دراسة: بريطانيا منقسمة دينيا

بي بي سي_ لندن

أظهرت النتائج الأولية لدراسة أجريت أخيرا في بريطانيا أن معظم البريطانيين يظنون أن بلادهم منقسمة على أسس دينية وأنهم يرون أن التعددية الدينية في المجتمع البريطاني مضرة وليست نافعة.
وقال ديفيد فوس أستاذ علوم التعداد في جامعة مانشستر الذي حلل بيانات الدراسة إن الناس أصبحوا أقل تسامحا تجاه جميع الأديان بسبب الطريقة التي يفسر بها الإسلام وكأنه خطرا على التماسك الاجتماعي.دراسة: بريطانيا منقسمة دينيا
الاستقصاءُ الذي أجرته هيئة التوجهات الاجتماعية البريطانية أجري على 4486 بريطانيا وتبين أن 52% ممن شملهم يظنون أن البلاد منقسمة على أسس دينية.
واعتبر 45 % أن التعددية َ الدينية لها آثارٌ سلبية ٌ على المجتمع. ولم يتقبل 55% فكرة َ أن يعيشون بجوار مساجدَ كبيرة بينما لم يتقبل 15% فكرة أن يعيشون بجوار ِ كنائسَ كبيرة.
ورأى 45% أن تدينَ السياسيين له آثارٌ سلبية بينما اعتبر 15% فقط أن تدين السياسيين قد يكون مفيدا. وسجلت الدراسة ُ أن هذه المخاوفَ تزيدُ بمقدار الضعف بين غير المتعلمين عن غيرهم من المتعلمين.

بناء المساجد
وتواجه المسلمين في بعض مناطق لندن مشكلات في بناء المساجد ومن بين هذه المناطق منطقة بروملي في جنوب شرق لندن. ويقول محمد فضل الرحمن أمين صندوق جمعية زمزم الخيرية إنه يحاول هو وزملائه في الجمعية بناء مسجد في منطقة بروملي على مدى عشر سنوات مضت لكنهم لم يفلحوا. وكلما قدموا عرض شراء مكان لبناء مسجد وتبين للبائعين أن مسجدا سيقام فيه يرفضون بيع المكان.
وفي منطقة تشزلهرست القريبة من بروملي أيضا تواجه إحدى المدارس الإسلامية بعض المشكلات من الجيران حيث يقول المفتي مصطفى مدير المدرسة إنها تتعرض لهجمات متفرقة وكل ما يطلبه من تلامذته في هذا الوقت هو الدعاء ويقول لهم إن من يهاجموننا لا يعرفوننا.
ويشير المفتي مصطفى إلى إن مدرسته تتقاضى من الطلاب مبلغ 2400 جنيه استرليني كل عام في حين تتقاضى مدرسة انجليزية مجاورة من الطلاب 22 ألف جنيه استرليني كل عام. ويقول "نحن نقدم خدمات تعليمية للمجتمع بأسعار زهيدة للغاية."

أسباب دينية وتربوية
البعض يعيد هذه الحساسيات بين المسلمين وغيرهم في بريطانيا إلى أسباب دينية مثل بو ريجيم الذي يقول "المجتمع بالفعل منقسم. أنا أنتمي إلى الكنيسة الانجليكانية والآن المسلمون في كل مكان. أفضل أن أعيش في مجتمع مسيحي خالص."
وهناك آخرون يرجعون أسباب الانقسام لأسباب تربوية كما تقول دبرا كينكيد المسؤولة عن روضة أطفال في ضاحية بروملي تقول "أعتقد أن الأطفال الآن يتعرضون لكم من التعددية أكثر مما تعرضنا له نحن عندما كنا في سن صغيرة. فلم نكن ندرس كثيرا عن الأديان والثقافات الأخرى. من المهم أن يتعرض الأطفال لذلك في سن مبكرة حتى يتقبلون الآخر برحابة صدر."