اليوم السابع
دفعت حالتا الغضب والاحتقان الشعبى، من جماعة الإخوان المسلمين، والتحالف المؤيد لها، إلى مطالبة حكومة الدكتور حازم الببلاوى ببدء حوار حقيقى لحل الأزمة الحالية بعد أن وصلت إلى أقصى درجات التعقد.
وأكدت مصادر داخل التحالف، أنه وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين يبدون موافقتهم على الحوار مع النظام الحالى للخروج من الأزمة بعد الغضب الجماهيرى الواسع فى مختلف أنحاء الجمهورية، وخاصة بعد اتهام الجماعة بشكلٍ واضح بأنها وراء تفجير مديرية أمن الدقهلية.
وأوضحت المصادر، أن الجماعة بدأت الاتصال بواشنطن، وبعض الدول الأوروبية، حتى تسند إليهم فكرة الحوار مع النظام الحالى، وتوفيق الأوضاع، بينها وبين الحكومة، وكذلك للتوسط مع السلطة الحالية لإنهاء الأزمة، والعمل على الجلوس على مائدة حوار واحدة، بعدما تأكدت أن التعامل الأمنى، والتظاهر المستمر، لن يأتى بنتيجة ودون وجود حل يقضى على الأزمة، حيث تعتبر الجماعة الآن الإفراج عن قيادتها مطلب رئيسى، كما تبدى تنازلها عن بعض المطالب التى كانت تنادى بها من قبل.
وقال محمد طوسون القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، ورئيس اللجنة القانونية للجماعة، إن المصالحة والجلوس على مائدة الحوار هى الحل الوحيد للأزمة الحالية التى تمر بها البلاد، مشيرًا إلى أن المائدة المستديرة هى التى أنجحت الثورة البولندية.
وأضاف طوسون فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن أى حوار يجب أن يكون جدى، ويتوافر المناخ المناسب لهذا الحوار، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حوار والقنوات الإسلامية ما زالت مُغلَقَة، وقيادات الجماعة ما زالت فى السجن، مضيفًا: "الحوار بين جميع الأطراف هو الحل لإنهاء الأزمة الدائرة فى مصر، كى تستقر البلاد وتمر نحو مرحلة الاستقرار والتقدم".
فيما قال فتحى تميم، القيادى بحزب الحرية والعدالة، إن الوقت الذى تمرّ به البلاد الآن، يستلزم جلوس الجميع على مائدة الحوار، للاتفاق على حل الأزمة التى تمرّ بها البلاد فى الوقت الحالى.
وأضاف تميم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الجميع خاسر فى هذا التوقيت، وأنه لا يمكن للإخوان بمفردهم أن يصلوا إلى مبتغاهم، ولا يمكن للسلطة الحالية أن تصل إلى مبتغاها بمفردها، مشدّدا على ضرورة تعاون الجميع من أجل استقرار البلاد.
وأوضح فتحى تميم قائلا: "يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة على الحوار، وأن يكون عقلانيا، ويلتزم الجميع بتنفيذ نتائج هذا الحوار".
فيما قال الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب الوطن، إن مصر تحتاج لحل سياسى حقيقى للأزمة الحالية التى تمر بها البلاد، مضيفاً: "إننا ندعو لعدم الإقصاء أو العنصرية فى الطرح والوطن يحتاج إلى مصالحة شاملة وحوار حقيقى بين كل التيارات الوطنية بمصر".
وأضاف "حماد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "لن تدار البلاد بفصيل واحد فقط وعدم الاستقرار الحالى، بسبب إصرار العلمانيين على إقصاء التيار الإسلامى من الحياة السياسية والوظائف الإدارية العليا، ونريد وطنا للجميع يصلح توريثه لأبنائنا على السواء".
وأوضح نائب رئيس حزب الوطن، أن عملية المصالحة يجب أن تضم عدة ضمانات أبرزها "ضمانات الحقوق والحريات، وضمانات احترام القانون والدستور، ووقف بث خطاب الكراهية، والعودة للمسار الديمقراطى، إلغاء الوصاية على الحياة السياسية، وسرعة تشكيل لجان تحقيق الحقيقة والمصالحة، تعهد مؤسسات الدولة بعدم التدخل فى الحياة السياسية".
وأكد خالد الشريف المستشار الإعلامى والقيادى بحزب البناء والتنمية، إن حالة العنف والاستقطاب والانقسام التى تعصف بالوطن منذ 30 يونيو تجر الآن البلاد إلى الفوضى، مشيراً إلى أن هذه الفوضى التى لن يسلم فيها مجتمع ولا ينهض خلالها وطنـ مهما حاول البعض ترقيع الوضع السياسى باستفتاءات وانتخابات قائمة على الإقصاء والتهميش وعدم الاعتراف بالآخر.
وأكد فى تصريحاتٍ صحفية له أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة هو المصالحة بين الإسلاميين والقائمين على السلطة.
وأوضح أن غياب صوت العقل وانسداد الأفق السياسى يعرض البلاد للخطر، داعياً كل المثقفين والمفكرين والسياسيين لاستنفار أفكارهم لإيجاد حلول سياسية للخروج بمصر إلى بر الأمان من هذه الأزمة الطاحنة التى تعصف بالوطن.
وشدد على أن المصريين يجب ألاّ يناموا الليل حتى يحقنوا الدماء التى تتدفق، وينشروا الأمن والاستقرار على أرض مصر، والتى أنزل رب العالمين فيها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=129760&I=1759