محمد زيان
* والخبراء يؤكدون أن انتخابه يعني "عسكرة الجماعة"
* د. عبد الستار المليجي: الإخوان كتبوا لبديع ما يقوله في المؤتمر الصحفي حتى لا يفضحهم.
* يوسف البدري: منهج الإخوان هو القتل ولو قالوا غير ذلك.
* حمدى رزق: تاريخ المرشد وجماعته معروف.. واختياره يعني عسكرة الجماعة.
* أبو العزائم: الإخوان أعينهم على الحكم دائمًا.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
فجرت التصريحات التي أدلى بها المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين ردود أفعال متباينة في الأوساط الفكرية والسياسية، حيث اعتبر الكثيرون كلام المرشد البديع مجرد أكاذيب لا علاقة له بالواقع نهائيًا ولا يمثل الصورة الحقيقية التي عليها فكر المرشد، بما يحمله هذا التوجه الجديد لدى الجماعة من عوامل قلق كثيرة في الجماعة سوف تنتقل بالضرورة إلى المجتمع والفئات المختلفة الموجودة به، وبما يحمل أيضًا من كوارث تعكس أن الجماعة تبيت نية للمجتمع المصري وللمواطنين جميعا بدأت بعهد جديد للكذب اتضحت ملامحه عندما قرأ المرشد الجديد تصريحاته من ورقة لأول مرة، وهي سابقة في تاريخ الجماعة المحظورة التي دائمًا ما يكون المرشد مفوهًا ويستطيع أن يتحدث للناس من إبداعه الخاص وليس مكتوبًا له ما سيقوله.
هذه الحيلة التي لجأ إليها مكتب الإرشاد في مؤتمر الإخوان الصحفي تؤكد أن التقية ستكون المبدأ العام لدى الجماعة في المرحلة المقبلة، ناهيك عن المكنون خلف الصدور وهو التغيير باليد الذي يؤمن به المرشد الجديد وليس كما قال عن النضال السلمي والتغيير من خلال الشرعية والدستور وأن الجماعة لم تكن في يوم من الأيام معادية للحكومات... كلام كثير ودلالات قوية حول مؤتمر الإخوان الصحفي الذي كشف عن الطريقة التي ستدير بها الجماعة المرحلة المقبلة في هذه السطور...
القيادى السابق في جماعة الإخوان "الدكتور عبد الستار المليجي" يؤكد أن المرشد الجديد لم يتكلم في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجماعة من بنات أفكاره ولم يقل إبداعًا خاصًا به ولم يتحدث للحضور من عنده، بل أن مكتب الإرشاد كتب للمرشد الجديد ما سيقوله في المؤتمر حتى لا يظهر بديع على حقيقته أمام الرأي العام، خصوصًا وأن الدكتور بديع ينتمي إلى التيار القطبي الذي يؤمن بالتغيير باليد وأن الجهاد هو الفريضة الغائبة، وينظر إلى الحكومات الموجودة على أنها حكومات غير شرعية وكافرة ولا بد من تغييرها بالقوة على عكس الكلام الذي قاله المرشد في مؤتمره الصحفي.
ويشير الدكتور المليجي إلى أن الإخوان في عهد هذا المرشد سوف يكونوا متجهين نحو التشدد، خصوصًا مع تحكيم الفكر الجهادي والنظر للحكومات بهذا الشكل والرغبة في التغيير باليد التي يحملها المرشد رأس الجماعة في مقدمات أولوياته، ناهيك عن أن هذا المرشد يؤمن بأن هناك ضرورة لوجود نظام تحت الأرض مواز للنظام القائم سيأتي اليوم الذي ينقلب فيه ويستولي على الحكم، ووجود دولة تحت الأرض موازية أيضًا للدولة القائمة ومجهزة لليوم الذي سيتم ما يسمى في فكر الإخوان يوم التمكين، وفيه يستولي الإخوان على الحكم بقوة السلاح بحسب النظام الخاص الذي تربى فيه المرشد الجديد أو التنظيم السري.
ويطالب المليجى المرشد الجديد بضرورة إخراج هذا النظام أو الدولة الموجودة تحت الأرض والعمل في العلن دون الحاجة إلى استخدام القوة، وسرعة إعلانه عن جمع 1000 توكيل من الإخوان والتقدم بأوراق تأسيس حزب سياسي بالتلازم مع التقدم لوزارة التضامن الاجتماعي بطلب تأسيس جمعية الإخوان المسلمين الدعوية والاجتماعية إذا كان جاد في كلامه، وليثبت للعالم أنه لم يأت لضرب الاستقرار واستخدام القوة وإخراج الدولة التي تحت الأرض للاستيلاء على الحكم بالقوة وليعلن للجميع أن الإخوان جماعة دعوية فقط وليست لها علاقة بالسياسة وأن هناك من يلعبون في الملعب السياسي ولكن وفقًا للقانون والدستور المصري وليسو تنظيمًا سريًا دينيًا كبادرة لحسن النية في المرحلة المقبلة.
أما الداعية الإسلامي "الشيخ يوسف البدري" فيؤكد أن كلام المرشد الجديد عن التغيير من خلال النضال السلمي وعدم معاداة اللحكومات المتعاقبة في مصر يشوبه الكثير من المغالطات، لأن المرشد البديع هنا قد خالف الحقيقة لأنه تربى في التنظيم الخاص لجماعة الإخوان وهو التنظيم الذي يؤمن أن التغيير لا بد وأن يكون باليد والقوة والذي نفذ الاغتيالات في حق الأبرياء، لدرجة أن أحد أعضاء مجلس الشعب من جماعة الإخوان قال في الثمانينيات: "لا تتعجلوا في استخدام السلاح فإن هذا اليوم آت.. آت، وعندما يحين الوقت سيكون السلاح هو الذي يتكلم"، الأمر الذي يدلل من وجهة نظر الشيخ البدري على أن الإخوان مهما علوا من المراتب أو دخلوا مجلس الشعب فإنهم لا يزالون يتعلقون بأوامر الفكر الذي يدعوهم للقتل والاغتيال وهو المنهج العام للجماعة.
يشير البدري إلى أن المرشد الجديد بدأ عهده بالتقية المعروفة عند الشيعة، ومعناها أنهم يظهرون عكس ما يبطنون، بما في ذلك من إشارة إلى تحويل الجماعة كلها في الفترة القادمة إلى الكذب باسم الدين تحت شعار التقية، وما يحمله هذا التوجه من دلالات تقول بإمكانية أن تلجأ الجماعة إلى استخدام العنف في الفترة القادمة.
يقول البدري: "كنت إمامًا لمسجد عمر بن الخطاب في نيوجيرسي، وجاء أعضاء الإخوان واستولوا على المسجد بالقوة وقالوا لنا أنهم سيرثون الحكم لكنهم ليسو متعجلين".
وأشار البدري إلى أن المرشد بدأ ولايته بمغالطات في كلامه رغم أن الواقع يقول بأن الإخوان ينظرون إلى الحكومات القائمة على أنها حكومات غير شرعية وغير إسلامية، ولعل أكبر دليل على ذلك هو ما جاء في كتاب الشيخ محمد الغزالي "دستور الوحدة الثقافية في القرن العشرين"، حيث كتب الغزالي فيه الوصايا العشر لـ"حسن البنا"، الأمر الذي يؤكد على أن الإخوان وفي مقدمتهم المرشد محمد بديع يؤمنون بقدسية ما قال البنا حتى الآن، ولكنهم يقسمون العمل في الوصول إلى الحكم على مراحل، سلمية، عسكرية، حتى يتمكنوا من هدفهم حسب أفكارهم.
ويشير الدكتور علاء ماضي أبو العزائم إلى أن الإخوان دائمًا ينظرون للحكم ولا ينظرون إلى الإسلام ولا المسلمين، حتى أنهم يرفعون شعار الإسلام هو الحل في الانتخابات رغم أنهم لم يقدموا حلاً حتى الآن ولم نر ما هو الحل في الشعار الذي رفعوه فوق رقاب الجميع يكفرون من ينتقده.
ويذهب أبو العزائم إلى ان كلام المرشد عن النضال السلمي وإيثار السلامة في التغيير والنضال السلمي كلام لا يمت لحقيقة الإخوان بصلة من ناحية ولا بتاريخ المرشد من ناحية أخرى، حيث التنظيم الخاص والقتل والاغتيال ومعاداة الأنظمة والحكام ومحاولات إحداث فرقة في المجتمع بين فئاته المختلفة وسعيهم الدءوب لقلب نظام الحكم وضرب الأمن والاستقرار في مصر..
أما الكاتب الصحفي "حمدى رزق" رئيس تحرير مجلة المصور، فيرى أن مجيء بديع مرشدًا للإخوان تعني في المقام الأول "عسكرة الجماعة" وتحويلها إلى وحدة قتالية في المقام الأول، بحكم البيئة التي نشأ فيها وهي التنظيم الخاص رغم استهلاليته الناعمة التي لا تتجاوز حدود الكلام فقط، لكنها لا ترق لمستوى الفعل، فالجماعة من وجهة نظره لم تفارق بعد الحقيقة التي نشأت عليها وهي القتل والإرهاب لأنها لم تعتذر عن جرائم ارتكبت، لم تتب عن فتاوى صدرت، لم تدن عمليات إرهابية روعت المصريين أيما ترويع، بل إن الجماعة لا تزال حاضنة لكل الأفكار المتطرفة والمتشددة والدليل العملي انتخاب المرشد الجديد.
ويؤكد رزق أن الجماعة باتت على وشك الانفجار في المجتمع من تمدد التيار القطبي داخلها وخروج من كان لهم توجهات سلمية وحوارية، بما يفتح المجال أمام الكثير من التوجسات حول عودة التنظيم الخاص للجماعة للقيام بعمليات القتل مرة أخرى.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13161&I=334