فتحي سرور: "أنا لا أكذب ولكني أتجمل"

مجدي جورج

بقلم: مجدي جورج
معظمنا يعرف د. فتحي سرور عندما كان وزيرًا للتعليم وبداية تخريبه للتعليم في مصر وتجاربه المختلفة الفاشلة في نظام الثانوية العامة، ونعرفه أيضًا كعضو دائم الفوز بعضوية مجلس الشعب عن دائرة السيدة زينب (غالبًا بالتزوير). والغالبية تعرفه الآن كرئيس لمجلس الشعب منذ اغتيال رئيسه السابق رفعت المحجوب عام 1990 ومنذ ذلك الحين ولا يزال فتحى سرور رئيسًا لمجلس الشعب لمدة حوالي عشرون عامًا.
وسبب احتفاظ النظام بهذا الرجل كل هذه المدة هو ان هذا الرجل قد قدم خدمات جليلة للنظام وهى خدمات لا يستهان بها . ولم يطلق لقب ترزى القوانين الاول فى مصر على فتحى سرور اعتباطا فالرجل يستحقه عن جدارة :
فما ان تطلب منه اى جهة تنفيذية وخصوصا رئاسة الجمهورية اى قانون الا وتجده مسرعا فى هواها ومفصلا القانون المناسب لعرضه على المجلس الذى يسارع هو الاخر بالموافقة الفورية.
وما ان تطلب منه اى جهة اصدار تشريع ما الا وتجد الرجل ملبيا طلبها على وجه السرعة.
واذا أرادوا التغطية على قضية ما او تمويتها ستجد فتحى سرور ولجانه ومجلسه قد خنقوها فى أدراج مجلسهم ولو حتى لمدة ثلاثون عاما كما هو الحال مع توصيات لجنة العطيفى .
اما اذا أرادوا اغتيال معارض سياسي فستجد فتحى سرور مسرعا لفتح ابواب المجلس حتى فى يوم عطلته لسحب الحصانة من هذا العضو حتى وان كان هذا اليوم يوم عطلة رسمية كما فعلوا أثناء سحب الحصانة من د. أيمن نور زعيم حزب الغد لانه تجرأ وترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية.
هذا هو فتحي سرور وهذا جزء من دوره الذي يلعبه لحماية النظام ولمحاولة تجميل وجهه القبيح ولكن لان اخطاء هذا النظام وخطاياه قد ازدادت بشدة فلم تعد كل الحيل السابقة تنفع لتجميل وجه النظام خصوصا بعد مذبحة نجع حمادى التى كشفت عن الوجه القبيح لهذا النظام ولان الجريمة كبيرة ولان ردود أفعال الاقباط فى الداخل ومظاهراتهم فى الخارج كانت اكبر ولان تعاطف العالم مع الأقباط وإدانته للنظام المصري كانت هى الاضخم هذه المرة فكان لابد من الرد ومن خلال وسائل إعلام عالمية كتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية الذى اجرى لقاء مع فتحى سرور .
ولان الجريمة كانت كبيرة كما قلنا وردود الافعال عليها كانت ضخمة ايضا فكان لابد لفتحى سرور ان يحلق بأكاذيبه أكثر وأكثر مدافعا عن النظام الذى يمثله وقد قال سرور فى هذه المقابلة :
 ان جريمة نجع حمادى غير طائفية (وقد رددت على هذا القول فى مقالة سابقة قائلا ان هذه الجريمة طائفية مليون فى المائة وهذا يعود الى ان مكان الاعتداء امام الكنيسة حتى لو حاولوا ان يدعوا ويفبركوا محاضر تقول بغير ذلك.وزمان الاعتداء فى ليلة عيد الميلاد واظنها مناسبة دينية مسيحية.والمعتدى عليهم من شهداء ومصابين مسيحيين).
 وحاول الرجل ان يبرر هذه المذبحة ولو من بعيد بربطها بجريمة يدعوا فيها ان هناك شاب قبطى قد اغتصب طفلة مسلمة ورغم ان محاولة الربط بين هاتين الواقعتين( لو صحت واقعة الاغتصاب) تبين كيف يعانى المسيحيين فى مصر من سياسة العقاب الجماعي الا ان فتحى سرور لم يكتفى بهذه الكذبة التى يرددها معظم المسئولين بمصر.
 وهى كذبة ان طفلة فرشوط قد تم الاعتداء عليها بواسطة الشاب القبطي رغم ان القضاء لم يقل كلمته بعد ورغم ان التقارير الطبية لم تثبت ذلك ورغم كل الفبركة الواضحة فى محضر البوليس(( وقد فندت هذا فى مقالة سابقة لى بعنوان "لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى")).
اقول ان فتحى سرور لم يكتفى بالكذبة السابقة بل زايد على كل المسئولين فى مصر بان ادعى فى لقائه هذا مع تلفزيون البى بى سى بان الطفلة قد ماتت تحت تاثير الاغتصاب رغم ان محضر البوليس يقول ان الطفلة توجهت ووالدها الى مركز فرشوط من اجل الإدلاء باقوالها وذهبت للمستشفى لتوقيع الكشف الطبى عليها ولم يثبت الطبيب فى تقريره الا إصابتها بخدش فى وجهها .
هناك احتمالين لإدلاء فتحى سرور بهذا التصريح : اما انه اخطا وذلك نظرا لضخامة الجريمة وضخامة ردود الفعل عليها فحاول ان يبررها بالادعاء كذبا بان طفلة فرشوط قد ماتت.
والاحتمال الثاني ان يكون هذا التصريح مقدمة لقتل هذه الطفلة سواء بواسطة أهلها لسوء سلوكها او بواسطة جهة ما فى النظام او حتى مجرد إخفائها والادعاء بأنها ماتت حتى يتم إعدام الشاب القبطي لان جريمة الاغتصاب حتى لو ثبتت لربما افلت الشاب القبطي من الإعدام بينما لو كان الاغتصاب مصحوبا بالقتل لنال الشاب القبطي حكم الإعدام فورا وهكذا يستطيعوا تبرير مذبحة نجع حمادي أمام الراى العام المحلى والعالمى .
نهاية اقول لكم ان تصريحات وافعال وأكاذيب فتحي سرور ومنذ يوم وصوله لرئاسة مجلس الشعب وللان لم تكن مجانية ابدا فكله بثمنه. والثمن ناله ويناله فتحي سرور على هيئة قصور وفيلات وشاليهات وأراضى ينالها هو وعائلته دون ان يدفع فيها الا اثمان رمزية وتم هذا كله في عهد الوزير السابق للإسكان إبراهيم سليمان .

Magdigeorge2005@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع