أنور عصمت السادات
بقلم: أنور عصمت السادات
أيادٍ آثمة ومجرمة وعقليات سقيمة ومريضة وقلوب تبدو سوداء مظلمة مليئة بنيران الحقد والكراهية حوّلت الأعياد إلى مآتم، والفرحة إلى أحزان، والبهجة إلى بؤس وكآبة، وبدّلت الهدايا وباقات الزهور بمشاهد أليمة ومروعة من الدماء.
ما حدث في نجع حمادي ليلة الاحتفال بأعياد الميلاد وراح ضحيته أفراد من شركاء الوطن وأبنائه يحملون بداخلهم آمالًا وأحلامًا عريضة قتلتهم رصاصات الغدر والإجرام وهم لا يعرفون شيئًا عن القتل والمبارزة ولم يعدوا لأحد العدة ليقاتلوه أو يرهبوه جريمة بشعة تحتاج إلى وقفة.
فات الآوان ولن تتحمل الطاقات أكثرمن ذلك. فكم من المطالبات بتفعيل ودعم المواطنة لكنها لا تعدو إلا أن تكون كلمات تقال وكأنها مجاملات لا تنطوي بداخلها نوايا جادة وكأنها عبارات محفوظة يتم استدعاؤها من أجل الخروج الجميل من مثل هذه المواقف.
لا ننكر بأنه على مدى العقود الطوال وكثير من الاخفاقات والتجاوزات والممارسات تحدث لأشقائنا الأقباط وما زلنا نضرب على أوتار سجاياهم الطيبة ونلمس فيها بعمق ومهارة مبادئ وقيم المحبة والتسامح التى تدعو إليها الأديان السماوية لكن,,,,
هذا ليس مبررًا لأن تمر الأحداث مرور الكرام ونسمعهم كلمات براقة لن تفيد ولا تحمل في داخلها أي نية أو أدنى آلية للتنفيذ.
الخطب صار فادحًا والمصاب أليمًا ووصلت الأمور إلى قتل وإعتداءات ودماء وتنغيص لفرحتهم في ليالي الأعياد.. فالجريمة كبرى.
الحادث الإجرامي يُعبر صراحةً عن وجود حالة شديدة من الاحتقان في العديد من محافظات مصر نتيجة الفشل في التعامل مع هذا الملف بكل تفاصيله بصدق وجدية وحيادية.
ولابد من وضع حلول جذرية وواقعية وكفانا مسكنات. ولنبدأ بتطبيق القانون بحزم على جميع المواطنين دون النظر إلى لون أو جنس أودين.
مؤكد أن الأمن المصري أحد أسباب الخلل لكن اتخاذه وسيلة وحيدة لحل المشكلات يزيد تعقيدها ويجعلها أكثر صعوبة ولن يفيد، فالقضاء على الاحتقان أمر أكبر من ذلك وأعمق جذورًا.
ولنسأل أنفسنا في مصر أين تدعيم احترام السلطة للإنسان المصري واحترام حقوقه كمواطن ومحو ثقافة التمييز بين البشر على أساس من الأفكار والمعتقدات؟
كما أن حكومتنا وعلى مدار الحكومات المصرية المتعاقبة فاشلة وعاجزة إلى الآن في تعميق مفهوم المواطنة غير المعروف في صعيد مصر نتيجة تقصيرها وضعفها.
وآن الآوان لكي تلعب منظمات المجتمع المدني دورها في نشر الوعي وترسيخ وإعلاء قيم الأخوة بين المسلمين والمسيحيين، والعمل على تفعيل الدور الاجتماعي من خلال الأنشطة الجماعية المشتركة بينهم لتدعيم العلاقات وتثبيت قيم وأواصر المحبة والتسامح.
لزامًا علينا أن نفتح باب الحوارالجاد بين الأحزاب والعلماء والسياسيين المتخصصين والنخبة من المثقفين من أبناء مصرمسلمين وأقباط وتبادل الرؤى والأفكار والبحث عن جذورالفتن والخلافات بهدف إزالتها والتطلع نحووضعٍ أفضل.
لن تفيد أي من هذه الأمور ما لم يتم غرس القيم والمفاهيم الطيبة في نفوس أبنائنا من خلال التعليم ومنذ بداية أولى مراحله، ولا نغفل دور الأسرة أيضًا بالمشاركة جنبًا إلى جنب مع المنظومة التعليمية، ولنبدأ صفحةً بيضاء من جديد.
الإخوة الأقباط,,,,,,,,, الجريمة بشعة والحادث مؤسف للغاية.. نشارككم مشاعركم وتنتابنا حالة من الغضب والحزن الشديد لما أصاب أهلنا وشبابنا من المواطنين المسيحيين ليلة العيد.
محاولات التهدئة عن طريق الكلمات المرضية لن تفيد ولن تعود بالضحايا من جديد، والأمر صار مُلحًا لدخول مفهوم المواطنة حيز التنفيذ الفعلي، وقد حان الوقت لتقوم الدولة بواجبها الحقيقي في البحث عن أسباب الخلل وعلاجه بطريقة صحيحة وسريعة. والكشف عن دوافع ارتكاب الجريمة والقصاص العادل من مرتكبيها ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه النيل من أمن واستقرار هذا الوطن,,, نعزي أنفسنا وإياكم ولأسر الضحايا الصبر والسلوان.
info@el-sadat.org
http://www.copts-united.com/article.php?A=12479&I=321