حياة مركزها الله

القس. سامي بشاره

بقلم- القس. سامي بشارة جيد
الأرض مركز الكون إلى أن أدرك الإنسان حقيقة أن الشمس هي مركز الكون.

 والحقيقة التي يجب أن نفكر فيها، أن الحياة الحقة ليست الحياة التي نبغاها او نصنعها لأنفسنا بل هي تلك الحياة التي مركزها الله، والتي تعني أن مركز كل تحرك او فكر او نشاط هو يتجه لغاية وهدف، فالغاية هي تمجيد الله أما الهدف فهو أن نحيا لله، تماماًَ مثل أناس عطاش يبغون ماء الحياة، فماء وطعام هذه الحياة كلمة الله الحية الفعالة كما راها مار إفرام السرياني "من هو كفؤ يا الله لأن يدرك كل الثراء الذي في كلمة واحدة من كلماتك فما نأخذه هو أقل قليلاًَ مما نتركه تماماًَ مثل أناس عطاش يستقون من نبع فياض"، ونحن في الحياة فريقان: فريق يطلب إرادة الله وأخر يتركه الله لإرادته.

قال سي اس لويس "هناك نوعان من الناس: هولاء الذين يقولون لله "لتكن مشيئتك" وآخرون يقول لهم الله  "حسناًَ إفعل ما شئت" فما هي الحياة التي مركزها الله؟ وكيف يحصل الإنسان على هذه النوعية من الحياة؟

فالحياة العادية يكون محورها الذات واللذات، أما الحياة المجددة فمحورها الذات الإلهية، الحياة التي يعيشها الأكثرية تدور في فلك الأنا، وغايتها الأخذ، والإستحواز والمتعة، تحت شعار "نأكل ونشرب لأننا غداًًَ نموت"، ولكن توجد نوعية حياة متميزة وراقية تسمو بالإنسان إلى مقاصد الله العلي الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، نحن نحتاج إلى لمسة خاصة من يد السيد، لمسة تغير الحياة او معجزة روحية في كيان الإنسان لخلق إنسان جديد، كما قال المصلح جون كالفن "إن أكبر معجزة تحدث للإنسان هي خلاص نفسه"، ليعيش لا لذاته ولا للذاته بل لأجل من مات لأجله، وقام وأقامنا معه، حياة الأقلية المؤثرة العاملة بالمحبة حياة حبة الملح وشعاع النور.

إن كنت تبحث عن الطريق، وإن كنت تريد أن تعرف الحق، وإن كنت تبغي أن تعيش في النور، وإن كنت تتوق إلى هذه الحياة "يوجد رجاء" في صليب المسيح كما "يوجد شخص" هو الطريق والحق والحياة شخص الفادي يسوع المسيح الرب المخلص.

وهذا الخلاص هو مركز خطة الله العظيمة للبشر بل هو عطية العطايا شخص ربنا يسوع المسيح شمس البر، البر الذي بالإيمان، الإيمان الذي بدونه لا يمكن إرضاء الله، إن كنت تريد أن تعرف هذه الخطة الرائعة لحياتك الجديدة إقرا الكتاب المقدس، وإن كنت تبغي أن تحيا بالإيمان حياة أبطال الإيمان، إفتح قلبك للمسيح وعقلك للروح القدس للتمتع بكل غنى الحياة الفائضة، حياة مركزها الله ومحورها السيد المسيح الرب المخلص الذي ليس بأحد غيره الخلاص، وفاعلها روح الله القدوس لكي تدرك المعنى الحقيقي للحياة، وتمتلك الهدف الذي تنطلق حياتك، وكلامك، وخطواتك، ونظراتك، وزواجك، وعملك، وكل نسمة في عمرك لكي تحياها، وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته.

كيف يحصل الإنسان على هذه النوعية من الحياة؟

أن يجد الإنسان معنى للحياة

أن يدرك الفرد دوره

أن يحدد الشخص أولوياته

أن يجدد الواحد رؤاه

أن يكمل الرسالة التي كلفه بها الله

أن يعيش الواحد أحلامه

حياة الكيف... لا الكم

حياة العطاء... لا الأخذ

حياة الإختيار بين أن نمتلك او نكون

حياة إختبار الفرق بين الجوهر والمظهر

حياة الموازنة بين العقل والوجدان 

حياة التناغم بين الحرية والمسئولية

 حياة إدراك أن الله محب وعادل

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع