حبيب افرام
بقلم: حبيب إفرام
التقينا ذات ربيع من عام 2007 في زوريخ سويسرا، لنفكر معًا شعوبًا وطوائف ومذاهب وإثنيات وقوميات من صلب تكوين الشرق في كيف نحافظ على لغاتنا وعاداتنا وثقافاتنا وذاكراتنا وترابنا وأدبنا، وكيف نطالب بحقوقنا مواطنين كاملي الأوصاف.
كان المهندس عدلي أبادير هو الداعي، وممثلون عن أحزاب وتيارات وقوى وشخصيات هم المشاركون.
كنا نعرف بعضنا بالكتابة والمراسلة، فنحن أبناء قضية واحدة متفرعة وهمنا واحد.
هناك اكتشفت عدلي.. الإنسان المقهور المجروح الذي همه مصر وأقباط مصر والذي يسخر ثروته لشعبه.
هو أحد أعلام القضية القبطية، فيما هو حق الأقباط في أن يشعروا أنهم مواطنون لا اهل ذمة، متساوون لا رعايا ولا ضحايا ولا منكفؤون في حارات.
هو صارخ في برية عالم لاهٍ، يطالب بحقوق إنسان بكرامته، بديمقراطية ليس على طريقة الفوضى الخلاقة ولا عبر الدبابات، يريد دساتير بلا دين للدولة فيها، يريد أن يتغنى في العيش مع الآخر. صحيح أنه أحيانًا جارح وصارم وعقائدي ومبدئي، على انه كان مناضلاً واعيًا يستمع.
تحدثنا كثيرًا وبعمق عن تجربة مسيحيي لبنان، ومسيحيي العراق ومسيحيي فلسطين. وكنت صريحًا جدًا برفض ما أسميته الهويات القاتلة أو العنصريات المهاجرة في التاريخ والغيتوات، وأي رهان على حقوق يفرضها منطق الخارج.
عدلي أبادير. اسم علمٌ في تاريخ شعب متجذر لكنه ممنوع من أن يصرخ وأن يطالب. لا الدستور يحمي حقوقه ولا يعترف به ولا بلغته ولا بحقوقه السياسية.
كلما تكلم كان يُقال له الاقباط بخير لا مشكلة في مصر الكل متساو.
كلما تكلم كان يُقال له أنت اجندة غربية.
غاب عدلي. فهل يبقى العدل غائبًا للشعوب المسيحية المشرقية؟
رئيس الرابطة السريانية
أمين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية
http://www.copts-united.com/article.php?A=12627&I=324