جميلة بوحيرد تعيش على الكفاف وبوتفليقة ينقلها للعلاج بباريس

ميدل ايست اونلاين

أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بنقل المناضلة الجزائرية في صفوف ثورة التحرير الكبرى، جميلة بوحيرد، إلى باريس للعلاج من وعكة صحية ألمت بها.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية في موقعها على شبكة الإنترنت الإثنين أن "المجاهدة جميلة بوحيرد سافرت الأحد إلى باريس على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الجزائرية الحكومية لتلقي العلاج بأحد المستشفيات الراقية، بعد أن استكملت كل الإجراءات اللازمة مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الجزائري الذي تكفل بمصاريف العلاج بأمر من بوتفليقة".المناضلة الجزائرية في صفوف ثورة التحرير الكبرى تطالب الرئيس الجزائري بوقف 'اهانة' قدامى المحاربين
وكانت بوحيرد (75عاما) التي تعد من الرموز النسائية لثورة التحرير الجزائرية (1954-1962) وجهت الشهر الماضي رسالة إلى بوتفليقة وأخرى إلى الشعب الجزائري اشتكت فيهما من حالتها الصحية ووضعها الاجتماعي، مشيرة إلى أن المنحة التي تحصل عليها من وزارة المجاهدين (قدامى المحاربين) لا تكفيها، مؤكدة بأنها تلقت عروضا من أمراء بالخليج ولكنها رفضتها.

وقد عاتبت بوحيرد بوتفليقة بالقول "إن ما يتقاضاه المجاهدون (قدامى المحاربين) لا يرقى إلى المبالغ الكبيرة التي يتقاضاها نواب البرلمان أو ما تحصلون عليه أنتم شخصيا (بوتفليقة) وكذا ما يحصل عليه محيطكم" داعية إياه إلى وقف ما وصفته بـ"الإهانة " من خلال "إعادة النظر في المنحة المتواضعة التي يحصل عليها المجاهدون ليعيشوا بكرامة ما تبقى لهم من أيام".
وقد أحدثت رسالة بوحيرد صدمة في الأوساط السياسية الجزائرية ولدى الجزائريين عامة، خاصة وأن منح المجاهدين تعادل أو تفوق رواتب كبار الموظفين فضلا عن الكثير من الإمتيازات الممنوحة لهذه الفئة.
يذكر أن بوحيرد كان محكوما عليها بالإعدام عام 1957من قبل المحكمة العسكرية الفرنسية بالجزائر.
وكان اتحاد الأطباء العرب قد قرر التكفل بعلاج المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، الذي سبق وان أعلنت إنها لا تملك تكاليف علاجها من بعض الأمراض التي تعاني منها، ومنها مرض القلب.

وقال الدكتور جمال عبد السلام، مدير العلاقات الخارجية بالاتحاد، الذي يتخذ من القاهرة مقرا له، إنها أجرى الاتصالات اللازمة لاستقدام المناضلة الجزائرية إلى مصر وعلاجها على نفقة اتحاد الأطباء العرب.
وأوضح عبد السلام في تصريحات صحفية الشهر الماضي أن الاتحاد ينتظر ردا من المناضلة على عرضه لعلاجها "باعتبارها رمزا للنضال العربي ضد الاحتلال الفرنسي لبلادها الجزائر.
يذكر أن بوحيرد، أطلقت منذ أيام نداء استغاثة لعلاجها، بطلب المعونة من الشعب الجزائري ليساعدها في دفع تكاليف العلاج بالخارج، من عدة أمراض تعاني منها وعلى رأسها مرض في القلب.
وتبلغ جميلة بوحيرد من العمر 74 عاما، وهي مجاهدة الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي، في منتصف القرن الماضي.

ولدت بوحيرد في حي القصبة بالجزائر العاصمة عام 1935، وكانت الشقيقة الوحيدة لسبع أخوة لها.
وانضمت بوحيرد، إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي، وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين، وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1.
وتم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف، والقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب من صعق كهربائي لمدة ثلاثة أيام بأسلاك كهربائية.
وتحملت جميلة بوحيرد التعذيب ولم تعترف على زملائها، بحسب الوثائق الفرنسية، ثم تقرر محاكمتها صورياً وصدر ضدها حكم بالإعدام ،وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك "أعرف إنكم سوف تحكمون علي بالإعدام، لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم .. ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".
وبعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا، وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية المحررين عام 1962 لتصبح بذلك رمزا من رموز النضال العربي والجزائري.