مجدي ملاك
بقلم / مجدي ملاك
لا يمكن أن يكون الشباب الذي غرق قبالة السواحل الليبية غرق لمجرد حلم العمل في الخارج وهو يعلم حجم المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها العالم في الوقت الحالي، فمع زيادة ضغط الأزمة الاقتصادية وزيادة عدد المظاهرات في كافة دول أوربا وأمريكا الشمالية نتيجة التسريح الكبير لعدد من العمالة كان البعض يظن أن ذلك سيكون سبب كبير في انخفاض الهجرة الغير شرعية من دول الجنوب إلى دول الشمال ولكن جاءت النتيجة مخالفة للمقدمات على الإطلاق، وبحيث زادت معدلات الهجرة على الرغم من كل تلك الظروف ومن ثم كان علينا أن نحلل ونعرف أسباب ذلك الإصرار للهروب من دولهم إلى دول يعيشون فيها بشكل غير شرعي وليس لديهم أي حقوق تُذكر.
الأمر الواقع بعد زيادة تلك الحوادث أن المال ليس هو الأمر الوحيد الذي يسعى هؤلاء الشباب إليه في المغامرة بالسفر إلى تلك الدول والدليل على ذلك أن أقل مبلغ يدفعه هؤلاء الشباب من أجل السفر إلى تلك الدول لا يقل عن 40 ألف جنيه ويصل في بعض الأحيان إلى 100 ألف جنيه في مغامرة احتمالات نجاحها أقل بكثير من احتمالات فشلها!!
ومن ثم فالواضح أن هناك مجموعة أسباب أخرى لذلك الهروب، اعتقد إن أهمها هو السعي نحو مجتمع يتمتع باحترام أكبر لحقوق الإنسان وبيئة نظيفة يحلم بها أغلب الشباب الذين يسكنون في القرى ومحرمون بشكل كبير من أقل الخدمات الإنسانية احتياجاً.
التشديد على الحلم الأوربي ساعد فيه بشكل كبير الإعلام والميديا التي جعلت الكل لديه حلم العيش في نفس البيئة التي يراها ومن ثم ساعد ذلك على انتقال ثقافة الرفاهية لهؤلاء الشباب، فالغريب أنه في دراسة لمركز المعلومات واتخاذ القرار لمجلس الوزراء أوضحت أن أغلب سكان القرى هم الأكثر سعياً نحو الهجرة بخلاف شباب المدن وهو ما يعني أن الحرمان من العديد من الخدمات وانعدام ثقافة حقوق الإنسان والتنمية الحقيقية ربما يكون حافز أكبر للهروب بغرض البحث عن حياة أفضل بشكل عام وليس مجرد البحث فقط عن فرصة عمل.
لا بد من وقفة ندرس فيها الأسباب العملية لتك القضية الخطيرة التي تفقد البلاد ثروة اقتصادية واجتماعية هائلة كان من الممكن الاستفادة منها إذا توفرت الأسباب لذلك.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1360&I=37