إقلاديوس ابراهيم
لندن - إقلاديوس ابراهيم - خاص الأقباط متحدون
تجتاح المملكة المتحدة حالياً عاصفة ثلجية شديدةً، يصاحبها موجة من البرد القارس لم يسبق لها مثيل لأكثر من ثلاثين عاماً، حسب خبراء الطقس. ورغم هذه الصعوبات خرج الاقباط المقيمين في بريطانيا وبالتحديد في العاصمة لندن في تظاهرة ضمت حوالي 150 قبطياً من الشباب والرجال والسيدات وحتى الاطفال للتعبير عن غضبهم واستيائهم الشديد لما حدث لأخوتهم اقباط نجع حمادي في صعيد مصر ليلة عيد الميلاد المجيد، حيث فتح ثلاثة من البلطجية واصحاب السوابق المسجلين خطراً النارعلى المصلين اثناء خروجهم من الكنيسة عقب انتهاء قداس عيد الميلاد المجيد قبل منتصف الليل بدقائق معدودة، وكانت النتيجة قتل ستة من الشباب في عمر الزهور اكبرهم يبلغ من العمر 29 عاماً، واصغرهم 16 عام، بالاضافة الى مقتل الشرطي المسلم المكلف بحراسة الكنيسة.
وكما هو متبع في تنظيم المظاهرات في بريطانيا فقد حصل الاقباط على تصريح من الشرطة البريطانية بتنظيم هذه التظاهرة، وتجمعوا امام مقر تلفزيون BBC في منطقة White City بلندن ابتداء من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر. ورغم البرد القارس وتساقط الثلوج، ظل المتظاهرون واقفين على اقدامهم طوال ثلاث ساعات يرددون الهتافات بطريقة مهذبة بعيدة الانفعالات، ودون توجيه اي نوع من السباب أو الشتائم لأي مسؤول مصري في الداخل أو الخارج، بل كانت كل هتافاتهم تدور حول مطالبتهم برفع الظلم والاضطهاد عن اخوتهم الاقباط في مصر، ومحاسبة المجرمين الارهابيين الذين يقومون بقتل الاقباط وخطف بناتهم وتخريب ممتلكاتهم وحرق كنائسهم بين الحين والآخر.
جدير بالذكر ان هذه التظاهرة هي الاولى من نوعها التي يقوم بها اقباط بريطانيا، الذين كان يؤخذ عليهم التقاعس وعدم المشاركة في المطالبة بحقوق اخوتهم اقباط مصر أسوة بما كان يحدث من تظاهرات للاقباط في امريكا وكندا وفرنسا وهولندا وبقية الدول الاوروبية. لذلك جاءت هذه الاحداث الاخيرة لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فلم يعد هناك بد من رفع الصوت عالياً لدرجة ان أحد المتظاهرين عبر عن حالة الغليان التي تجتاح الاقباط في الداخل والخارج بعبارة شهيرة معروفة وهي Enough is Enough فاما ان نعيش مرفوعي الرؤوس او نموت بكرامتنا.
ويذكر ان هذه التظاهرة تم الاعداد لها على وجه السرعة خلال فترة زمنية لم تتجاوز الاربعة وعشرون ساعة، وحضرها عدد كبير نسبياً من الشباب والرجال والسيدات من المسيحيين المصريين والسودانيين، وقامت قناة الجزيرة التلفزيونية الناطقة باللغة الانجليزية بتغطية هذه التظاهرة اعلامياً، كما غطتها أيضاً جريدة "القدس" التي تصدر من لندن، ووسائل اعلامية اخرى؟
وكما تحسب هذه التظاهرة هي الأولى، فلن تكون الأخيرة، بل سيتبعها تظاهرات اخرى يتم الاعداد لها لتخرج بشكل أكثر تنظيماً، وأكثر فعالية، حسب ما جاء على لسان منظم التظاهرة، ومشاركين آخرين، الى أن تتحرك السلطات المصرية لايجاد حل جذري وشامل لمشاكل الأقباط في مصر، وحمايتهم كمواطنين مصريين من البلطجية والارهابيين، والاستجابة لمطالبهم ورفع الظلم عنهم باعتبارهم مواطنون مصريون بالدرجة الأولى، تمتد جذورهم الى عصور اجدادهم الفراعنة..
http://www.copts-united.com/article.php?A=12357&I=318