BBC Arabic
اطلقت الامم المتحدة حملة لجمع التبرعات للمتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جمهورية هايتي الواقعة في البحر الكاريبي يوم الثلاثاء الماضي.
وقال جون هولمز مسؤول شؤون المعونات الانسانية في المنظمة الدولية إن المبلغ المطلوب، وهو 562 مليون دولار، سيكون كافيا لتوفير المعونات لثلاثة ملايين انسان لستة اشهر.وكان الزلزال قد فتك بعشرات الآلاف من الهايتيين، بينما تواصل فرق الانقاذ محاولاتها المحمومة للبحث عن الناجين تحت انقاض المباني المدمرة.
وفي غضون ذلك ، اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انها تنوي زيارة هايتي اليوم السبت.وفي وقت سابق، اعلنت الولايات المتحدة انها بصدد إرسال حوالي 10 آلاف عسكري إلى هاييتي الاثنين المقبل، وذلك للمساعدة في جهود الإغاثة.
ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما حجم الدمار الذي لحق بهاييتي بأنه غير عادي وأن "القلب لينفطر" من وقع الخسائر والأرواح التي زُهقت من جرَّاء الزلزال.
حياة البشر
ونقل بيان أصدره البيت الأبيض عن أوباما قوله: "إن الولايات المتحدة سوف تتخذ ما يلزم لإنقاذ حياة البشر ولمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم من جديد."
في غضون ذلك، بدأ توزيع المساعدات على المتضررين من الزلزال، لكن الأمم المتحدة تقول إن الصعوبات اللوجستية تظل شاقة للغاية، الأمر الذي يحول دون وصول المعونات إلى مستحقيها كما ينبغي.
وقال المراسلون إن إحباط الناجين يزداد يوما بعد يوم، لا بل أن الغضب من عدم وصول المساعدات إليهم حدا بهم إلى الاحتجاج ضد ذلك، لا سيما وأن الملايين منهم يستعدون لقضاء ليلتهم الرابعة في العراء منذ أن ضرب الزلزال المدمِّر جزيرتهم.
حواجز من الجثث
فقد أفاد شهود عيان بأن عددا من سكان البلاد الغاضبين أقاموا حواجز من جثث الضحايا في شوارع العاصمة بورت أوبرينس احتجاجا على تأخر وصول المساعدات إليهم.
وقال شاؤول شوارتز، مصوِّر مجلة تايم الأمريكية، إنه رأى اثنين على الأقل من تلك الحواجز التي أُقيمت من مزيج من الصخور وجثث الضحايا الذين سقطوا في الزلزال.
وأضاف شوارتز في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز للأنباء قائلا: "لقد شرعوا بسدِّ الطرقات بالجثث، فالوضع هناك يزداد بشاعة حقا، إذ يئس الناس من الحصول على المساعدة."
سلب ونهب
كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في برنامج الغذاء العالمي قوله إن مخازنه في هاييتي قد نُهبت، مما يستوجب الحصول على كميات أخرى من الغذاء من أجل الناجين من الزلزال.
من جانبه، قال جون هولمز، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن 30 بالمائة من مباني مدينة بورت أوبرينس قد أُصيبت بأضرار يفعل الزلزال، مع العلم أن الرقم وصل إلى 50 بالمائة في بعض المناطق.
ووجَّه هولمز نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لجمع 560 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال.
"50 ألف قتيل"
يُشار إلى أن منظمة الصليب الأحمر الدولية كانت قد قدَّرت بأن يتجاوز عدد ضحايا الزلزال 50 ألف شخص.
كما قالت المنظمة إنها تتوقع أن يكون أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد تضرروا بالزلزال، بين قتلى ومصابين، ومشردين.
من جانبها، توقَّعت منظمة الصحة الأمريكية أن يرتفع عدد ضحايا الزلزال ليصل إلى قرابة 100 ألف قتيل.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عملية إنقاذ ضحايا الزلزال بأنها "مهمة جسيمة".
حاملات طائرات
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت حاملة طائراتها "يو إس إس كارل فينسون" إلى هاييتي، بالإضافة إلى الحاملة "يو إس إس باتان" التي تقلُّ على متنها وحدة من قوات المارينز للمساعدة في جهود الإغاثة والإنقاذ في تلك البلاد.
وقال الأدميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن بلاده سوف ترسل إلى هاييتي مستشفى متنقلا على متن سفينة ومزيدا من طائرات الهليوكيبتر التي تقلُّ على متنها قوات أمريكية للمساعدة في جهود الإغاثة.
وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي قائلا إن العدد الكلي لقوات بلاده المرسلة إلى هاييتي سيتراوح ما بين 9 و10 آلاف عسكري.
أمَّا روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكي، فقال: "إن جهود الإغاثة في هاييتي تمثل الأولوية القصوى بالنسبة للجيش الأمريكي في هذا النصف من الكرة الأرضية، وبالتالي سوف نحشد كل الإمكانات اللازمة لهذا الغرض."
كوبا تفتح مجالها الجوي
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن واشنطن أعلنت اليوم الجمعة أن السلطات الكوبية سمحت لها باستخدام مجالها الجوي بغية تسريع عمليات نقل المساعدات إلى هاييتي.
وأوضح مسؤول أمريكي أنه تم التنسيق مع هافانا لإرسال طائرات إخلاء طبية من قاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا إلى ميامي عبر المجال الجوي الكوبي، وهو ما سيوفر 90 دقيقة في كل رحلة.
وتأتي تطورات جهود الإغاثة في أعقاب الدعوة التي كان أوباما قد وجَّهها في وقت سابق إلى الرئيسين السابقين، جورج دبليو بوش وبيل كلينتون، وطلب منهما فيها المساعدة بالجهود التي تبذلها بلاده حاليا لإغاثة الناجين من الزلزال في هاييتي.
دعوة رئاسية للمساعدة
وكانت دعوة أوباما تلك قد أعلدت إلى الأذهان دعوة مماثلة كان قد وجهها بوش نفسه في عام 2004 عندما ضرب زلزال تسونامي مناطق عدة في آسيا، إذ قدَّم عندئذ الرئيسان السابقان بيل كلينتون وبوش الأب مساعدتهما في جهود الإنقاذ.
كما أمر أوباما يوم أمس الخميس بإرسال حوالي 3500 جندي و2200 عنصر من قوات المارينز للمساعدة بجهود الإغاثة في هاييتي، وذلك في أكبر عملية إغاثة وإنقاذ خلال التاريخ الأمريكي الحديث.
ففي كلمة أدلى بها بهذا الشأن، ونُقلت على الهواء مباشرة، قال أوباما: "إن هاييتي لن تُنسى في ساعات محنتها."
تعهد أوباما
وتعهَّد الرئيس الأمريكي بتقديم مبلغ 100 مليون دولار كمساعدة عاجلة تقدَّم مباشرة لهاييتي، مشيرا إلى أن استثمارات بلاده في تلك البلاد سوف تزداد خلال العام المقبل، وذلك كجزء من المساهمة بإنعاش اقتصاد الجزيرة المتضرر من جرَّاء الزلزال.
ورغم أن العديد من الدول والحكومات قد تعهدت بإرسال المساعدات إلى هاييتي، تظل الأوضاع على الأرض "غير مرضية" بالنسبة للمتضررين من الزلزال.
فقد ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن العيادات المؤقتة والمستشفيات المتنقلة التي أقامتها قد شهدت ازدحاما كبيرا عليها من قبل المصابين، إذ أن إصابات العديد منهم خطيرة.
البحث عن ناجين
وقالت منظمات الإغاثة والسلطات المحلية إن البحث عن الناجين من الزلزال لا يزال مستمرا، ولكنها بانتظار وصول المزيد من المساعدات الأجنبية العاجلة إلى البلاد خلال الساعات القليلة المقبلة لتعزيز جهود الإغاثة والإنقاذ في الجزيرة المنكوبة.
وكانت أولى طائرات الإغاثة الأمريكية قد وصلت بالفعل إلى مطار عاصمة هاييتي، بورت أوبرينس، كما أن السفن الحربية الأمريكية في طريقها للجزيرة.
وقع الزلزال، وهو الأشد الذي يضرب المنطقة خلال قرنين وكان بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، جنوب غربي بور أو برنس، وكان مركزه يقع على بعد 15 كيلومترا من المدينة
كما أعلنت دول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا أنها سترسل فرق إنقاذ وطواقم طبية إضافية إلى هاييتي، فيما تعهدت دول في أمريكا اللاتينية أيضا بإرسال معونات.
قوات حفظ السلام
وقد تم نشر قوات حفظ السلام الدولية التي كانت تقوم بهذه المهام قبل الزلزال في الجزيرة للسيطرة على أعمال العنف في حال اندلاعها، فيما أخذت تقارير ترد عن عمليات سلب ونهب في المناطق التي ضربها الزلزال.
ووقع الزلزال، وهو الأشد الذي يضرب المنطقة خلال قرنين وكان بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، جنوب غربي بور أوبرينس، وكان مركزه يقع على بعد 15 كيلومترا من المدينة.
وقال روجر سيرل، الأستاذ في قسم علوم الأرض بجامعة درهام البريطانية: "تعادل قوة زلزال هاييتي الطاقة الناجمة عن انفجار نصف ميجا طن من مادة الـ تي إن تي".
http://www.copts-united.com/article.php?A=12652&I=324