حقائق واضحة لمفاهيم خاطئة!

نسيم عبيد عوض

بقلم: نسيم عبيد عوض
فى حلقة القاهرة اليوم التليفزيونية بتاريخ 20 يناير فوجئت بالأستاذ عمرو أديب صاحب البرنامج المحبوب ومعه ضيف من حزب الوفد , كانوا يناقشون خبر كيف تقابلت السيدة/ سكوبى سفيرة أميركا فى مصر مع قداسة البابا شنودة الثالث وايضا المح ان اللقاء كان منفردا بين الأثنين فقط ولم يوضح ماهو غرضة من هذا التلميح ؟ وأيضا قرأ على المشاهدين رسالة أعضاء الكونجرس الأميركى المرسلة الى الرئيس مبارك حول قتل الأبرياء الأقباط فى نجع حمادى وحول الأوضاع المتردية التى يعيش فيها الشعب القبطى فى بلدة مصر بدون حماية الدولة , والهجمات الشرسة على أرواح وممتلكات ومصالح الأقباط وخطف واغتصاب البنات القاصرات فى مصر لتحويلهم الى الأسلام ..
 
وهذا موضوع طويل لن نكف عن المناقشات فيه ولن نهدأ حتى يتحقق العدل فى مصر لكل المصريين , وأولا العدل فى قضية مقتل شباب نجع حمادى. الملفت للنظر فى هذا انة بداية لمناقشة هوامش جانبية على مسرح ماحدث , وهذا بداية برودة وسحب الإعلاميين بعيدا عن الموضوع الأساسى الى مناقشات جانبية لا تفيد فى الحادث الجلل الذى تعيشة مصر كلها, ومع ذلك يصر الأستاذ عمرو أديب ومعة الكثيرين من الإعلاميين ومن رجال الدول على إعتبار ان ماحدث من السفيرة ومن رجال الكونجرس الأميركى هو تدخل فى شئون مصر الداخلية تماما مثلما أدعاه عمر البشير رئيس السودان , وكأن الدفاع عن حريات الشعوب هو تدخل مخالف للقوانين الدولية , مع اننا كدولة موقعين على معاهدة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة ومسموح للهيئة العامة ان ترسل لجان للتحقيق وتكشف الحقائق ومع إنتهاك الحريات من حقها ان تحول الأمر الى محكمة العدل الولية كما حدث فى امر الرئيس السودانى , والذى سنراه قريبا مقبوضا علية وفى قفص الإتهام.

ولكن فى موضوع ماأثير حول التدخل فى الشئون الداخلية لمصر , هو أمر لا يخلو من الإدعاء لأن الجميع على درجة عالية من الثقافة ليعلموا اننا المصريين الذين نعيش فى أميركا نحتفظ بجنسيتين , الجنسية المصرية والجنسية الأمريكية , ونحتفظ بجواز سفر مصرى والرقم القومى المصرى ونحتفظ بجواز سفر امريكانى , وكم من المصرين من نجوم المجتمع وكبار موظفى الدولة وأعضاء مجلس الشعب والشورى ومصريين بالأف يحتفظون بالجنسية الأمريكية ويعيشون ويعملون فى مصر ,
ونحن المصريين الأمربكان نعيش ونعمل فى أميركا كمواطنين لهم كافة الحقوق وعليهم كل الواجبات , يدفعون حق الدولة من الضرائب , وفى نفس الوقت لم نترك مصر لأننا نحمل جواز السفر المصرى ولم تسحب منا الجنسية المصرية ولنا كافة الحقوق, لنا ممتلكاتنا وأموالنا فى مصر وندفع عنها كل الضرائب المطلوبة منا كأى مصرى, والفرق هنا أننا كأقباط نعيش فى أميركا ( ويصل عددهم الى مليون ) وخصوصا اننا نحتفظ للأولاد المولدين فى أميركا بالجنسية المصرية ويستخرج لهم رقم قومى ونعلمهم اللغة العربية, لنا الحق فى ان نطالب من الرئيس المصرى كرئيس لبلدى مصر ان يحمى اهلى وعشيرتى وكنيستى , ولا يعتبر ذلك تدخلا فى شئون مصر الداخلية كما تدعون, وكذلك ماقامت به السفيرة الأمريكية فى مصر واجب محتم عليها لحماية اهالى مواطنيها الأمريكان وكذلك الرئيس الأمريكى وأعضاء الكونجرس واجب محتم عليهم التدخل لحماية أولادنا وأخوتنا ,اهالينا فى مصر , فالذى نسميه تدخل هو بالحقيقة حماية مصالحنا فى مصر .

واعطيكم مثلا على ذلك عندما يقبض على مصرى أميركى فى مصر ويودع السجون من حق السفارة الأمريكية ان تقف مع مواطنها وتدافع عنة , فهل هذا تدخل فى شئون مصر , ياليتنا ان لا نتشعلق بالهوامش ونفوق لمعالجة القضية الأساسية قبل فوات الأوان , فنحن لن نسكت على ماحدث وماسيحدث لأهلنا فى مصر بلدى وبلدك التى نحبها من أعماقنا ويكفى ان أقول لك اننا نفتخر بأننا مصريين امام كل شعوب العالم , رجاء ان لا يسحبونا الى خارج الموضوع , لأننا نعرف كيف نأخذ حقوقنا بالدستور والقانون الأمريكانى طبعا , وكيف نحمى اهالينا وحقوقنا فى مصر. وكل ماأطلبة من الأستاذ عمرو أديب ان يذيع ذلك على مشاهدية لتصحيح مفاهيم خاطئة يتوهم ويعيش فيها البعض فى مصر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع