الواقع المصري بين العشوائية والفوضى

أنور عصمت السادات

بقلم: أنور عصمت السادات
مصر في حالة متأزمة يعيش أبناؤها في غيوبة عميقة، فقد أحاطت بهم صور الفساد من كل جانب، وافتقدوا الثقة فيمن حولهم، وصار الشعب حائرًا لا يعرف كيف سيواجه كلَّ ما يعيشه من أزمات.

معذور هذا الشعب الذي يعيش في ظل حكومة باعت كلَّ ما له من ممتلكاتٍ بأرخص الأسعار، بحُجة "الاستثمار"الفاشل الذي لم يجلب حتى الآن أي عائد يُحسب لهم، واستولت على أراضي الدولة ووزعتها على الأقارب والأحباب بقانون "إللي يقدرعلى حاجة من الشعب يعملها".
أُهدرت ثروة مصر من الغاز الطبيعى والاحتياطى الخاص به، وباعوه لأعدائنا، يكاد يكون بلا مقابل، ولا يعلم أحد إن كانوا مُجبرين على ذلك أم لا؟! أمور غامضة تحدث ولا تعليق..

برلمان مصري حقيقي يُراقب ويُشرِّع لا يوجد.. لكن إذا ذهبت إلى أشهر صالات القمار سوف تجد بعضًا من أعضائه وآخرين متفرغين لشئونهم ومصالحهم الخاصة، أما مصالح الناس، فليس لديهم وقت لمثل هذه الأمور، التي لن ترفع أرصدتهم في البنوك.
وبعض آخر متهمون في قضايا فساد واستيلاء على المال العام وأكياس دم ملوثة وعلاقات نسائية مدمرة، هؤلاء نماذج لأفراد الحكومة وأعضاء المجلس الموقر,,,, وعمار يا مصر..

لكن إن كان هؤلاء قد انشغلوا بأنفسهم ومصالحهم، فإن هناك بعضًا آخر شغلهم هذا الشعب، فراحوا يتفننون في فرض المزيد من الضرائب وزيادة الأسعار وغيرها من الطرق لجلب الأموال من الشعب,,، "حكومتنا إنتي رايحة على فين!!".

قالوا لا سبيل إلى نهضة مصر إلا بشبابها، والحقيقة أنهم قضوا على شباب مصر، مؤهلات وشهادات لها قيمة تجد أصحابها في الشارع أو جالسين على المقاهي، بحثوا حتى ملوا عن وظائف ولم يجدوا ترحيبًا من أحد، البعض كان فريسة لمروجي رحلات التهريب لأوروبا، والبعض الآخر تركوه ليكون من نصيب بعض النصابين بحجة التعيين بمقابل يتناسب مع قيمة كل وظيفة.

أما من لا يملك منهم عطايا كافية، فمن نصيب عيادات الأطباء النفسيين أو القطاع الخاص، إن وجد ذلك، وعليه أن يتحمل القيود والاستغلال الرخيص، دون النظر إلى الكفاءة أو الإنتاجية، ويظل في مصرالشخص المناسب ليس في المكان المناسب.
عنف وجرائم بشعة لم نرَ مثلها من قبل، وتحرش وأزمة أخلاق وسلوك نعالجها بالأغاني والفيديو كليبات العارية والأفلام القبيحة والإعلام الخاطئ، بدعوى الحرية والانفتاح بعيدًا عن الحلال والحرام.

فوضى عارمة في جميع الهيئات والإدارات والمؤسسات المصرية والقانون السائد إذا "سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد!".
تفكك نسيج المجتمع وتعددت أشكال الفتنة الطائفية التي وصلت إلى استباحة الدماء وقتل الفرحة حتى بالأعياد، والحكومة عاجزة عن المواجهة وإيجاد الحلول.

خلافات في الداخل وعلى المستوى الخارجي، حتى في جانب الرياضة، وآخرها نزاعنا حول بث مباريات أنجولا لمصر.. ودائمًا قناة الجزيرة هي الشيطان الأكبر.
النفاق السياسي وافتعال الجدل الذي يحركه النظام وبعض المعارضين ذوى الانتماء للحزب الوطني وأجهزته والأحزاب الشكلية أو الوهمية الموجودة على الساحة لتجميل الحياة السياسية في مصر ,,,, لاتعليق..

المظاهر السلبية ليس لها حصر، والحديث عنها يطول.. وهذه الصور لقليل من كثير على أرض الواقع المصري. والبعض تعب من النصح وتوجيه الحكومة وغيرهم نأى بنفسه عن الحديث عن الإصلاح والتغيير وقال بالبلدي "مفيش فايدة"، والبعض أحس برضا النظام عن الوضع الحالي في مصر. لكن ما زال لديَّ أمل في إرادة شعبية تتطلع نحو مستقبل أفضل وواقع يخلو من الفوضى والعشوائية.