«خديعة الإخوان» وبيان الاعتذار

عادل السنهوري

عادل السنهوري

 لا يمكن التعامل مع «بيان الاعتذار» المنسوب لجماعة الإخوان الإرهابية إلا بنوع من الهزل والسخرية، فالجماعة مازالت تمارس أساليب الخداع والكذب والغش السياسى والأخلاقى على الشعب المصرى، وتحاول شق وحدة الصف الوطنى والإجماع الشعبى على رفض هذه الجماعة التى اتخذت طريق العنف والإرهاب والترويع والتخويف منهجًا ضد المصريين، وتحاول بهذا البيان «الضحك على الدقون»، والاستخفاف بعقول الشعب، والالتفاف على ثورتيه فى 25 يناير و30 يونيو، ولن يصدقهم سوى الحمقى والبلهاء والفوضويين.

 
لم يعتذر الإخوان فى البيان، بل أعادوا إنتاج ما سبق أن أعلنوا عنه وصرحوا به- ومازالوا- فى هذيانهم المستمر عبر البيانات المتدفقة عبر قنوات التحريض الفضائية، فكلمات البيان لم تأت بجديد سوى أننا أخطأنا «وأنتم أيضا»، وأن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى، وأن ما ترتب عليه فهو باطل، وأن الشعب المصرى قاطع الاستفتاء، و«أننا سوف نستمر فى التظاهر والحشد ضد الانقلاب».. هذا هو ملخص البيان، ومجمل معناه لمن تحمل عناء قراءته، لأنه سيخرج فى نهاية البيان بنتيجة مفادها «مافيش فايدة فى الإخوان»، حتى فى محاولة الاعتذار الأخير يكذبون ويخادعون ويناورون ويحاولون بث سموم الفتنة بين صفوف الشعب المصرى الذى خرج بكل طوائفه لطردهم من حكم مصر، ومن ذاكرته الجمعية إلى الأبد.
 
قال الإخوان: «لقد وعينا الدرس، واقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه، لا تستثنى أحدًا، ولا تقصى أحدًا، ولا تحتكر الحقيقة، ولا تتحكم فى توزيع صكوك الوطنية بالهوى»، ومع ذلك لم يعتذروا عن الجرائم الإرهابية والترويع ضد الوطن والشعب فى سيناء، وفى القاهرة، وفى كل مكان فى مصر، ولم يعترفوا بشرعية ثورة الشعب فى 30 يونيو، وخروجه المبهر للعالم فى 14 و15 يناير للاستفتاء على الدستور وخارطة الطريق، وكتابة شهادة الوفاة الشعبية للتنظيم وحلفائه وإرهابه.. يريدون الآن التوحد مع باقى فئات الشعب بشعار لم يشاركوا فيه، بل رفضوا الثورة على نظام مبارك فى البداية ببيان شهير مسجل صوتًا وصورة بأنهم لن يشاركوا فى مظاهرات 25 يناير 2011 لأنهم «ليسوا أهل ثورة»، كما أعلن الرئيس المعزول محمد مرسى قبل الثورة.. 
 
نقول لهم «العبوا غيرها»، فلن تفلح حيلكم الخائبة، ومحاولاتكم الفاشلة لشق الصف الوطنى، فمصر تسير فى طريقها نحو الديمقراطية والحرية والعدالة بدون إرهاب.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع