ميرفت عياد
تحقيق: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
انتهت وزارة الثقافة من مشروع تطوير متحف المجوهرات الملكية بقصر فاطمة الزهراء بالإسكندرية وإعداده للزيارة السياحية، تمهيدًا لافتتاحه في احتفالية كبري أوائل هذا العام، بعد انجاز كافة أعمال الترميم المعماري والدقيق لمبني المتحف وعرض القطع الأثرية وفق سيناريو عرض متحفي جديد من خلال فتارين عرض جديدة تتناسب مع عرض أثمن وأرقي قطع الحلي والمجوهرات التي ترجع لأسرة محمد علي فضلاً عن الأواني والأدوات والعملات الأثرية.
وصرح وزير الثقافة فاروق حسني بأن المشروع استغرق حوالي 3 سنوات بتكلفة إجمالية حوالي 50 مليون جنيه، وتضمن ترميم مبني وقاعات المتحف وتغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويد المتحف بأحدث فتارين العرض والإضاءة الحديثة والتأمين الإلكتروني ضد السرقة والحريق لأكبر المتاحف المصرية إذ تبلغ مساحته حوالي 4185 مترًا مربعًا.
كما أوضح د. زاهي حواس أمين عام المجلس الاعلي للآثار أن محتويات المتحف قديمة ويعود تاريخها إلى عام 1805، عندما تولى محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية حكم مصر وحلم بأن يجعل مصر مملكة مستقلة عن الإمبراطورية العثمانية، نفس الحلم داعب خيال حفيده إسماعيل الذي أراد لمصر أن تكون قطعة من أوروبا، وتوالى حكام الأسرة الذين غلب عليهم حب الأبهة واقتناء التحف الثمينة فاستقطبوا إبداع الفنان المصري لنسج مشغولاتهم الذهبية والقطع الفنية التي زينت قصورهم وشهدت صخب احتفالاتهم الملكية وحفلات التتويج والمناسبات الرسمية، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تمت مصادرة تلك المجوهرات وظلت حبيسة ولم يخرجها من عزلتها سوي تقرير المجالس القومية المتخصصة الذي أوصى بإنشاء هذا المتحف الذي تعد مقتنياته قيمة مادية وفنية وتاريخية بالغة السمو.
صناديق محرزة من مجوهرات أسرة محمد علي
وأشار د. زاهي حواس بأن المتحف المصري تسلم العام الماضي 45 صندوقًا محرزًا من مجوهرات أسرة محمد علي والتي كانت متحفظًا عليها بخزائن البنك المركزي المصري بعد قيام ثورة يوليو، وذلك لعرضها في متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية 1952.
مؤكدًا على أن هذه الصناديق تتكون من 26 صندوقًا بها مجوهرات وأربعة صناديق بها مستندات ووثائق وصندوقين من المخلفات، والباقي صناديق كانت محرزة على ذمة قضية اختلاس بعض محتويات هذه الصناديق عام 1976 والتى قرر النائب العام المستشار/ عبد المجيد محمود في وقت سابق حفظ تحقيقات النيابة العامة في الواقعة وذلك لوفاة المتهم من أعضاء لجنة التسلم المشكلة في السبعينيات.
وأوضحت نبيلة حبيب "مدير عام المتاحف التاريخية ورئيسة اللجنة" بأنه تم نقل هذه الصناديق لمخازن المتحف المصري كوديعة محرزة لصالح النيابة العامة، وأن عملية الجرد بدأت فور صدور قرار النيابة العامة بمصادرة محتويات الصناديق لصالح المجلس الأعلى للآثار لعرضها بالمتاحف، خاصة وأن هذه الصناديق وما تحويه من وثائق ومستندات في حاجة لفحصها ومراجعة ما تضمه من معلومات حول المقتنيات الموجودة بتلك الصناديق وفق آخر عملية جرد تمت في السبعينيات.
وقال اللواء عبد الحافظ عبد الكريم "المشرف العام على التعديات بالمجلس الأعلى للآثار" أن عملية نقل الصناديق تمت بتأمين كامل من شرطة السياحة والآثار، حيث تم نقل هذه الصناديق في عربة مصفحة مدعمة بعشرين عربة أمن من الشرطة، وإنه تم نقل هذه الصناديق المحرزة في صناديق جديدة بسبب تآكل الصناديق القديمة حفاظًا على الأحراز الموجودة بها.
أعمال الترميم المعماري والدقيق
ويؤكد المهندس فاخر صبحي بشاي "مدير عام الشئون الهندسية لمشروعات المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار" قائلاً إن أعمال الترميم تتضمن ترميم مبني وقاعات المتحف ورفع كفاءة المباني من الناحية الانشائية، والترميم المعماري والدقيق لمبني المتحف وعرض القطع الأثرية وفق سيناريو عرض متحفي جديد من خلال فتارين العرض والإضاءة الحديثة وذلك على حسب المعايير الفنية والأثرية بما يميز عصر إنشائه، كما تم مراعاة تنسيق وعرض هذه القطع بالتسلسل التاريخي لها مع إبراز روعة وعمارة مبني المتحف الذي تم تكييفه مركزيًا كما تم تطوير الموقع العام، وذلك بإنشاء مباني خدمية من ومساحات خضراء وكافيتريا ودورات مياه ومكتبة وكافيتريا ومعمل للترميم مزود بأحدث الأجهزة العلمية بالإضافة الي قاعة محاضرات, هذا إلى جانب تحديث شبكة الإنذار والحريق وتأمين المتحف بأحدث أجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات وكاميرات المراقبة.
التوثيق المعماري والتاريخي للمتحف
ومن جانبها أضافت المهندسة سهير سليم "المسئولة عن متابعة هندسة مشروعات المتاحف بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار" قائلة إن المجلس الأعلى للآثار قام بالتوثيق المعماري والتاريخي لمعظم عناصر القصر، بما في ذلك الأرضيات والأبواب والشبابيك واللوحات الزيتية والأسقف طبقًا لما كان عليه القصر، هذا بجانب أعمال الترميم الدقيق والتي تشمل تنظيف أسطح الزخارف والنقوش وإزالة طبقات الأتربة من عليها بواسطة طرق ميكانيكية وهي أجهزة شفط تعمل بتفريغ الهواء ويدوية باستخدام الفرش الخاصة بذلك، كما تم إعاده تثبيت الطبقات المنفصلة عن السطح بواسطة مواد مخصصة لذلك، وإزالة الطبقات الجصية المستحدثة لاظهار الطبقات الأصلية لهذه الزخارف والنقوش.
لوحات فنية.. ورسوم جدارية
وأشارت "م. سهير" إلى أن تاريخ إنشاء قصرالأميرة فاطمة الزهراء يعود إلى عام 1919، وقد خُصص كمتحف لعرض المجوهرات الملكية لأسرة محمد على عام 1986، وهو يقع في حي زيزنيا بالإسكندرية، ويحتل مساحة قدرها 4185 مترًا مربعًا حيث يعد أكبر المتاحف المصرية، ويحتوي على نفائس المجوهرات والحلي التي ازدانت بها صدور أميرات الأسرة المصرية والتحف التي امتلأت بها قصورهم, وهو في الوقت ذاته من أجمل المتاحف وأروعها إذ أنه يوجد بقصرالأميرة فاطمة الزهراء الذي يعد قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر.
وذكرت "م. سهير" أن القصر يتكون من جناحين، الجناح الشرقي عبارة عن قاعتين وصالة يتصدرها تمثال صبي من البرونز عليه لوحة فنية من الزجاج الملون المعشق بالرصاص ومزين بصورة طبيعية، أما الجناح الغربى فيتكون من طابقين الأول به أربع قاعات والثاني أربع قاعات ايضًا، ويربط بين جناحى القصر بهو في غاية الجمال كما تزخر به لوحات فنية تمثل عشرة أبواب من الزجاج الملون والمعشق عليها رسوم قصص لمشاهد تاريخية أوروبية الطراز وقصص أسطورية مثل روميو وجولييت هذا بالإضافة الى رسوم جدارية تمثل زواج صاحبة القصر. وقد زينت نوافذ القصر بلوحات فنية من الزجاج الملون وغطيت أرضيتها بأخشاب البلسندى والورد والجوز التركي.
تحف مرصعة بالماس والياقوت
وأكدت "م. سهير" على أن محتويات هذا المتحف قديمة ويعود تاريخها إلى عام 1805 عندما تولى محمد علي باشا العرش، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تم مصادرة تلك المجوهرات ووضعت بخزائن الإدارة العامة للأموال المستردة إلى أن أنشأ هذا المتحف الذي تعد مقتنياته قيمة مادية وفنية وتاريخية بالغة السمو. ويضم المتحف 11 ألفًا و500 قطعة تخص ابناء الأسرة المالكة، منها مجموعة الأمير محمد علي توفيق التي تضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب مرصعين 2753 فصًا من الماس البرلنت، و6 كاسات من الذهب مرصعة بـ 977 فصًا من الماس.
ومن عصر الخديوى سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية، هذا بالإضافة إلى الأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية وهي مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها 4 آلاف قطعة.
أما مجموعة الملك فاروق فقد اتسمت بكثرة استخدام الماس فيها، وتضم متعلقاته العصا المرشالية التي طالما استخدمها في تنقلاته وهي مصنوعة من الأبنوس والذهب. هذا بالاضافة إلى الفناجين وهي مرصعة بالماس والياقوت حيث يحتوى الفنجان الواحد على 229 ياقوتة و29 قطعة من الماس.
تيجان من الذهب.. وفيل من العاج
وأوضحت "م. سهير" أن أول ما يلفت النظر قاعة الأميرات التي تضم تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد على وأجملها، في حين تأتى قاعة الملكة فريدة في المرتبة الثانية ومن مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بعدد 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بـ136 قطعة من الماس، بالإضافة الى مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد.
هذا ويضم المتحف معروضات أخرى منها ساعة ملكية مرصعة بالماس وتحفة فنية على شكل فيل مصنوعة من العاج المطعم بالماس والياقوت. ومجموعة من دبابيس الصدر الذهبية والبلاتينية وقصعة من الذهب الخالص كانت تستخدم معها الملكة ناريمان منذ افتتاحها أحد المشروعات، هذا بالإضافة إلى التحف المهداة من رؤساء بعض الدول الأوروبية منها صينية أوجينى الشهيرة التى أهديت للخديوى اسماعيل في افتتاح قناة السويس يقدر ثمنها بأكثر من 15 مليون جنيه وهي من الذهب ومرصعة بالماس والياقوت والزمرد. أما طبق العقيق الذي تتضمنه مجموعة الملك فاروق فهو تحفة تاريخية نادرة تحكى جزءًا من تاريخ روسيا القيصرية ولا يعلم أحد كيف دخلت إلى مصر.
http://www.copts-united.com/article.php?A=12998&I=331