مادلين نادر
بقلم: مادلين نادر
تولي الوزارة عند الدكتور أحمد زكي بدر- وزير التربية والتعليم- كان مسألة وقت، فالمؤشرات أظهرت منذ عدة سنوات أن أستاذ الهندسة قادم بسرعة الصاروخ، وأن منصبًا كبيرًا ينتظره لاسيما بعد النجاحات التي حققها في محاصرة تيار الإخوان المسلمين في جامعة عين شمس، والتي اتخذها البعض ذريعة للهجوم عليه بحجة أنه أدخل البلطجة إلي الجامعة، هذا إضافة إلى معاركه ضد النقاب ومنع دخوله إلى قاعات الامتحانات بجامعة عين شمس. وأكد الخبير التعليمي الدكتور كمال مغيث ذلك في تصريحات صحفية موضحًا أن الرئيس «اتخنق» من الجمل بسبب تصريحه بأن هناك اتجاهًا قويًا داخل الوزارة لإلغاء تدريس قصة الأيام لطه حسين من أحد الصفوف الدراسية بسبب احتوائها علي عبارات ضد الأزهر الشريف وهو ما اعتبره مبارك إهانة للعملية التعليمية وأضاف مغيث: الوزير الجديد جاء لأن مبارك كان «مستريح» من المتطرفين أيام الدكتور حسين كامل بهاء الدين ويعرف تماما أن أحمد زكي بدر قادر الآن علي ردعهم داخل الوزارة التي تحتاج-في نظر مبارك- إلي قبضة أمنية ترعب الناس.
الوزير الجديد يعترف بأنه يملك حسًا أمنيًا اكتسبه من والده وزير الداخلية الأسبق زكي بدر الذي دخل في معارك عنيفة مع التيارات الإسلامية مما جعل المراقبين ينتظرون سياسات الوزير القادم وما سيفعله في وزارة متشعبة وتعج بمراكز النفوذ ومجموعات القوى؟! علاوة على ملفات أخرى لا تقل سخونة، من أبرزها ملف الثانوية العامة وتطوير المناهج وأداء المدرس ومستوي الطالب.
"الغربال الجديد له شدة" هذا ما كشفت عنه الأيام الماضية حيث عمل الوزير على إظهار العين الحمراء للمهملين والمتجاوزين، فأصدر الأستاذ الدكتور أحمد زكي بدر قرارًا يتضمن إحالة السيد مدير عام إدارة 6 أكتوبر التعليمية إلى النيابة الإدارية، مع عدم الاعتداد بما أداه طلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي والأول والثانى الإعدادى بمدارس 6 أكتوبر من امتحان نشاطي الحاسب الآلي والمكتبات في نهاية الفصل الدراسي الأول، وذلك لتقصيرهم في العمل، حيث أدانتهم تحقيقات الشئون القانونية بالوزارة، في واقعة امتحانات تلاميذ المرحلة الابتدائية في مادتي المكتبات والكمبيوتر بشكل مفاجىء، وإدراج مادة المكتبات ضمن جدول الامتحان كمادة نجاح ورسوب وليس لها كتب مقررة في مدارس محافظة 6 أكتوبر. كما قرر في خطوة جرئية نتمنى تنفيذها في كل الوزارات ومؤسسات الدولة إبعاد كل من تخطى عمره 60 سنة من منصبه بالوزارة سواءً كان موظفًا أو مستشارًا، وذلك باستخدام وسيلتين أولهما إصدار قرارات بإنهاء خدمتهم بالوزارة، أما الثانية فهي عدم تجديد تعاقد كل من اقترب عقده من الانتهاء خلال الأيام المقبلة. فالوزير قرر تصعيد كوادر شابة مدربة ومزودة بمعرفة تكنولوجية في المناصب التي ستخلو بخروج من تخطوا الستين.
وماذا عن رؤية الوزير لتطوير التعليم في المرحلة القادمة؟
تحدث الدكتور أحمد زكي بدر عن ذلك في الصالون الثقافي الذي عُقد بدار الأوبرا موضحًا أن أهم التكليفات التي كلف بها عند توليه هذا المنصب هو الاهتمام بتطوير التعليم الفني كأداة للدفع بعملية النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية، من خلال إعداد خريج يمتلك مهارة عالية متوافقة مع المعايير القومية للمهارات، بالإضافة إلى تطوير منظومة التعليم بشكل عام والثانوية العامة والقبول بالجامعات بشكل خاص إلى جانب التحول من الكم إلى الكيف بمعنى تحقيق الجودة بالمدارس، وأكد على أن استراتيجية تطوير التعليم التى يجري العمل بها والمكونة من 12 برنامجًا لن تتغير، ولكن سيكون هناك تعديل ومتابعة دقيقة لمراحل التنفيذ وتحديد الأولويات.
وعن امتحان الثانوية العامة هذا العام، أوضح أن الامتحان سيكون مختلفًا عن الأعوام السابقة، بمعنى أنه لن يكون أصعب، ولن يقيس مستوى الحفظ فقط، ولكن سيقيس أيضًا مستوى تحصيل الطالب وقدرته على الابتكار والتفكير، وهناك مواصفات للورقة الامتحانية وضعها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي سيتم تحقيقها بالمستوى المطلوب.
وعن مشروع نظام الثانوية العامة الجديدة، استعرض الدكتور الوزير الجوانب المتعلقة بنظام الثانوية العامة الجديدة على أساس أنها ستكون شهادة منتهية، مرحبًا بتطبيق نظام السنة الواحدة في شهادة الثانوية العامة والمواد التى سيتم تدريسها والتعاون بين التربية والتعليم والجامعات في هذه المنظومة الجديدة، موضحًا أنه سيتم عقد لقاء مشترك مع المجلس الأعلى للجامعات لعرض ما انتهت إليه وزارة التربية والتعليم فيما يخص نظام الثانوية العامة الجديد والتي سيتم تطبيقها عام 2013 ليتم مناقشته حتى يتم التوصل إلى الشكل النهائي.
من هو أحمد زكي بدر؟
حصل الدكتور أحمد زكي بدر على درجة البكالريوس في الهندسة الكهربائية نظام حاسبات وتحكم من جامعة عين شمس في مايو عام 1978 والماجستير في هندسة الحاسبات عام 1982 ودكتوراة في الفلسفة في هندسة الحاسبات في عام 1986،
بدأ حياته العملية معيدًا في قسم هندسة الإليكترونيات والحاسبات في الفترة من عام 1987 إلى 1982 ومن عام 1982 إلى 1985، تولى منصب مساعد بحث المعهد القومي للهندسة ومن عام 1980 إلى عام 1986 تولى منصب مدرس مساعد في قسم هندسة الإليكترونيات والحاسبات جامعة عين شمس. وفي عام 1986 أصبح مدرسًا في قسم هندسة الحاسبات والنظم وفي عام 1992 شغل منصب أستاذ مساعد قسم هندسة الحاسبات والنظم جامعة عين شمس، وأخيرًا منذ عام 1998 تم تعيينه أستاذ قسم هندسة الحاسبات، وشغل منصب رئيس جامعة عين شمس قبل توليه الوزارة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13298&I=337