د. فوزي هرمينا
بقلم: د / فوزي هرمينا ابراهيم
تعاني المجتمعات البشرية المصرية المعاصرة من ظاهرة سلبية بدأت تثير قلق العلماء والباحثين وهي ظاهرة تناقص أعداد المغفلين بشكل ملحوظ..!!؟؟
فقد أدى انتشار وسائل الإعلام والتوسع في استخدام التكنولوبيا ((التكنولوجيا)) في المنازل والمدارس إلى (تنوير) العقول تنويراً مبالغاً فيه..!! حتى أصبح العباقرة والمستنيرون يمارسون أحقر الحرف ويمتهنون أدنى المهن من فرط زيادتهم...!!؟؟
في حين أصبح العثور على مغفل واحد يقتضي جهداً وبحثاً طويلين.. وقد دعت هذه الظاهرة العلماء إلى محاولة إيجاد حلول علمية لحماية فصيلة ((المغفلين)) من الإنقراض...!! حتى لو أدى الأمر إلى إنشاء عدد من ((المحميات الطبيعية)) لتربية وحماية حقوق فئة المغفلين...!! وإستخدام الهندسة الوراثية في إستنبات أجيال جديدة من المغفلين...!!؟؟
وقد عُقد مؤخراً عدداً لا بأس به من المؤتمرات العلمية في عدة دول لم يُعلن عنها بعد لوضع إستراتيجية جديدة محددة الملامح لرعاية المغفلين وتحديد المهارات الواجب توافرها في الفرد لينتقل إلى صفوف المغفلين..!!؟؟
وقد تسربت أنباء تلك المؤتمرات إلينا بصعوبة بالغة، ومما تسرب أن بعض العلماء توصل إلى عدد من المهارات التي يمكن للشخص العادي إذا تحلى بها أن يتأهل للحاق بصفوف المغفلين بسهولة..!!؟؟
ومن هذه المهارات على سبيل المثال:
*** الهرولة إلى الأوكازيونات: التي تعلن عنها الشركات وتزعم أنها تبيع خلالها منتجاتها وما تقوم بتوزيعه بثمن بخس يصل أحياناً إلى نصف الثمن الأصلي..!! ويزعم المتشائمون وأعداء النجاح أن تلك الأوكازيونات تُقام سنوياً مرتين لتصفية السلع الراكدة في المصانع والشركات التي ساءت أحوالها من التخزين الطويل ولم تعد تتحمل تخزيناً أكثر، فهم يعرضونها بأسعار مخفضة ليتخلصوا منها لتفريغ المخازن وخوفاً من فسادها وليس سعياً مشكوراً لإسعاد المواطن وتخفيف أعباءة..!!؟؟
ويروج بعض الخبثاء وسيئي النيات أن الشركات والمصانع تعيد تسعير منتجاتها قبل الأوكازيون بحيث إذا أعلنت عن تخفيضات تكون في الواقع تبيع بالسعر الذي أعرض عنه الناس طوال العام حتى ما قبل الأوكازيون..!!؟؟
والواقع أن تلك الأقاويل مُغرضة وواضحة التهافت، فالشركات والمصانع أسمى من أن تلجأ إلى هذه الأساليب الرخيصة..!! وذلك ببساطة لأنها تعاني أساساً من شدة الرواج..!! وجميعها بدون إستثناء حازت كأس الإنتاج وشهادات الجودة العالمية ((الأيزو 1& 2& 20& 200& 500& 900.....إلخ)) ومنتجات هذه الشركات تهدد منتجات الشركات الألمانية والأمريكية واليابانية في عُقرّ دارها، كما شهد بذلك الرحالة وجوابوا الآفاق..!! وإنما هي تقيم هذه الأوكازيونات لدواعي إنسانية ونبيلة في نفس الوقت وعجبي..!!؟؟
*** التشبث بأقوال الأطباء: يسيئ بعض الناس الظن ببعض الأطباء الذين يطلبون إليهم تقديم صورة بالأشعة أو رسم قلب ويفهمون ذلك على أنه نوع من الكسل ورغبة في توفير الوقت في حالة الأشعة، أو أنه رغبة في تحصيل ثمن ثمن جهاز رسم القلب الموجود بالعيادة ذاتها كما يشيع بعض الخبثاء..!!؟؟
إن بعض الأطباء حين يتمسكون بأدوية معينة من صيدلية معينة إنما يفعلون ذلك لأن الصيدلية هي ملك له أو لزوجته أو لأخيه أو ابنه فكل ذلك محض إفتراء..!!؟؟
وقد وصل ببعضهم الإفتراء إلى حد مخيف.. فقد حكى أحد ((الصعايدة)) السُذجّ أنه زار طبيباً جراحاً مشهور نصف شهر وكان يشتكي من البواسير فصمم الطبيب أن يقوم هذا الصعيدي بعمل نضارة...!! فلما توجه إلى طبيب العيون الذي حدده له الجراح, وجد تشابهاً في الأسماء فأصابته حالة غريبة إتضح فيما بعد أنها حالة من ((الزغطة)) أصابت عبارات هذا الصعيدي بالتقطع..!! وأصابت مُجالسية ومستمعي قصته بحالة غريبة من الضحك المفاجئ والصهللة والزغللة..!! مما انتهى بالصعيدي إلى طبيب نفسي يعالجه من الإكتئاب الذي أصيب به..!! ليمكن بعد ذلك تحويله إلى طبيب باطني يخلصه من حالة الزغطة التي تكاد تنسيه ضعف بصره بسبب إصابتة بالبواسير الحادة..!!!؟؟وعجبي.
*** يقال أن سبب إنحسار الأمية يعود إلى قانون كان وراء إصداره نخبة متميزة من النواب من العمال والفلاحين الذين تراوحت رموزهم الإنتخابية من (الجردل) أو (المقطف) أو (الكنكة) ليتسنى لناخبيهم التصويت لأجل نجاحهم...!!؟؟
وقد قضت مواد القانون الشهير بصرف مكافئة قدرها جنيه واحد عن كل (رأس) يتم محو أمية صاحبها للمعلم الذي يقوم بالتدريس لهذا الأمي!! وخمسة جنيهات عن كل (رأس) لمدير المدرسة!! وعشرون جنيهاً عن كل (رأس) لمدير الإدارة التعليمية!! وخمسون جنيهاً عن كل (رأس) للمدير العام للتربية والتعليم!!! وتسعة وتسعون جنيهاً عن كل (رأس) للسيد المستشار اللواء المهندس الدكتور الوزير المحافظ!!؟؟
وآآآآآآآآآ ة.. لقد إنقرض المغفلون
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=1361&I=37