د. رأفت فهيم جندي
بقلم: د.رأفت فهيم جندي
عدى وقصى هما اولاد صدام حسين المتوحشان واللذان كانا مسيطرين على العراق ويحلبانه، ولأجل إقصاءهما مع صدام حسين كان الغزو الأمريكى للعراق بما حدث منه من قتل ودمار وعدم استقرار للأمور. الشعب العراقى وبالأخص المسيحى كان الضحية الأولى لهذا الغزو الأمريكى الذى سيحكم عليه التاريخ فيما بعد، ولكن لم يكن هناك وسيلة آخرى لتحرير العراق من عدى وقصى ومن صدام حسين نفسه.
ويوجد فى مصر عدى وقصى ايضا، وبدلا من هذا الغزو الأمريكى الفج يوجد سلاح أخر غير نووى وغير مدمر ايضا يسمى البرادعى.
البرادعى ليست له خبرة سياسية، ولكن له تاريخ طويل ملئ بالنجاح كان آخرها هو ترأسه للوكالة الدولية للطاقة الذرية. لم تسانده مصر عندما ترشح لهذا المنصب، ولا نعلم لماذا! وبالرغم من هذا نجح، واعترفت بنجاحه ايضا لجنة نوبل للسلام واعطته جائزتها مناصفة مع الوكالة الدولية، ووقتها ايضا لم تذهب الصحافة المصرية لتغطية خبر إعطاء جائزة نوبل لمصرى، ولا ندرى ايضا لماذا؟!
منذ أن أعلن البرادعى إستعداده للدخول إنتخابات الرئاسة، والصحافة الحكومية فى مصر تهاجمه بكل ما هو مشين، وربما يتهمونه ايضا بتزوير شهادة نوبل التى حصل عليها.
عندما تولي مبارك السلطة تلذذ بإبقاء قداسة البابا شنودة فى المنفى لمدة ثلاث سنوات، وأفرج عنه مع تقرير أمنى يومى عنه كأنه.... وعزز مبارك كل القيادات المحلية بمن هو كاره للأقباط واصبح إضطهاد المسؤولين للأقباط هو الشهادة الى يقدمونها له ليبارك استمرارهم فى مناصبهم. وبينما بدل بعض المحافظين أخيرا أبقى على المحافظين الذين ينكلأن بالاقباط على العلن ويتواطئان مع قاتليهم مثل محافظى المنيا وقنا. بل كل ما يحدث للأقباط من جرائم ابادة مثل صنبو والكشح ومذبحة نجع حمادى الآخيرة يتم بمباركة هذا الغير مبارك.
ومن ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا؟ هكذا نقول لمن يرى أن جمال مبارك سيكون عادلا للأقباط، لقد تربى جمال مبارك على يدى ابيه، وأكل وشرب منه التلذذ بإضطهاد الأقباط وسفك وشُرب دمهم سواء بمقابل وهابى أو غيره، وتصرفات جمال وكلماته ايضا لا تقل غير هذا، فلماذ نؤيده؟! وأن كان لا بد لعائلة مبارك من إفساد مصر أكثر من هذا فليكن بغير مباركة منا لهؤلاء الغير مباركين، ومبارك من لا يبارك عدى وقصى مبارك.
البرادعى يطلب تعديل الدستور المصرى، ويرى أن الدولة المدنية هى الأنسب لمصر التى تتحكم فيها الشريعة السوداء والفقه الأرهابى اكثر من القانون. ولكى يستطيع البرادعى دخول الإنتخابات، ولا يكون دخوله من خلال حزب قائم، ينبغى تغيير هذا الدستور الذى ُفصل خصيصا على مقاس جمال مبارك فى بيوت غسيل الأموال المحلية.
وفى وقت ترأس البرادعى للوكالة النووية الدولية ابرز للعالم كله أن الغزو الأمريكى للعراق ليس له مبرر، ولكنه فى هذا المرة هو يبرز للبشرية كلها أن تغيير الدستور المصرى له مبرر. واذا كان الغزو الأمريكى هو الطريقة الوحيدة لإقصاء عائلة صدام حسين من الحكم فأن إقصاء عائلة مبارك يستلزم فقط تعديلا للدستور بدون قنابل وإنفجارات وضحايا. ولأننا نقول فى صلواتنا "وإلى الشرق انظروا"، لهذا نفوض الأمر للرب الإله فى المشرق قبل أن نطلبه من الشمال والغرب.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=13146&I=334