ميخائيل رمزى عطالله
بقلم: ميخائيل رمزى عطاالله
لا تتسرع أخي القارئ وتعتقد من العنوان أني أقصد نهاية الفتنة الطائفية، وإن كنا نتمنى ذلك من كل قلوبنا، لكني أقصد نهاية سيناريو الفيلم، فلو تأمل أي مطلع ومتابع جيد لأحداث الفتنة من زمن بعيد سيجدها ما هي إلا فيلم عربي هابط بنفس السيناريو لكن مع اختلاف القصة، لكن النهاية واحدة ومعروفة منذ بداية عرض الفيلم ولا ينقص فيلم الفتنة الطائفية سوى شيء واحد هو دخوله مسابقات كان وأوسكار.
ولتوضيح الرؤية سأذكر بعض الأحداث وليس كلها...
- ففي حادثة الإسكندرية كانت قصة المؤلف تدور حول سي دي تم عمله بإحدى الكنائس قبل ذلك بعامين وكانت التهمة أنه يسيء للدين الإسلامي.
- وفي حادثة الكشح الكبرى كانت رواية المؤلف إهانة تاجر مسيحي لامرأة مسلمة وإشاعة تسمم مياه الشرب عن طريق المسيحيين.
- في حادثة أبو فانا كانت القصة أن الدير سيضيق الطريق على العربان في العزبة وأن الدير يستولي على أراضي الدولة.
- في حادثة إسنا كانت القصة شاب نزع خمار فتاة مسلمة بعد سرقة موبايل من محله أثناء تواجدها بالمحل.
- في حادثة ديروط القصة شاب صور فتاة مسلمة في أوضاع مخلة.
- في مذبحة نجع حمادي القصة شاب مسيحي اعتدى على فتاة مسلمة.
- ونحن فى انتظار قصة الفيلم الجديد وربنا يستر خوفًا من أن يكون فيلم موسم.. ولا يسعنا أن نقول سوى "مش كده يا وديع"
ونحن نشكر السيد المؤلف الذي يجعل لكل فتنة طائفية قصة جديدة حتى لا نمل، ولكن الغريب رغم اختلاف القصة فأحداث كل الأفلام واحدة وهي حرق وتكسير وضرب ونهب وترويع الأقباط.
أما النهاية فهي معروفة مقدمًا كعادة الأفلام العربي، فهى إما صلح عرفي أو قبض مجموعة من الجانبين للضغط لعمل صلح أو محضر وقضية وحكم شديد الغرابة وحكم الكشح خير شاهد على ذلك.
وبمناسبة نهاية فيلم نجع حمادي أطرح سيناريو النهاية لكل هذه الأفلام لأنه مهم، وأتحدى أي أحد أن يأتي بنهاية غير ما أقول وتكون النهاية كالآتي:-
الكادر الأول: ويكون بعد نهاية الأحداث مباشرةً تجد طوفان من التصريحات والبرامج والمقالات يندد بالحادث ويتهم الجناة بالجهل وإنهم لا يمتون للإسلام السمح، وإنها حادثة فردية ونحن نسيج واحد وكلنا مصريين لنا نفس الحقوق، ويحيا الهلال مع الصليب ومصر مترابطة بعلاقة المودة بين الطرفين وشوية أحضان وبوس بين الشيخ والقس.
الكادر الثاني: تجد التصريحات تنحدر برفق من نوعيه هناك أسباب للحادث، وهذه ثقافة مجتمع، ومن فعلوا ذلك اسُتفزوا من بعض الأقباط، والعادات والتقاليد هي السبب لتلك الأحداث.
الكادر الثالث: تجد تصريحات مختلفة مثل نحن نرفض التدخل الخارجي ونرفض الإستقواء بالخارج ولا أحد يتدخل فى الأمور الداخلية لمصر وأقباط المهجر هم السبب فى كل المصائب وهم وراء أبو لولي ووراء الكموني ووراء كل الإرهابين، وأن التطرف موجود في الجانبين والإرهاب في الجانبين، إن شاء الله بعد عمر طويل احتمال نناقش مشاكل الأقباط والصبر جميل، وسلم لى على الوحدة الوطنية وقل لها المواطنة بتسأل عليكي كثير.
وهنا تجد الفضائيات تستضيف بعض الأسماء التي من المفروض أنها قبطية لكن هي ليس بها أي شيء قبطي سوى الاسم، وهم معروفون باليهوذات، ليتكلموا ضد الأقباط وضد أقباط المهجر بل وضد قيادات الكنيسة، وأن الأقباط مرفهون ولا يوجد أي نوع من التمييز نحوهم، بل الإخوة المسلمين يحقدون عليهم لما يتمتعون به الأقباط من مزايا.
الكادر الرابع: وهو الصمت الرهيب وكأن شيء لم يكن وكأن ما حدث كان حلم في نوم عميق، ولكن شخصيات الأفلام هي وحدها التي تعاني من نتائج الأحداث من خسائر مادية أو تهجير بعيد عن بيوتهم و بلادهم أو موت ابن أو قريب لهم.
وفي النهاية ينزل تتر الفيلم متمنيًا أن نكون استمتعنا بالمشاهدة مع وعد باللقاء في فيلم آخر.
ولكن يبقى السؤال الهام.. مَن هو المؤلف الهمام الذي لا يتوقف خياله الشرير عن الإلهام؟
أعتقد هو المحرض وراء كل جريمة......
عيب يا وديع.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13665&I=345