عماد توماس
وحيد عبد المجيد: لم يحدث توافق على البرادعي من القوى السياسية.
أحمد حسن: لا يجوز أن نوقع على بياض لمرشح منصب رئيس الجمهورية.
جورج إسحاق: البرادعي مثل النبي موسى.
حسن عبد الرزاق: أي مرشح لو جاء إلى الرئاسة في ظل هذا الدستور سيصبح ديكتاتورًا
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
الجدل الدائر حول تصريحات الدكتور/ محمد البرادعي لرغبته في الترشح لرئاسة مصر، وردود أفعال القوى السياسية والفكرية وأيضًا فئات الشعب المختلفة، وما صاحب ذلك من تجديد الدعوات حول تعديل الدستور المصري خاصة ما يتعلق بالمادة 76 والقوانين المقيدة لحق الترشح لرئاسة الجمهورية، كان محورًا للحلقة النقاشية التي عقدها "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان" في إطار صالون "ابن رشد" يوم الأحد الماضي، بعنوان: هل يصلح د. البرادعي مرشحًا لرئاسة مصر؟
تحدث في الندوة الأستاذ/ أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصري، والأستاذ/ جورج إسحاق، المنسق العام السابق لحركة كفاية، والأستاذ/ حسين عبد الرازق، عضو مجلس رئاسة حزب التجمع، والأستاذ/ وائل نوارة، مدير المكتب التنفيذي لحزب الغد، والدكتور/ وحيد عبد المجيد، مدير عام مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع، أدار اللقاء بهي الدين حسن، المدير العام لمركز القاهرة، والذي أكد أن أنباء ترشيح البرادعي أوجدت صدى كبيرًا في التغطيات الإعلامية والصحفية فاقت توقعات الكثيرين، فالبعض ينظر للبرادعي باعتباره شخصًا غير جدير بالترشح على أساس ازدواج جنسيته كما يردد البعض، أو عدم توافر خبرة سياسية له، أو أنه لا يملك المؤهلات القانونية لعدم ارتباطه بحزب سياسي، على الجانب الآخر يرى البعض أنه شخص جدير بالترشح لهذا المنصب الرفيع، فمن خلال حواراته الصحفية الأخيرة، كشف عن اهتمامه بشئون الأقليات واتساق برنامجه مع الكثير من التيارات الإصلاحية في المجتمع.
البرادعي يفتقد التوافق
اعترض الدكتور وحيد عبد المجيد، على عنوان الندوة "هل يصلح د. البرادعي مرشحًا لرئاسة مصر؟"، مؤكدًا أن الصلاحية يحددها المواطنون، وأكد عبد المجيد على عدم صلاحية البرادعي للترشح، باعتباره مرشحًا لم يحدث توافق من القوى السياسية عليه، كما أن البرادعي بدأ في الهجوم على بعض التيارات، موضحًا أن المرشح لا يجب أن ينحاز لطرف على حساب طرف آخر، وأضاف عبد المجيد أنه باستثناء عمرو موسى، فلا يعتقد أن أي اسم من الذين طرحوا للترشح يتوافر فيه شرط أنه معروف ومألوف لدى الجماهير.
من جانبه، أكد أحمد حسن، أن موقع رئيس الجمهورية منصب رفيع، فلا يجوز أن نوقع على بياض لأحد، وأبدى حسن اندهاشه من تسارع الأحزاب السياسية في مصر على دعوة البرادعي للانضمام إليها، باعتباره ليس عضوًا فيها ولم يُناضل من أجل الحزب.
البرادعي هو ابن الحركة الوطنية
أما جورج إسحق، فقد وصف البرادعي بالنبي موسى "اللي رمى العصا فلم كل التعابين" حسب تعبيره، وقال جورج إن البرادعي هو "ابن الحركة الوطنية"، وما طرحه هو ما كانت تطالب به "الحركة الوطنية" من تعديلات دستورية، مؤكدًا أن مصر في حالة متردية ومريضة، وفي الإنعاش وتحتاج لمرحلة انتقالية، مشيرًا إلى الأحداث الأخيرة التي تعيشها مصر لم تعشها من قبل.
مؤكدًا على أن طموحات البرادعي ليست في منصب رئاسة الجمهورية، لكن إصلاح المناخ السياسي، مؤكدًا أيضًا أن للبرادعي مواقف حيادية، ولا يعنيه ما يُطلق عليه من اتهامات، مؤكدًا أنه إذا قارنا بين البرادعي وبين الموجودين حاليا، من حيث هل هم أكثر كفاءة منه أم لا؟، فلا يمكن لأحد أن يزايد عليه.
وراهن جورج إسحاق، على الجيل الصغير من الشباب الصاعد في إحداث التغيير السياسي في البلاد، مثلما استطاع الشباب في أمريكا إنجاح أوباما، مشيرًا إلى وجود حوالي 52 ألف توقيع على الإنترنت لتأييد البرادعي، وحوالي 7 آلاف شخص يريدون استقبال البرادعي في مطار القاهرة عند وصوله.
تغيير الدستور وليس الأشخاص
الأستاذ حسين عبد الرازق، قال إن مصر شهدت في عام 2005، انتخابات برلمانية ورئاسية، والنتيجة الآن لا شيء، فالحزب الوطني مازال مهيمنًا على كل شئون الوطن، في تطبيق كل سياسته التي قادتنا إلى الأزمة الشاملة التي يعيشها المجتمع المصري الآن.
وأشار عبد الرازق أن أربعة أحزاب هي: الوفد، الناصري، الجبهة، التجمع، اختارت أن تجتمع معًا في أكتوبر 2007، في التفكير في برنامج وأسلوب للحركة من أجل التغيير، وفي فبراير 2008 أعلن ما سمى ب "وثيقة الائتلاف الديمقراطي" وهو برنامج تغيير سياسي يهدف إلى تغيير الدستور، مؤكدًا على أن الدستور القائم هو دستور استبدادي تم صياغته عام 1971 في ظل نظام الحزب الواحد والرئيس الواحد، لكنه اعترف أن القفز على صياغة دستور جديد، أمر صعب الآن نتيجة توازن القوة والفترة الزمنية المتاحة لا تسمح بتغيير الدستور كاملاً، لكن من الممكن إضافة تعديلات دستورية.
وأكد عبد الرازق أن أى مرشح لو جاء إلى الرئاسة في ظل هذا الدستور سيصبح ديكتاتورًا، مؤكدًا أن التغيير يجب أن يكون أولاً في الدستور وليس الأشخاص.
الخروج من الصندوق
الأستاذ وائل نوراة، قال إن حزب الغد من أوائل الأحزاب التي رحبت بدخول مرشحين مصريين من الشخصيات الدولية التي حظت على التقدير الشعبي، من أجل ذلك؛ فالحزب دعي البراداعي للانضمام لحزب الغد.
واندهش نوارة من انتقاد البعض للبرادعي باعتبار أن ليس لدية خبرة في الرئاسة، فقال- ساخرًا- ليس بالضرورة أن يكون رئيسًا للسنغال حتى يكون لدية خبرة، مؤكدًا أن تواجد البرادعي خارج مصر يُعتبر أمرًا إيجابيًا، فمنطق الحياة في مصر أصبح منطقا عكسيًا، فلكي تنجح لابد أن تكون منافقا ووصوليًا، لذلك دعى نوارة إلى كسر الدوائر المفرغة والخروج خارج الصندوق.
واستشهد بسعد زغلول وعبد الناصر والسادات ومبارك، كونهم لم يحلموا بأن يكونوا قادة لمصر، معتبرًا أن هناك حالة في الشارع المصري اسمها "البرادعي".
http://www.copts-united.com/article.php?A=12645&I=324