صبحي فؤاد
بقلم: صبحى فؤاد
لم تمضى سوى دقائق معدودة على خروج مئات المسيحيين المصريين الى شوارع مدينة نجع حمادى فى صعيد مصر بعد ان انتهوا لتوهم من صلواتهم فى كنيسة السيدة العذراء احتفالا بقدوم عيد الميلاد المجيد ... واذا بهم يفاجئون باكثر من مجرم ارهابى كانوا يقودون سيارة فيات يطلقون عليهم الاعيرة النارية من بنادقهم الالية فسقط منهم العديد من القتلى وعشرات الجرحى بعضهم حالتة خطيرة للغاية ..
وطبقا لاكثر من مصدر عالمى ومصرى حاول الارهابيون المجرمين اغتيال الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى ولكن محاولتهم باءت بالفشل ففروا هاربين بسيارتهم الفيات بعد ان تركوا ورائهم بركة من الدماء فى شوارع مدينة نجع حمادى وعشرات من القتلى والجرحى.
سألت نفسى : كيف حدثت هذة الجريمة البشعة ؟؟ ولماذا فى ليلة عيد الميلاد المجيد ؟؟ واين كان رجال الدولة والامن التابعين لوزير الداخلية الهمام حبيب العادلى ؟؟ ولماذا تغيب - ليلة حدوث المجزرة - عن الحضور الرسميين الممثلين للمحافظ والدولة لمشاركة شعب الكنيسة وتهنئتهم بالعيد ؟؟ هل كان غيابهم مجرد مصادفة ام ان بعض الجهات فى الدولة كانت على علم مقدما بما سوف يحدث ؟؟
انة من الخزى والعار ان نجد المذابح المتكررة - التى يروح ضحيتها فى الغالب اناس ابرياء لم يرتكبوا جريمة ما سوى انهم لا يدينون بدين الدولة - اصبحت هدية الاعياد للمسيحيين فى مصر من قبل بعض المتطرفين المجرمين داخل مصر.. من الخزى والعار تحدث هذة المذابح ضد الاقباط داخل وطنهم بدون ان تلقى ادنى اهتمام من المعنيين بالحفاظ عن الامن بل على العكس نجدهم فى كل مرة يسرعون بايجاد المبررات والاعذار للقتلة والمجرمين والسفاحين.
وكما جرت العادة فى مصر وقبل الوصول الى المجرميين الحقيقيين صدر تصريح من مسئول مصرى بان كل الدلائل تستبعد ان يكون لهذة الجريمة البشعة ابعاد طائفية بل حادث جنائى وان المؤشرات تربطة بتداعيات اتهام مسيحى باغتصاب فتاة مسلمة باحدى قرى محافظة قنا ( طبقا لما نشرتة جريدة الاهرام شبة الرسمية فى اليوم التالى على وقوع المجزرة )... مما يعنى النية على اجهاض العدالة مقدما وصدور حكم البراءة للقتلة حتى قبل وقوفهم فى قفص الاتهام وتوجية تهمة القتل الجماعى مع سبق الاصرار.
وللاسف الشديد فقد ساعد على تكرار حدوث هذة الجرائم العنصرية البشعة ضد الاقباط فى مصر صمت الرئيس حسنى مبارك الذى من المفروض انة فى مثل هذة الظروف يظهر بالفعل وليس الشعارات والكلمات انة رئيس لكل المصريين وينطق بكلمة حق ويعلن بوضوح وصراحة على مسمع من العالم استنكارة لما حدث. اننا لم نسمع الرئيس مرة واحدة منذ تولية الحكم يعلن رفضة او استنكارة لجرائم القتل العنصرى البشع ضد المسيحيين فى نفس الوقت الوقت رايناة يهرع الى مدينة الاقصر عقب مقتل السياح الاجانب لكى يعزل بعض كبار المسئولين عن الامن ويعطى تصريحات قوية مستنكرة ما حدث للسياح .. فهل ابناء مصر المسيحيين اقل من السياح الاجانب اولايستحقون نفس الاهتمام ؟؟... وهل يعنى صمت الرئيس التام انة لا يعلم بما يحدث على ارض مصر ام انة يعلم ولكنة لايهتم ولا يعنية من قريب او بعيد امر المذابح التى تحدث ضد الاقباط رغم انة طبقا للقانون الدولى مسئول مسئولية مباشرة قانونيا هو ووزير الداخلية حبيب العادلى وكبار رجال الامن عن امن الاقباط وامانهم وحمايتهم وسلامتهم ؟؟
اننى ادعو الاقباط داخل مصر وخارجها وبصفة خاصة قيادات الكنيسة وعلى راسهم قداسة البابا شنودة عدم التسامح فى هذة القضايا التى تمثل جرائم ضد الانسانية .. واطالبهم برفض جلسات المصاطب والتمسك بتطبيق القانون مهما تعرضوا من ضغوط من الدولة .. واذا فشلوا فى الحصول على حقوقهم من المحاكم المصرية وهو من المتوقع حدوثة مقدما فلن يكون هناك لوما او عتابا عليهم اذا لجأوا الى المحاكم الدولية .. واذا فشلت كل محاولتهم من اجل رفع الغبن عنهم سلميا وقانونيا وبكافة الطرق الاخرى السلمية فلن يكون امامهم للاسف مفرا سوى مقاومة الشر والاشرار والتصدى للظلم والظالمين بشجاعة ورجولة وجرأة دفاعا عن النفس والعرض والشرف والمقدسات.. واثق انة فى هذة الحالة سوف يجدون ملايين من المسلمين غير المتعصبين يقفون بجوارهم للتصدى لهؤلاء الارهابيين القتلة الذين يريدون تخريب وتدمير وطنهم .
اننا جميعا نشارك اهالى الضحايا فى مدينة نجع حمادى بصعيد مصر فى احزانهم والامهم واوجاعهم وندعو الرب لاعطاءهم الصبر والسلوان وقوة الاحتمال وعودة الوئام والحب والسلام والهدوء لمصرنا الغالية .
استراليا
Sobhy@iprimus.com.au
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=12267&I=317