الحمل والثعلب و الثعبان في الإعلام المصري

ميخائيل رمزى عطالله

بقلم: ميخائيل رمزي عطالله
ما من حديث تلفزيوني إلا وتجد هذه التشكيلة الغريبة وهي الحمل وهو الضيف المسيحي والثعلب وهو متمثل في الكثير من المذيعين والمحاورين والثعبان وهو كل ضيف أو مسئول يمارس المكر والدهاء والكذب والدوران، ورغم أن هذه التوليفة لا تجتمع في الحياة الواقعية لصدق الحيوان وإظهار مشاعره الحقيقية نحو الآخر، لكنها تجتمع في الواقع الإنساني حيث الخداع والكذب وتزييف الحقائق.

 فلو طبقنا هذه الأدوارعلى أي حوار في أي فضائية مصرية ستجد دون عناء هذه التوليفة:

 - الحمل: وهو يكون الشخص المحترم الذي له صوت منخفض ويتكلم بآداب الحديث ولا يقاطع الآخر ويختار كلماته بعناية فائقة وكل ما يقول يكون بدليل أو نتاج بحث علمي.

 ولكن لا يستطيع أن يأخذ فرصته في الكلام أو توصيل فكرته بسبب الثعلب والثعبان، وللأمانة أي ضيف مسيحي دون اليهوذات، يكون حملاً في هذه الحوارات، وللحق هناك بعض الضيوف من الإخوة المسلمين يكونون حملاً في هذه البرامج.

- الثعلب: وهو كل مذيع أو محاور لا يعرف سوى المكر.. يعرف الحقيقة كاملة ولكن لا ينطق بها، يمارس لعبة التوازنات القذرة، ترى التعصب يظهر في كل ألفاظه وحركاته مهما حاول أن يخبىء ذلك، لكن لأنه متشبع تعصبًَا حتى النخاع، يظهر تعصبه دون إرادته، ولو أردتم أمثلة فهي كثيرة، هل رأيتم منى الشاذلي وتغطية ظهور العذراء؟

 وائل الإبراشي وحلقة الغول ومايكل منير، أحمد موسى وتعصبه في كل حياته، هؤلاء بعض المشهورين، ولكن الثعالب كثيرة في الإعلام المصري، وهؤلاء الثعالب هي مُفسِدة للكروم، وهؤلاء أكبر مصيبة، لأنهم يوجهون الرأي العام في اتجاهات خاطئة.

 - الثعبان: وهو من أخطر الحيوانات في البرية وهو الضيف أو المسؤل الذى ينضح بكل كذب وافتراء، ويصر على أسنانه لا ليتكلم بل ليأكل الضيف الذي أمامه كفريسة، لا يُعطي لأحد فرصة للكلام، لم يسمع مطلقًا عن آداب التحدث، فظ في كل عباراته، لا يُعطي فرصة للحديث لأحد، ولأن المذيع ثعلب، تراه يظهر وكأنه يحاول إسكاته، لكن الحقيقة هي تمثيلية محبوكة، لأن الثعلب والثعبان المكر شيمتهما، ومهما حاول الحمل أن يثبت الحقائق التي لديه وموثقة، تجد الثعبان يلف ليلتهم الحقيقة ويبث سمومه بصوتٍ عالٍ جدًا وأسلوب سفيه، والحلقات الدالة على ذلك كثيرة ولا تختلف واحدة عن الأخرى وكأنه منهج مدروس.

 - متى يكون الإعلام لدينا محترمًا مثل باقي الدول؟ متى لا يكون عندنا كل شيء بالبلطجة والعنف؟ ماذا نعلِّم الأطفال بعدما ترى مثل هذه البرامج التي تكون فيها السيطرة للأقوى، وإن كان كذابًا ومُخادِعًا؟.

 للأمانة وصلنا لمرحلة "القرف" من الإعلام المصري وعدم نزاهتة. لا نطلب من أحد أن ينافقنا أو يتستر علينا، بل نريد من الإعلام الحقائق مجردة، فالحقيقة الصادقة لا تراعي أحدً ولا تخضع لحسابات.

 يجب أن يعرف السادة مقدمو البرامج والضيوف أنه في ظل الإعلام الإلكتروني المعرفة متاحة للكل وقد يعرف المتفرج الكثير من المعلومات أكثر من الضيف والمذيع، لذلك يكون الضيف والمذيع الكذاب في أسوء الأحوال، فهل يمكن أن نكف عن الكذب.