاف يبكون؛ وقال الأنبا كيرلس في كلمة بعد الصلاة: "إن هؤلاء الستة هم شهداء، وتم سفك دمهم على اسم المسيح"، وبعد الصلاة، طلب من الحضور عدم الخروج من الكنيسة، حتى تأتي تعليمات أمنية بأن الأمن قد شدّد تأمين الشوارع بعد تجمهر آلاف من المسلمين، خاصة عند كوبري نجع حمادي للرد على تجمهر الأقباط، حيث اشتعل غضبهم من الهتافات، وقد وجدوا بعد المسيرة القبطية عديدًا من لافتات محلات تم تكسيرها، فأرادوا الانتقام، واستطاع الأمن خلال تلك الفتره من الساعة (1-3) عمل كوردون أمني حتى ذهب الأقباط لمنازلهم.
وكانت الساعة السابعة مساء الخميس 7 يناير حتى تجددت أحداث نجع حمادي المؤسفة، حيث قامت مجموعات من مئات الأفراد المسلمين، والذين حملوا سنجًا وسواطير، للاعتداء على منازل الأقباط والذي استمر قرابة ساعة ونصف في ظل تعتيم أمني وإعلامي.
والمناطق الأخرى التي حدث بها اعتداءات بنجع حمادي هي (منطقة الساحل والسوق) واللتين تقعان مباشرة خلف مباحث أمن الدولة بنجع حمادي، حيث تم الهجوم على منازل الأقباط ومحاولة اقتحامها بالقوة، وتم حرق منزل هناك، ولولا أن مسيحيي نجع حمادي قاموا بغلق الأبواب بالمتاريس والأقفال، لكانت النتائج لا يُحمد عواقبها، والكارثة التي تنفرد "الأقباط متحدون" بكشفها هي صورة المنزل الذي اختبأ به الجناة، والذي يبعد حوالي 50متر من قوات الأمن المركزي، وهو منزل لأحد الزبالين بشارع عبد السلام عارف.
وقد رأيتُ سيدة تقوم بإخراج هؤلاء الأشخاص من المنزل، بمعدل فردين أو ثلاثة، كل 5 دقائق، حتى يخرجوا من المنزل بشكل غير ملحوظ.
وواقعة مؤسفة حدثت يرويها لنا أحد شهود العيان، حيث قام أحد الأشخاص بحمل ساطور متوجهًا لمطرانية ماريوحنا بنجع حمادي، للاعتداء على من فيها، فقامت قوات الأمن بأخذ الساطور منه، ثم تركتة دون القبض عليه.
والمنطقة الأخرى هي منطقة "المجتمع الجديد" و"مكتبة الطلبة"، وكانت الساعة السابعة والنصف مساءًا حيث تم تكسير سيارت الأقباط وصيدلياتهم، ونظرًا لتجمهر آلاف من مسلمي نجع حمادي بالسواطير، قام الأمن بتفرقتهم بقنابل مسيلة للدموع.
وتم الاعتداء على ورش ومنازل الأقباط بجوار مدرسة التجارة الساعة الثامنة ونصف مساءًا.
في تلك الأثناء وفي الساعة الثانية والنصف تقريبًا، تم الاعتداء على أقباط مدينة "بهجورة" التابعة لنجع حمادي، وهذا كرد فعل لتجمهرات الأقباط، وتم التهجم على كنيسة السيدة العذراء ببهجورة، والتعدي على أقباط عزبة "تركس" وحرق منازلهم وتكسير محلاتهم وبيوتهم، وتم احتواء الموقف أمنيًا وإطفاء منزل قبطي كادت النيران أن تلتهمه كله.
وتم الهجوم على شارع "عبيدة ابن الجراح" المتفرع من شارع عبد السلام عارف، وتم تكسير سيارات وممتلكات الأقباط ومحلاتهم.
وفي متابعة للأحداث، كانت منازل الأقباط كلها مغلقة بالمتاريس، وأغلبها أطفأ الأنوار خشية أي هجوم.
وأنا كنتُ شاهد عيان على الأحداث ورأيتُ بعيني المجموعات المسلحة والمنزل المحروق وآثار الاعتداءات، الأمر الذي جعلني أن أمكث في أحد المنازل قرابة 3 ساعات متواصلة خشية الخروج، حتى لايتم الاعتداء عليَّ، فقد ظللتُ أسمع على مدار ساعة كاملة أصوات صراخ السيدات وتكسييرالسيارات والصيدليات، وكنت أنظر تلك الاعتداءات، واستطعت التقاط صورة للمنزل الذي اختبأ به الجناة.
وأكد اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا في تصريحات خاصة لـ "الأقباط متحدون" أنه تم إرسال 7 تشكيلات أمنية لنجع حمادي من قنا، وأضاف أنه كان المسؤول عن التغطية الأمنية لأحداث فرشوط.
وجاء يوم الجمعة ليعم الهدوء النسبي في الصباح، ولم يخرج الأقباط من منازلهم من يوم الخميس، خاصة بعد حظر التجول، وكان صباح الجمعة يخلو من الناس في الشوارع، في ظل حالة من التكثيف الأمني على دور الكنائس، خشية وقوع اعتداءات أخري عليها، فتمركزت 3 عربات أمن أمام مطرانية نجع حمادي، وعربة مباحث أمام كنيسة الإخوة الإنجيلية بحراسة 6 جنود بالذخيرة الحية.
بيانات ذات صلة:
بيان المركز المصري لحقوق الإنسان
بيان مركز الكلمة لحقوق الإنسان
دعوة للتضامن مع المصريين المسيحيين
http://www.copts-united.com/article.php?A=12255&I=316