مارغريت خشويان
* عيد الميلاد معناه التواضع والخلاص والمحبة.
* الإنسان عندما لا يكون متطفلاً على الآخرين يبني المجتمع.
* الموت هو ولادة جديدة مسيحيًا.
* للسيد المسيح المكانة الأولى والأخيرة في حياتي فهو الألف والياء.
* المسيحية هي المدرسة الأولى والأخيرة لحياة الإنسان.
* ولادة السيد المسيح أعطت للبشرية الرجاء بالخلاص.
* الكنيسة إذا كانت مجرد الجدران فلنقرأ على الإيمان السلام.
حوار: مارغريت خشويان
الأب الدكتور سهيل قاشا مفكر وباحث وبروفيسور في الحضارة العربية.. له عدد من المؤلفات الغنية عن مفردات تلك الحضارة مما أهله لأن يكون الأمين العام لجامعة الحضارة الإسلامية وأستاذ الإسلاميات والتراث العربي المسيحي بذات الجامعة، وإبحارًا منا داخل عقل ذلك الرجل الموسوعي المعرفة كان لنا معه هذا الحوار...
* مَن هو الإنسان برأيك؟
- يقول سقراط الفيلسوف: "اعرف نفسك" فالإنسان بهذا المعنى مَن يميز نفسه عن الآخرين، ويضعها في الصف أو المرتبة التي من حقه أن يتبوأها بجدارة أي باختصار أن لا يكون متطفلاً على الآخرين. ولا يتدخل بما لا يعنيه ليرى ما لا يرضيه، ثم أن لا يكون ثرثارًا "خير الكلام ما قل ودل" فالإنسان وهذه صورته الأدبية يجب أن تنعكس على تصرفاته الاجتماعية وسلوكه الحياتي تحده الفضائل وتقيده القيود العرفية المعاشة، متواضعًا، محبًا، متعاونًا والحالة هذه الإنسان الذي يبنى عليه المجتمع وليس أداة للهدم والتخريب.
* معنى ورموز عيد الميلاد؟
- عيد الميلاد معناه عيد الخلاص، عيد التواضع، عيد المحبة، إله سماوي، يتجسد كإنسان ترابي، ملك الملوك يتواضع من أجلنا فيحل بيننا إنسانًا محبًا، يرفع آلامنا، يقربنا إلى الله الخالق، يصير جسرًا ناقلاً إلى الأعلى، إلى الروح السامية وفي الأخير هو "السلام" وهذا ما بشّر به الملائكة "وعلى الأرض السلام".
أما رموزه، فلا رموز دنيوية له، فكل ما اخترعه الإنسان ليرمز به إلى الميلاد فهو باطل من أكذوبة "بابا نويل" حتى ينسى الأطفال يسوع الطفل والبدلة الحمراء بالقبع الشيطاني، هي دجل لا محل لها في الميلاد الحقيقي.
فلفّقوا قصة "سانت كلوز – نيقولا" وعربة الغزلان لكي يحوّروا أو يشوّهوا ميلاد الرب المخلص وينسى الأطفال "الطفل يسوع" بالجزمة التي تعلق على المداخن، وهدايا المادة تحت المخدة، وبذلك غيّرنا وحرّفنا عيد الميلاد الإلهي لخلاص الإنسان بتصرفات ليست من الإيمان أبدًا ولا من تراثنا الشرقي الأصيل، بل انقلب إلى تجارة رخيصة ليس إلا.
* ولادة السيد المسيح، ماذا أعطت للبشرية؟
- ولادة السيد المسيح أعطت للبشرية الرجاء بالخلاص فهو أتى مخلصًا فاديًا، أعطى السلام للبشر وكسر الحرب، أنقذ الإنسان من هوّة الموت إلى سماء الحياة، أعطى المحبة التي تغني عن كل الأموال والخيرات الفانية، المحبة التي تدخل إلى نفس الإنسان نسمات الإلفة والتعاون والحياة الجديدة بأسلوب جديد، بعقل جديد، حيث ميلاده صار به كل الأمور جديدة للحياة الجديدة بنبذ الأحقاد، ومحاربة الكراهية والحسد وكسر الكبرياء بالتواضع الذي لا حدود له..
* ما هو دور الكنيسة في الحفاظ على الإيمان المسيحي؟
- قالوا الكنيسة هي أمّ ومعلمة، ولكن الأم التي لا تسهر على بنيها وتربيهم بأسلوبها الخاص أي تضحي من أجلهم بالغالي والنفيس، والأم التي لا تعلم بنيها باسمى العلوم وأكملها وأعلاها.. ماذا تكون هذه الأم؟
والكنيسة هنا لا أدري ماذا يقصد بها، هل هي الجدران والمذابح والهياكل، أم الابناء المؤمنين والمنضوين تحت الايمان الواحد، فإن كانوا يمثلون الهياكل والجدران فلنقرأ على الإيمان السلام، وإن كانوا المسؤولين اللامسؤولين فنحن بعيدين كل البعد عن الإيمان. هنا يصح أن نقول ما دور الجميع أفرادًا وأبناء ومسؤولين كل من ناحيته ومسؤوليته في التكاتف لحماية الإيمان المسيحي ونشره وتعليمه والالتزام به.
* ما هي الخطوات الواجب اتباعها لبلوغ الراحة النفسية والإيمان القوي الذي لا يتزعزع؟
- ليس هناك خطوات معينة، بل خطوات أو مخططات شخصية، كل له فكرة، كل له قضية، كل له درس وغاية، وبهذا يجب أن يتمتع كل الأشخاص بحسب حياته اليومية والاجتماعية أن ينقاد إليها أو يعاكس تيارها، يتلاءم ويتأقلم بما حوله من خطوات وملكيات بوعي كامل وإرادة قوية والإيمان لا يكتسب بل يعاش، الإيمان عطاء وليس أخذًا وسلبًا ونهبًا، هو تفاعل يومي بما حولنا من بشر، أي أن نتفاعل بما يدعونا إليه الإيمان، وأن يتفاعل الإيمان بنا، بأخلاقنا، بسلوكنا، بحياتنا، أي بمعنى آخر "نتفاعل ويتفاعل" ومنهما ينتج الحياة الصحيحة والعقل السليم والسلوك الكامل.
* ما هو الموت؟ ولماذا الخوف منه؟
- الموت هو انفصال النفس عن الجسد علميًا وحياتيًا وهو ولادة جديدة مسيحيًا. نولد من جديد في عالم جديد لا نعرف عنه شيئًا مبدئيًا وهنا يأتي الخوف منه وذلك لأسباب منها: لماذا نموت؟ متى نموت؟ أين نموت وإلى أين المصير. وهذا المصير هو الذي يرعب الإنسان سيما غير المؤمن. إلا أنه بالنسبة للمسيحي فإنه يدري أن اصحاب العمل الصالح والفضيلة التامة يذهب إلى الملكوت السماوي للحياة مع يسوع مع الله بنعيم القديسين، والعكس صحيح إلى العذاب والألم بعالم الظلمة..
* معنى يسوع المسيح في حياتك؟
- الأصح أن نقول مكانة يسوع المسيح في حياتك. للسيد المسيح المكانة الأولى والأخيرة في حياتي فهو الألف والياء، هو الطمأنينة والرجاء التام والكامل، هو الحياة المفعمة بالمحبة والتسامح والإيمان، وهذا ما ابتغيه دوما الإيمان والمحبة والرجاء وليس غيرها. فالمسيح يمثل كل شيء، كل الطموحات، وكل الطروحات، وكل النقاط التي تتألف منها الأرض والسماء.
* ما قيمة الحياة في المسيحية؟
- إن المسيحية هي الحياة وهي المدرسة، هي الحياة بما توضحه لنا من العلاقات الصالحة والفضائل الروحية والمدنية أي المقامات والأحوال على حد التعبير الصوفي.
والمسيحية هي المدرسة الأولى والأخيرة لحياة الإنسان، منها يتعلم ويغترف كل المعارف الدينية والدنيوية وتجعل منه إنسانًا سويًا وإلا كيف نستطيع الحياة دون المدرسة؟ وكيف تصح الحياة والمدرسة دون المسيحية؟ فكلها ألفاظ وعمل وتطبيق تتداخل الواحدة مع الأخرى وتصنع منها المجتمع، فالمسيحية بحياتها ومدرستها تخلق الأجيال والأفكار والأعمال مثل الكلية العسكرية التي هي جزء من هذه الجامعة.. جامعة الحياة..
http://www.copts-united.com/article.php?A=12751&I=326