السلام يقترب

الشرق الأوسط

بقلم: علي سالم

 السعودية قوة داعمة للاستقرار والسلام، الإمارات قوة داعمة للاستقرار والسلام، مصر قوة داعمة للاستقرار والسلام. وعلى حد علمي لم يزعم أحد أو
يستطيع الزعم أن أيا من حكومات هذه البلاد أساءت إليه أو تآمرت عليه أو نغصت عليه عيشته بأي شكل من الأشكال. ولذلك كان من الطبيعي أن تقول هذه الحكومات لكل من يعرض عليها السلام صادقا أن تقول له: يا ألف مرحبا ويا ألف أهلا في معسكر السلام.

 
على صفحات هذه الجريدة، وبكلمات بسيطة آسرة قادرة على النفاذ إلى القلوب، عرض السيد محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران السلام على دول المنطقة، واستجاب عدد كبير من الكتّاب العرب لكلماته وعلقوا عليها، لم يرفضوا دعوته غير أنه كان من طبائع الأمور أن يذكروه بأن إيران هي من اعتدى على العرب في حربها ضد العراق. من بين هؤلاء الكتّاب كان صديقي وشريكي في المكان مشاري الذايدي، الذي أوضحت له أن السؤال الآن يجب ألا يكون: من لوث مياه البحيرة.. بل السؤال هو: كيف نتمكن من تنقية مياه البحيرة.. كيف نضع الضمانات بأن أحدا لن يتمكن من تلويثها مرة أخرى.
 
هناك مراحل في التاريخ على الناس فيها أن تمتنع عن إخراج كشوف الأحزان من أدراج مكاتبها، وأن تتطلع إلى المستقبل وأن تنشغل فقط بكيفية صنعه. المشكلة الآن، وقد تكون مشكلتي أنا شخصيا، هي أننا لا نعرف شيئا عن المجتمع الإيراني ولا عن الاتجاهات السياسية بداخله، هذه هي مشكلتنا وهي أيضا مشكلة المثقفين الإيرانيين. أدرك بالطبع أن أجهزة المعلومات عندنا وعندهم تعرف الكثير، غير أنها معرفة مسجونة داخل الملفات وعاجزة عن الوصول إلينا أو إليهم.
 
إن العدو الحقيقي الوحيد لسكان هذه المنطقة من العالم هو الإرهاب الذي تغذيه الأفكار المتطرفة وليدة الجهل والعجز. ومن الأخبار الشحيحة التي تصل إلينا نستطيع أن نرى بوضوح أن معركة السلام ليست سهلة، وأن الطريق أمام حكومة روحاني ليس مفروشا بالورود، وأنها تواجه بمقاومة عنيفة من جماعات وأشخاص كفوا عن استخدام عقولهم منذ سنوات طويلة فعلاها الصدأ وحولتها إلى حائط صد يمنع الشعب الإيراني من التقدم والحصول على حريته والاستمتاع بالسلامة والسلام، علينا أن نعترف أن نفس البضاعة موجودة أيضا في أسواق السياسة عندنا.
 
الجيش المصري في سيناء أمسك الآن بزمام المبادأة، بعد أن طور خطته في القتال ضد الإرهابيين. يساعده في ذلك أن أهل سيناء بدأوا يدركون مدى خطورة وجود هؤلاء الإرهابيين بينهم. إن تطهير سيناء من الإرهابيين أمر مؤكد.
 
الدولة الفلسطينية المستقلة أصبحت قريبة، شيء واحد يظل غامضا هو مستقبل حماس في غزة، وعلى قادتها أن يجيبوا عن سؤال يطرحه عليهم التاريخ: هل سيكونون جزءا من الدولة الفلسطينية أم حربا عليها وعلى المصريين؟ هم يعرفون الآن أنهم وبقية جماعات غزة الثورية كفوا عن خوض أي صراع ضد إسرائيل، كما أن كفيلهم في مصر وهو جماعة الإخوان قد انتهى تاريخيا بعد أن اكتفى بدور البلطجي في شوارع المدن المصرية وجامعاتها.. على العقلاء في حماس مراجعة أفكارهم.

نقلا عن:الشرق الأوسط 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع