أعداد كبيرة من سكان عاصمة هاييتي يفرون منها وواشنطن تستقبل "اليتامى"

BBC Arabic

يغادر عدد كبير من سكان العاصمة بور اوبرينس الى المناطق الريفية، فيما قالت الولايات المتحدة انها ستسمح للاطفال اليتامى في هايتي بالدخول الى اراضيها بشكل مؤقت حتى يمكنهم تلقي الرعاية والعلاج.

وذكرت وزيرة الامن الداخلي للولايات المتحدة جانيت نابوليتانو ان بلادها ملتزمة بالقيام بكل ما في وسعها لمساعدة العائلات على اعادة التوحد في هذا الوقت الصعب.

وقال بيل كلينتون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة والمبعوث الخاص للامم المتحدة الى هايتي ان التعاون بين القوات الامريكية وتلك التابعة للامم المتحدة يحسن من جهود الاغاثة للمتضررين من نكبة الزلزال.
وقال كلينتون ان الامم المتحدة مسؤولة عن الامن والقوات الامريكية مسؤولة عن النواحي اللوجستية والتوزيع.
من جانبها قالت كوريا الجنوبية انها سترسل فريقا ثانيا من المهنيين للمساعدة في جهود الاغاثة في هايتي.
ويشمل الفريق اخصائيين في الطب الشرعي للتعرف على هوية الجثث.

يشار الى ان فريقا للانقاذ مكونا من 40 فردا موجود حاليا في هايتي يعمل في المناطق التي تهدمت بفعل الزلزال القوي الذي صرب البلاد.
وكانت اعداد كبيرة من الناس قد غادرت بور او برينس عاصمة هايتي هربا الى المناطق الريفية، بينما يصطف الاف المواطنين امام السفارة الامريكية لطلب تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة.
من ناحية اخرى حذرت الأمم المتحدة من أن يؤدي النقص الحاد في الوقود إلى تداعيات خطيرة على الوضع الانساني بعد نحو أسبوع من الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي.

وقالت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نقل المساعدات مهدد بالتوقف وكذلك الاتصالات.
وأضافت أن توزيع الخيام على المشردين لم يبدأ بعد وأشارت إلى أن مسشفيات جمهورية الدومنيكان المجاورة امتلأت بالجرحي.
ولا يزال عشرات الآلاف من الناجين يعيشون في الشوارع تحت وطأة الجوع والعطش في ظل عدم وصول ما يكفى من المساعدات الطارئة .

200 ألف قتيل
وقال قائد عملية الإغاثة التي تقودها القوات الأمريكية في هاييتي الجنرال كين كين إن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب الجزيرة قيد يصل إلى 200 ألف قتيل.

ووصف الجنرال الزلزال بأنه كارثة مروعة وإن كان من المبكر حصر خسائره البشرية بشكل كامل.
ووصل الى هاييتي مايزيد عن 2000 جندي من مشاة البحرية الأمريكية مجهزين بمعدات ثقيلة لرفع الأنقاض إضافة لمساعدات طبية وطائرات هليكوبتر لتعزيز جهود نحو خمسة آلاف جندي أمريكي موجودين هناك بالفعل.
من جانبه ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سكان هاييتي المحبطين التحلي بالصبر على جهود الاغاثة لتخفيف معاناتهم من زلزال الثلاثاء الماضي.

وكان الناجون من الدمار الذي خلفه الزلزال أصيبوا باليأس من وصول المساعدات اليهم، ولكن عمال الإغاثة يقولون الآن إن المساعدات بدأت تصل إلى أنحاء من العاصمة بور أو برنس رغم الصعوبات.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أحد مصوريها هناك قال إن الشرطة فتحت النار على مواطنين يقومون بنهب المحال في سوق بور أو برنس وقتلوا شخصا واحدا على الاقل.
وتحدث بان في العاصمة الهاييتية بعدما زار حطام مقر بعثة الأمم المتحدة حيث قتل عدد من كبار مسؤولي البعثة الدولية، ومن بينهم الممثل الخاص ونائبه ولا يزال المئات من افراد البعثة في عداد المفقودين.

وقال بان "أطلب من شعب هايتي أن يتحلى بالصبر أكثر"، وأضاف أنه يعلم أن الناس جوعى لكن توصيل المعونات أصبح يتم الآن بكفاءة.
وقال إن توفير الغذاء يوميا لمليوني شخص، كما تعهدت الامم المتحدة، سيكون "تحديا هائلا".

"معجزة صغيرة"
تحدثت التقارير عن أعمال سلب ونهب في أعقاب الزلزال وبسبب تأخر وصول المساعداتوأفادت التقارير الواردة من هاييتي بأنه تم إنقاذ 61 شخصا خلال الساعات الماضية من تحت الأنقاض التي خلَّفها الزلزال الذي ضرب الجزيرة يوم الثلاثاء الماضي.
ونقلت التقارير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن فرق الإنقاذ الدولية تمكنت من إنقاذ هؤلاء الناجين الأحد وفي وقت متأخر من ليل السبت، أي بعد مرور أكثر من خمسة أيام على وقوع الزلزال.

ولفت المسؤولون إلى أن حوالي نصف هؤلاء الناجين قد تم إنقاذهم على أيدي فرق الإنقاذ التابعة لبلادهم.
وكان من بين الناجين الذين تم إنقاذهم من تحت الأنقاض امرأة قال زوجها، رينهارد ريدل، لوكالة الأسوشيتد برس للأنباء بعد إنقاذها من فندق فخم انهار بفعل الزلزال: "إنها معجزة صغيرة".
من جانب آخر، قالت منظمة الأمم المتحدة إن أحد موظفيها، وهو دنماركي، قد أُنقذ أيضا الأحد من تحت أنقاض مقر بعثة المنظمة الدولية في عاصمة هاييتي بور أو برانس.

يُشار إلى أن الأمم المتحدة كانت قد فقدت ما لا يقل عن 40 موظفا كانوا يعملون في مقر بعثتها في هاييتي، من ضمنهم رئيس البعثة، التونسي هادي العنابي، والذي عُثر السبت على جثته بين الأنقاض.
من جهتها، ذكرت وسائل الإعلام السورية أن اثنين من أفراد الجالية السورية في هاييتي، وهما رجل وزوجته، قد لقيا حتفهما، وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح في الزلزال.