جرجس وهيب
بقلم: جرجس وهيب
لم نسمع أبدًا عن اعتراض دول الجوار في أي مكان في العالم، على قيام دولة من الدول بتأمين حدودها الداخلية المعترف بها دوليًا، بما يحقق لها أمنها القومي وخاصة إذا كان الجار جماعة غير شرعية ومسلحة وانقلابية.
فمنذ شروع مصر في إنشاء الجدار الفولاذي على طول الحدود مع غزة بعمق 20 إلى 30 متر وبطول 14 كيلو متر، للقضاء على الأنفاق بين رفح المصرية والفلسطنية، التى تقدر بحوالي 2000 نفق، أقامت جماعة حماس المسلحة الدنيا ولن تقعدها بمساعدة بعض المصريين القوميين، الذين يأمنون أن مصر ليست للمصريين، بل مصر للأمة العربية والإسلامية وليذهب المصريون إلى الجحيم.
منتهى البجاحة أن تدين جماعة مسلحة قيام مصر بتأمين حدوها، واعتراف صريح وعلني من حماس بشرعية عمليات التهريب، التي يُشارك فيها قياديون من جماعة حماس، وحققوا خلالها أموالاً طائلة، وتشمل عمليات التهريب، بالإضافة إلى المواد الغذائية، والسولار والبنزين المدعم، وتهريب الأسلحة والمخدرات..
جدير بالذكر أن معظم العمليات الإرهابية التي تمت بطابا ودهب، والتي راح ضحيتها العشرات من المصريين الأبرياء والسياح الأجانب، دخل منفذوها عن طريق هذه الأنفاق.
فأنا أقمت 4 سنوات بطابا، وأعرف جيدًا الإجراءات الأمنية المشددة على منافذ دخول شمال وجنوب سيناء التي لا تسمح بمرور أي مشتبهه فيه.
ولا ننسى أبدًا لحركة حماس دفعها للمئات من السيدات والشباب لاجتياح الحدود المصرية العام الماضي تحت سمع وبصر رجال الأمن بالحكومة المقالة والاعتداء أكثر من مرة على جنودنا الموجودين على الحدود مع غزة، وراح ضحيتها عدد من رجال القوات المسلحة، وكان آخرها قتل الجندي أحمد شعبان.
مع هذا، فهناك من يُدين بناء الجدار الفولاذي الذي يضمن منع أي عناصر تثير الفوضى والاضطراب بالبلاد.
وأفتى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف بأغلبية مطلقة، بشرعية بناء الجدار الفولاذي وهي أعلى سلطة إسلامية سُنية في العالم.
لقد أثبتت الأيام عدم جدوى نظرية القومية العربية، فها هي غزة التي تعرضت مصر من أجلها لإدانة العديد من دول العالم، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل لعدم ضبط الحدود وتهريب السلاح، وخوض مصر 4 حروب كلفت مصر المليارات من أجل فلسطين، كانت جديرة بأن تغير شكل الاقتصاد المصري، لو تم ضخ هذه الأموال في مشروعات وطنية، بالإضافة لعشرات الآلاف من الجنود المصريين الذين تكفلوا بالدفاع عن الأمة العربية منذ عام 1948، وتُتهم مصر في النهاية بالعمالة لأمريكا وإسرائيل.
وبالامس القريب تعرضت الجماهير المصرية للاعتداءات من جانب الجماهير الجزائرية والجميع يعرف كم ساندت مصر الجزائر وتتعرض العمالة المصرية لاسوأ معاملة في دول الخليج العربى بل تصل إلى حد الاستعباد وسوريا وقطر تهاجمان مصر ليل نهار.
الا يكفى ذلك لان تكون مصر للمصريين ونركز في تامين حدودنا وحل مشكالنا التى ليس لها حصر ويكفى 62 عاما ضاعت من اجل القومية العربية وكانت نتيجتها ما وصلنا إليه.
http://www.copts-united.com/article.php?A=12672&I=325