مجدى نجيب وهبة
أ./ مجدى نجيب
هذا هو ما توقعناه .. فلم يكن ما يفعله عمرو موسى أو لجنة الخمسين إلا إستكمال تنفيذ مؤامرة إسقاط مصر ، وإعادة تسليمها للإخوان ، وتفتيت الجيش المصرى ، وإسقاط ثورة 30 يونيو ، ومحاكمة القادة العسكريين وعلى رأسهم الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" .. هذا القائد الذى وقف مع الشعب وأسقط دولة الإخوان ، وأنقذ مصر والعالم العربى ، وأفشل المؤامرة الأمريكية الصهيونية الإخوانية القطرية التركية ..
** أكد عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور ، أنه لن يتم تغيير دباجة مشروع الدستور الذى تم تسليمه لرئيس الجمهورية ، وذلك إثر إكتشاف ممثل الكنيسة فى اللجنة حذف عبارة "حكمها مدنى" ، وإستبدالها بـ "حكومتها مدنية" .. وقال وأعاد تكرار دباجة الدستور على الأعضاء ، وقرأ "دولة ديمقراطية حديثة حكومتها مدنية" .. ثم أعاد قراءتها "دولة ديمقراطية حديثة بحكومة مدنية" .. وقال إن التصويت على ذلك تم بالإجماع ، ومن ثم فلن يتم أى تغيير على الدباجة .. وأضاف أن تفسيره لعبارة "حكومتها مدنية" أنه "حكم مدنى" ، مؤكدا أن حكم مصر سيظل مدنيا !!..
** ثم تلا ذلك إتصال العديد من القنوات الإعلامية بالمتحدث الإعلامى للجنة الخمسين ، محمد سلماوى ، الذى بدأ فى ردوده جنرال ومستفز ، وقام بالرد على بعض الإعلاميين بصورة وقحة ، وقال لإحدى المذيعات "إنتى سألتى .. إسمعى .. هى كده ، ولن يستطيع حتى رئيس الجمهورية إدخال أى تعديلات على هذه الدباجة التى تم التوافق عليها" ..
** لم يكن بالغريب على هذه اللجنة التى تضم وجوه لم يصوت عليها الشعب لإقرار الدستور ، فهل يمكن أن يضع دستور مصر بعض الشباب الذى لا يملك أى خبرة فى العمل السياسى .. هل يمكن أن يضع دستور مصر مجموعة تضم جبهة الإنقاذ والتى أطلق عليها مؤخرا "جبهة الخراب" .. فهى لم تشارك فى ثورة 30 يونيو ، بل هى ظلت صامتة تراقب الموقف ..
** هذه الجبهة التى وضعت دستور مصر لم تتظاهر أمام قصر الإتحادية لإسقاط النظام ، بل كانوا مثل مهرجين السيرك ، فمرسى يتوعد وهم يجتمعون ويصدرون بيانات فاشينكية ويهرولون إلى منازلهم هروبا من ملاحقة الإخوان لهم بعد أن كانوا جزء من سيناريو إسقاط مصر فى 25 يناير 2011 ..
** لقد ضحك عمرو موسى على الشعب المصرى ، وأسقط الدستور وهو يعتقد أنه والمتحدث الإعلامى للجنة أنهم أذكى من الشعب المصرى أو أذكى من ممثلى الكنيسة ..
** نعم .. ضحك عمرو موسى على الشعب المصرى ، وخطط ونفذ سيناريو إسقاط مصر وإسقاط ثورة 30 يونيو .. فهناك فرق كبير بين حكم مدنى وحكومة مدنية .. فالإخوان المسلمين كانوا حكومة مدنية ، وحكومة هشام قنديل هى حكومة مدنية .. وهنا المقصود إبعاد كل القادة العسكريين من الترشح لمناصب رئيس الدولة بالدستور الذى صوت عليه الجميع ..
** هناك فرق كبير بين حكم مدنى وحكومة مدنية .. فالحكم المدنى يشمل كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ، أما الحكومة المدنية تشمل دور الحكومة ، وبالتالى يمنع أن يتولى وزير الدفاع عسكرى ، ويمنع أن يتولى منصب وزير الداخلية أحد ضباط وزارة الداخلية .. ويمنع أن يتولى منصب شيخ الأزهر شيخ أزهرى .. هذا هو معنى حكومة مدنية ..
** أما السلطة التشريعية فهى ستعمل طبقا للشريعة الإسلامية بما لا يخالف شرع الله ، والسلطة القضائية ستعمل طبقا للدستور ، بتطبيق الأحكام الإسلامية بما لا يخالف شرع الله أيضا ..
** هكذا إستطاع عمرو موسى فى زحمة التصويت على الدستور .. أن يضحك على الشعب .. فالذين صوتوا بنعم على الدباجة لم يدركوا أن هناك نص دستورى يؤكد أن الدباجة عند إقرارها والتصويت عليها بنعم .. تصبح مادة قانونية يعمل بها فى الدستور المعدل ..
** ماذا تنتظروا من السيد عمرو موسى ، الأمين السابق لجامعة الدول العربية ، ومواقفه السابقة فى أزمة العراق ، ثم ليبيا ، قبل أن يقدم إستقالته أملا فى ترشيحه لمنصب رئيس الدولة ..
** يجب أن تحاكم هذه اللجنة على جريمتها ، بالسخرية من أعضاء اللجنة ، ثم يضعون كلمة حكومة مدنية بدلا من دولة مدنية ، وكان يجب أن يتم طباعة مسودة الدستور ، وتوزيعها على كل أعضاء اللجنة ، وأن يتم التوقيع عليها .. ثم يبدأ التصويت على كل المواد .. حتى لا يتم التزوير أو التلاعب فى مواد الدستور بعد التصويت عليها ..
** الكارثة التى لم ينتبه إليها أحد أن هذه اللجنة بذاتها هى التى حاولت أن تضع بعض مواد القانون داخل الدستور لتحجيم دور رئيس الدولة ، وجعله رئيس طرطور ، بعد أن تأكدوا أعضاء اللجنة أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى هو الشخصية المتفق عليها رئيس مصر القادم ..
** وعندما كتبنا عن ذلك .. عادت اللجنة وقررت إعطاء صلاحيات كاملة غير منقوصة للسيد رئيس الدولة ، ولم يدرك الشعب أن هناك مخطط أشد مكرا من هذه الصلاحيات وهى مخطط إستبعاد ترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسى طبقا لنصوص مواد الدستور أن الحكومة مدنية .. فلا تحتاج مواد القانون إلا إضافة كلمة واحدة ، وهى ألا يتم ترشيح رئيس على خلفية عسكرية .. وهذا يعنى أنه حتى لو قدم الفريق أول عبد الفتاح السيسى إستقالته من المؤسسة العسكرية لترشيح نفسه طبقا لإرادة الشعب المصرى ، فالدستور سيقف حائلا بين ترشيحه ، وربما يضعوا شرطا أخر ، وهو أن يكون الحد الأدنى لتركه منصبه العسكرى هو خمسة أعوام ، وهذا يعنى أيضا هو إبعاد الفريق أول عبد الفتاح السيسى بكل الطرق عن منصب رئيس الجمهورية ، وكله بالقانون والدستور ..
** نعم .. لقد تم الضحك على الشعب المصرى ، وعلى ممثلى الكنيسة .. والأن يتم الزج بتصريح قداسة البابا فى إجتماع الأمس .. وهو رجل دين لا يدرك الألاعيب الحقيرة لبعض المدعين بالعمل السياسى ، ولا يدرك قداسة البابا أن هناك مصريين يخونون الوطن من أجل حفنة دولارات ، ولا يدرك البابا أن هناك تزوير تم بالفعل فى الدستور الذى تم التصويت عليه ..
** هناك فرق شاسع بين حكم مدنى ، وهو يشمل كل أجهزة الدولة ، وبين حكومة مدنية لا تسرى إلا على الوزراء فى الحكومة ، وليس لها علاقة بالسلطة التشريعية ولا السلطة القضائية ..
** خلاصة القول .. إن هناك مؤامرة كبيرة جدا جدا جدا ، ومتورط فيها كل من هو فى سدة الحكم فيما عدا المؤسسة العسكرية التى لا تدرك ما معنى كلمة خيانة أو خبث أو بيع للوطن ..
** هناك مخطط لإسقاط الدولة المصرية فى الداخل والخارج ، ففى الخارج يوجد لوبى قذر يقوده محمد البرادعى وأيمن نور وعمرو حمزاوى ، ويتواصل معهم فى الداخل العديد من الوجوه داخل الوزارة ، وعلى رأسهم د."زياد بهاد الدين" .. وللأسف الجميع صامتون ، وينتهى سيناريو الفوضى بمسخرة الدستور المزور .. فالموقف لا يحتمل تجميل الحقائق ، فالمؤامرة واضحة وصريحة ومعلنة .. والدستور باطل ومزور ومضلل ..
** أما حكاية الفزاعة التى تسعى حكومة الببلاوى وبعض وسائل الإعلام بأن الإخوان يحشدون لرفض الدستور ، أو طبقا للتعليمات لمالك قناة الحياة "السيد البدوى" .. تخرج علينا بالأمس الإعلامية "لبنى العسل" ، وهى تستضيف على الهواء السيد "يونس مخيون" ، رئيس حزب النور .. وهات يا أسئلة من نوعية ما رأيكم فى الدستور ، وهل ستصوتون بنعم أم لا .. وهل ستقدمون مرشح من حزب النور ، والأسئلة ساذجة وبلهاء وخبيثة ، والإجابة كذلك ، والشعب يتفرج على إعادة سيناريو إسقاط مصر بنفس الأدوات السابقة ورئيس الدولة فى الطراوة ، والشعب يصدق أن الإخوان سيحشدون لكى يصوتوا بلا .. والحقيقة أن الدستور هو دستور إخوانى أصيل 100% .. والإخوان والسلفيين وأبناء العشيرة سوف يصوتون لدستور موسى بنعم ..
** سيقال أن الكنيسة والأقباط ضد ثورة 30 يونيو ، وضد الدولة المدنية .. وهذا كله بفضل ما يفعله عمرو موسى ، ومحمد سلماوى ، والسيد البدوى ، ومحمد أبو الغار .. ولا عزاء لوطن يمتلئ بالكلاب والخونة والمأجورين .. ولا عزاء لوطن إستطاع مرسى أن يأخونه بالكامل ..
** أقول لعمرو موسى .. سيخرج كل الأقباط ليقولوا لا للدستور العار مهما كلفنا الثمن .. فكل شئ واضح ، وأصبح معلوما للجميع .. ولكن أدعو أن تصل رسالتى إلى السيد وزير الدفاع ، الفريق أول عبد الفتاح السيسى .. أرجو أن تدرك حجم المؤامرة ، وأرجو ألا تتخلى عن شعب مصر الذى فوضك .. وأرجو أن تطرح دستور 1971 للإستفتاء .. كما أرجو ألا تأخذكم الرحمة بالخونة والمأجورين .. ومن هم معروفون بالطابور الخامس ..
** حمى الله مصر وحمى شعبها وجيشها وشرطتها وقضاءها !!...
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=124954&I=1739