ميخائيل رمزى عطالله
بقلم: ميخائيل رمزي عطالله
في البداية مبروك لمصر رد الاعتبار وهزيمة الجزائر بأربع أهداف، ولكن في المبارة تعليم للجميع، سواءً في حقل الرياضة أو في جميع المجالات، أنه سيأتي يوم وتدفع فيه ثمن "بلطجتك".
لم ننسَ كمصريين ما حدث لنا من إهانة وجرح لكرامتنا في أم درمان، لم ننسَ مدى الخيانة من شعب يُسمى "عربيًا شقيقًا"، لن ننسى يومًا ما تعرض له الناس من إرهاب، ولم يكن بوسعنا سوى السكوت وتفويض الأمر لله، وجاء رد الله من جميع النواحي:
1- دخل الفريق الجزائري من البداية مقررًا شريعة العنف في المباراة، وكان ذلك واضحًا من خشونة لعبهم، وواضحًا من ضرب اللاعبين المصريين، دون اللعب على الكرة، لكن شاء ربك أن يعاقبهم الله من نفس عنفهم، وحُسبت ضربة جزاء وكان الهدف الأول..
* "فهل يعلم كل الظالمين أن الله سيرد المظالم يومًا عليهم ومن نفس فعلهم سيكون عقابهم؟".
2- أرسل الله لهم حكمًا للمبارة لا يعرف سوى العدل ولا يهاب أحدًا ولا يخضع للتوازنات، فكان هو نجم المباراة الأول، فلم يهَب صدور الكارت الأحمر مرات، حتى أنه لم يهَب طرد حارس المرمى الإرهابي، وحكم بكل عدل، وهذا أربك صفوف الجزائريين، الذين ظنوا خطأ أن بعد طرد واحد لن يجرؤ على طرد آخر، لكن كانت المفاجأة أنه طرد اثنين آخريين.
* "هل يتعلم الظالمون أنه سيأتي يوم سيرسل الله من يقيم العدل دون النظر إلى أى مجاملات أو توازنان دون أن يتدخل أحد لتغيير تقرير أو تعديل مسودة قرار أحد، ثقوا أن الله ينظر جيدًا إلى المظلومين وسيطرد كل الظلمة من الآخرة الحسنة؟".
3- كان اللاعبين المصريين يتوددون للجزائريين بسبب خوفهم منهم لأنهم الأقوى جسمًا والأكثر شرًا، وكان اللاعبين الجزائريون يريدون التودد بكل عنف و"قلة ذوق" ويصمت المصريون على هذا من الخوف، لأن لهم في أم درمان عبرة للتذكرة، وهذا إن دل يدل على إرهاب الجزائريين للمصرين.
* "هل يعلم السادة الظالمون أننا نتودد لهم لاتقاء شرهم، ونقبل "قلة زوقهم" ونقبل الصلح الجبري خوفًا من شرهم، لكن سيأتي اليوم الذى سيكون فيه الهزيمة والانكسار للظالمين؟".
4- خرجت الجماهير إلى الشوارع ليس فرحًا بنتيجة المبارة، ولكن فرحًا بقهر الظالم، فلم تكن النتيجة طبيعية، وغير متوقعة بالمرة، لكنها كانت عقابًا إلهيًا على الظلم والبلطجة للظالم، وكانت فرحة الناس عارمة لكسر وذل الظالم، حتى أنه فقد هيبته في نهاية المبارة.
* "فهل يرتدع الظالمون من هذه النتيجة ويعلمون أنه يأتي يوم سيفرح المظلومون لانتقام الله من الظالم، وتدخل البهجة قلوبهم لرؤيتهم كسر المظلومين بيد الله؟".
5- بعد المبارة، خرج الجزائريون في الدول الأوربية والعربية على شاشات الفضائيات ويقولون "المهم أن النصر لدولة عربية شقيقة"، وهنا مكمن الزيف والخداع، فهل مصر في أم درمان كانت دولة أوربية؟ هل مصر الآن دولة شقيقة وفى أم درمان كانت دولة قرابتها من الدرجة العاشرة أم كانت دولة غريبة؟..
إنها آفة الكذب والنفاق وتزييف الحقائق وهي منتشرة في عالمنا العربي.
* "يا من تمارسون الكذب والنفاق ليل نهار، يا من تقولون الكلام المعسول في الوجوه وتغرسون الخناجر في الظهور، أليس هذا درسًا قاسيًا للكذابين المنافقين وممارسي العنف والبلطجة؟".
أخيرًا كانت سعادتي بالغة مثل غيري من المصريين.. فلا أحد يحب بلدي أكثر مني ولا يزايد على وطنيتنا أحد.
ناشط حقوقي
http://www.copts-united.com/article.php?A=13348&I=338