إذلال المتعاقدين بالتربية والتعليم

جرجس وهيب

بقلم: جرجس وهيب
استبشر خريجى كليات التربية خيرًا عندما تم التعاقد معهم للعمل بوزارة التربية والتعليم للعمل كمدرسين، واعتقدوا أن أبواب الأمل قد فُتحت أمامهم وانتهت معاناتهم مع السباق السنوي من أجل الفوز بالعمل بالحصة (بالأجر)، بالإضافة إلى المعاناة الشهرية للحصول على الراتب الذي عادة ما يتأخر أكثر من 3 شهور واستغلال إدارات المدارس لهم وفرض استقطاعات غير قانونية عليهم.
ولكن بعد التعاقد اكتشف المتعاقدين ان المعاناة قد بدأت ولم تنتهِ، فتم إلزامهم باجتياز امتحان الكادر قبل مررو عامين على تاريخ التعاقد.
بدأت المعاناة الكبرى مع التقدم لامتحانات الكادر بمقر الأكاديمية المهنية للمعلمين ببني سويف بمكان ضيق لا يسع أكثر 100 فرد، بينما المتعاقدين ببنى سويف وحدهم أكثر 1500 متعاقد بالإضافة إلى المتعاقدين من محافظات الفيوم والمنيا.
وقد شهدت عمليات التقديم مهاترات ومشاحنات وحالات اختناق، مما أدى إلى موت طفل رضيع أثناء تقديم والدته لأوراقها بمقر الأكاديمية، واعتصم المتعاقدين أمام مقر الأكاديمية أكثر من مرة اعترضًا على سوء حالة المكان وضيقة وقصر مدة التقدم، وكانت الإجابة دائمًا أن الأكاديمية لا تببع مديرية التربية والتعليم ببني سويف بل تتبع وزير التعليم.
وبعد معاناة التقديم تم عقد امتحان الكادرالذى استمر من 9 صباحًا حتى 5 مساءً وتم تعليق نتيجة الامتحان لحين اجنياز دورة I C D L والتي تستغرق شهرًا كاملاً من الساعة 1.30 ظهرا حتى 6 مساءً كأن المتعاقدات ليس لديهم أسر أو أولاد.
وبعد عقد الامتحان تم طلب مسوغات تعيين جديدة على الرغم من أنه تم تقديم تلك الأوراق قبل امتحان الكادر.
إمعانًا في إذلال المتعاقدين طلب محافظ بنى سويف الذى تم تغييره منذ أيام أن يقوم كل متعاقد بمحو أمية 5 أفراد قبل إتمام التعاقد، وهذا الإجراء لم يساهم في حل مشكلة الأمية بل خلق سوق سوداء للأميين، فاصبح المتعاقد يقوم بالاتفاق (بتأجير) 5 من الأميين لحضور الامتحان مقابل مبلغ مالي.
هذه نتيجة طبيعية للقرارات غير المدروسة.
ونحن نضع هذه المعوقات والشروط غير المبررة وغير المفيدة أمام وزير التربية والتعليم ومحافظ بنى سويف الجديد، ونتمنى أن يتم دراستها بشكل علمي واستبعاد أي شروط لا تخدم العملية التعلمية.
فالمفترض أن خريجي كليات التربية مؤهلين للعمل بالتدريس.
من الممكن أن يتم الاتفاق بين وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي على تأهيل طلاب كليات التربية بالشكل التي تتطلبه العملية التعلمية أثناء الدراسة وليس بعد التخرج، فهل من مجيب؟!