عماد توماس
د.ناجى يوسف:
•الأقباط المسيحيون يعانون ويضطهدون منذ ولادتهم.
•لابد أن نتحد معاً لنكون الأقباط المتحدون الحقيقيين للمساعدة في حل القضية القبطية.
•المسيحي محاصر من كل اتجاه، والاضطهاد الحقيقي هو اضطهاد نفسي ومعنوي.
•ندافع عن كل المظلومين، فالقضية لدينا هي "الإنسان" وليس "الدين".
•سأتوقف عن الكتابة فوراً إذا وصلت لمرحلة لن أؤثر فيها في الناس.
•أمريكا لا تعطيني أي حصانة وحماية، فحمايتي ليست من أمريكا بل من الله.
•كل مسيحي يؤمن بالقضية القبطية هو عضو في "جماعة الإخوان المسيحيون".
•مصر غير مستعدة للدولة الدينية ولن نتجه للدولة العلمانية الصرف.
خاص الأقباط متحدون - حاوره : عماد توماس
قبل الكلام
حوارنا اليوم مع صاحب فكرة إنشاء "جماعة الإخوان المسيحيون" والتي أثارت جدلاً شديداً في وسائل الإعلام المصرية والعربية في الفترة الماضية، وهو يرأس تحرير جريدة "الطريق والحق" الشهرية المستقلة، رئيس اتحاد الكنائس الإنجيلية بأمريكا الشمالية، ورئيس رابطة "إتحاد الشباب المسيحي" وكاتب له العديد من المقالات النارية والصادمة، لا يخشى في الحق لومة لائم، تعود أن يسير ضد التيار، اختار منذ زمن بعيد أن يقود الأوركسترا ويعطي ظهره للجمهور من أجل الجمهور، له عدة كتب أخرها كتاب "أطلق شعبي ليعبدني".
كتب عن "نشر الغسيل الوسخ" وطالب بإنهاض الكنيسة في مقالة "صباح الخير يا كنيسة" ووصف حالة التعصب الديني في مصر والبلاد العربية بـ "روح الغى" كتبت إحدى الصحف تعليقاً على مقالة "جماعة الإخوان المسيحيون" بأنها: "مقالة متطرفة لكاتب أكثر تطرفاً فرد بمقال جديد بعنوان "المتطرفون يغيرون العالم"!!
في عام 1985 جاءته فكرة جديدة أن يعقد مؤتمراً مصرياً عربياً مسيحياً تحت عنوان "الكنيسة العربية سنة 2000" لدراسة مستقبل الكنيسة العربية والتخطيط له فاعتبر البعض دعوته بأنها جريئة والبعض اعتبرها مستوردة وخطيرة على أمن الكنيسة وأمانها في مصر.
استطاع "الأقباط متحدون" أن يلتقي بالدكتور ناجي يوسف أثناء زيارته الأخيرة لمصر في أول حوار له بعد الضجة التي أثيرت حول العديد من أفكاره... وكان معه هذا الحوار.
**د. ناجي يوسف... بصفتك رئيس لرابطة "اتحاد الشباب المسيحي" ما هو تقيمك لخدمة الرابطة منذ نشأتها في عام 1981؟
أشكر "الأقباط متحدون" أولاً على هذا الحوار وأشكر الله على بداية "اتحاد الشباب المسيحي" فعندما بدأنا الاتحاد لم يكن هناك أي مجموعات أخرى كانت الفكرة جريئة كنا في ظروف مقتل الرئيس السادات، وحوالي 186 من رجال الدين والقادة معتقلين في السجون وخرجت وقتها بفكرة "الإتحاد" وعانيت كثيراً، كانت الأسئلة تصلني ماذا سنعمل عندما يتحد الشباب المسيحي وكان الأمن يتصور أننا سنقيم حزب، ولا أستطيع أن ألومهم في ذلك لأن اسم "الاتحاد" كبير، لكن قناعتي الشخصية استخدام هذا الاسم "إتحاد الشباب المسيحي" وشعرت أنه من عند الله.
عشنا فترة من حياتنا كما يوجهنا الله، كنا نعقد حفلات كرازية للشباب وسط حضور شبابي كبير، وعملنا في بعض المجالات الأخرى أهمها الإعلام ولا أستطيع أن أقول أن الاتحاد كان في كل وقت في قمة قدرته على العمل لكن أستطيع أن أقول "إلى هنا أعاننا الرب".
**بعد سفرك للولايات المتحدة الأمريكية في بداية التسعينات حدث فجوة للإتحاد ما تفسيرك لها؟
عدم وجود الاتحاد على الساحة لفترة بعد سفري بسبب إني كنت أعَلّم الشباب أن من يسافر للخارج فقد خلع ثوب الخدمة وتنكر لرسالته و "مصر هي أمي" ولابد أن أخدم فيها وكنت مقتنع بذلك حتى شعرت بقوة أن الله يريدني أن أسافر لأمريكا.
**البعض رأى أن سفرك لأمريكا هربا من صعاب المعيشة في مصر؟
لم أسافر لأمريكا لأرتاح فيها، بالعكس فقد عانيت في أمريكا أكثر من مصر عندما سمح الله بسفري لأمريكا شعر الشباب وقتها بخيبة أمل باعتبار أن ما كنت أعلمه لهم لم افعله وحاولت أن أوضح أن سفري لأمريكا هو لخدمة مصر وخدمة الشباب المسيحي، في بداية ذهابي لأمريكا لم يكن لديَّ الإمكانيات لأمارس الخدمة في مصر، ففي البداية كان مجرد كلام فلم أفعل شيئاً حتى مرت فترة فأعطانا الله إمكانيات للعمل في مصر وعاد الشباب والقيادات للخدمة في الإتحاد.
**ما هي الرسالة التي توجهها لشباب أقباط المهجر؟
أنا أقول لكل الشباب المسيحيين الذين هاجرو من مصر عليكم مسئولية كبيرة من ناحية مسيحيوا مصر لأن الموجودين في مصر هو إخوتنا وقد عشنا سنين عديدة وسطهم وعلينا مسئولية كبيرة ناحيتهم ومطالبين أن نتحد معاً ونكون الأقباط المتحدون الحقيقيين للمساعدة في حل القضية القبطية في مصر وعمل تغيير في بلادنا العربية.
**كيف يمكن لأقباط المهجر أن يدعموا مسيحيوا الداخل؟
الدعم يمكن أن يأخذ أشياء كثيرة، التمويل المادي جزء بسيط من ذلك لكن هناك ما يسمى بـ "سلاح الشئون المعنوية" أي معرفة العدو ماذا يتصرف، ولا اقصد بالعدو أي إنسان مثلما قال الكتاب المقدس ﻓﺈﻥ ﻤﺤﺎﺭﺒﺘﻨﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻊ ﺩﻡ ﻭﻟﺤﻡ ﺒل ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻼﻁﻴﻥ ﻤﻊ ﻭﻻﺓ، ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻅﻠﻤﺔ ﻤﻊ ﺃﺠﻨﺎﺩ ﺍﻟﺸﺭ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ في ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺎﺕ." (أف 6) فنحن في حرب مع عدو النفوس-إبليس- وهو "مش هيطلع ليا في الاوضة" التي أعيش فيها عشان يحاربني لكنه يستخدم آخرين يدفعهم لمقاومتي.
وجودي في أمريكا يساعدني أن أفضح أعمال إبليس من خلال أحد المجالات، الكتاب المقدس يقول أن المسيح جاء لينقض ويفضح أعمال إبليس ويقاومها، نحن كمصريين جميعاً نعاني لكن الأقباط المسيحيين يعانون ويضطهدون منذ ولادتهم.
**هل ما يحدث للأقباط المسيحيين في مصر في رأيك تمييز ديني أم اضطهاد ديني؟
الموضوع لا يقف عند حد التمييز الديني، كطفل مسيحي المُدَرسة لا تعطيني حقي أو تشجعني مثل المسلم هذا تمييز ديني، لكن الاضطهاد أن تضع المُدَرسة المسلمة في عقلها أن تجبرني وتشككني في ديني وتجعلني أقبل ما تقوله، والطفل المسيحي يكون تحت هذا الضغط، والمدرسين المسيحيين الجبناء لا يقدمون دروس مسيحية.
كما أن الطفل المسيحي مضطر أن يحفظ الآيات القرآنية في مناهج اللغة العربية ويُمتحن فيها وعندما يعود للمنزل يشاهد برامج وقصص الأطفال الدينية الإسلامية وبطولات الفتح العربي الإسلامي وبالتالي فالمسيحي محاصر من كل اتجاه، لا أجد تسمية لكل هذا غير "الاضطهاد".
نحن نفهم أن "الاضطهاد" هو الاعتداء الجسدي هذا تعريف قاصر، لكني أرى أن الاضطهاد الحقيقي هو اضطهاد نفسي ومعنوي، الاضطهاد الجسدي قد يؤثر لفترة زمنية لكن تأثير الاضطهاد النفسي أطول وأعمق.
** د. ناجي... حدثنا عن تجربة إصدار جريدة "الطريق والحق" التي تشغل منصب رئيس تحريرها، هل ترى أنها أدت الدور المطلوب منها في خدمة القضية القبطية المسيحية؟
أنا راضي عن الجريدة، صحيح أنها لم تصل إلى ما في عقلي، الطفل الصغير يحتاج لوقت حتى يكبر ويشتد عوده وأرى أننا وصلنا لمرحلة جيدة لخدمة الإنسان المسيحي وغير المسيحي، وأننا ننير خفايا الأمور وندافع عن المظلومين والمضطهدين ونفتح الملفات التي يختلف فيها المسيحيين والمسلمين، وأعتقد بشهادة الجميع أننا موضوعيين ولسنا متهورين، وهيئة تحرير جريدة "الطريق والحق" من أخلص الناس حباً لمصر.
**هناك اتهام موجّه للجريدة أنها تميل لصالح البهائيين؟
الجريدة ليست بهائية، الحديث عنهم في الجريدة يكون في إطار الأحداث والمناسبات البهائيين ليس لهم صوت، نحن كجريدة ندافع عن الحق "إحنا بتوع الغلابة" نحن ندافع عن كل المظلومين ندافع عن المسلمين "الشيعة" ولدينا استعداد أن ندافع أيضاً عن المسلمين "السنة" القضية لدينا هي "الإنسان" وليس "الدين".
**تعليقك على حكم المحكمة الإدارية العليا بالسماح للبهائيين بوضح (-) في خانة الديانة؟
الحقيقة تعليقي هو أنه من المضحك أن نكتب لأحد ديانته "-----"، اللغة هي اتفاق على تسمية أمور معينة بألفاظ معينة فلو اتفقنا على معنى الشرطة أنه بهائي، لماذا لا نكتب أن ديانته بهائية؟
**لأنهم يقولون أن الأديان السماوية ثلاثة فقط؟
مَن قال أن الأديان السماوية ثلاثة فقط، مَن قال أن البوذية ليست دين، فكرة وضع "-----" مثل مسك العصا من المنتصف وهذا ما تفعله مصر تمسك العصا من المنتصف وفي النهاية تكتشف أنها مش ماسكة حاجة غير خيبة الأمل!!
**هل شعرت بخيبة أمل نتيجة عدم حصولكم في ترخيص للجريدة بعد كل هذه السنوات؟
أنا لا أؤمن بالمستحيل ولم أصل في حياتي لمرحلة "مفيش فايدة" مثلما انتصر غاندي ونلسون مانديلا، ناضلوا حتى انتصروا وحققوا انتصار لشعبهم وقضاياهم لذلك أؤمن أنه في يوم من الأيام سيحصل هذا، لكن لا أخفي عليك أنه من المحزن والمحبط أن تحاول أن تتعامل بطريقة رسمية ويكون لك كيان رسمي والسلطات ترفض إعطاءك ترخيص.
**هل تعتقد أن المسئولين يخشون نزول الجريدة للشارع؟
بالطبع هم يخافون أن تنزل الجريدة للشارع لأنهم يعتبروا أن ذلك انتصار للمسيحيين، المشكلة التي نعاني منها في مصر أن البعض يتصور أننا في "خناقة" فعندما يأخذ المسيحي حق معين يعتقد المسلم إنني انتصرت عليه وعندما يتحول مسلم للمسيحية يعتقد المسيحيون أنهم انتصروا، هذا صراع من المفترض آلا يكون فلو لدينا حرية حقيقة نسمح لحرية الاعتقاد ونسمح للجرائد الجديدة ونشجعها على الخروج مادام لا تضر بالقيم والمبادئ العامة.
**هل صحيح أنه تم منع مقال لك في الجريدة من هيئة تحرير الجريدة؟ رغم أنك رئيس التحرير؟
لم يحدث إطلاقاً أن مُنع لي مقال، لكن كتبت مرة أحد المقالات واتصل بي صديقي-مدير التحرير- وطلب تغيير المقال لأنه ربما يُفهم خطأ ويُسبب مشكلة وعندما فكرت في المقال مرة أخرى والنتائج والمشاكل التي يمكن أن يسببها أجلت المقال، وهذه هي المرة الوحيدة التي حدثت.
**د. ناجي... كتبت رواية نُشرت في جريدة "الطريق والحق" على 7 حلقات بعنوان "ليلة سقوط القاهرة"؟ أخر فصل نشر فيها بعنوان "الإرهاب الإسلامي" هل توقفت بسبب ضغوط أمنية أم ما هو السبب؟
الرواية لم تتوقف، لكني كنت مشغول جدا في الفترة الأخيرة لارتباطي بأمور كثيرة، عندما أكتب مقالة أو رواية فانا أفكر في ما اكتبه فعندما اكتب فصل من رواية أفكر فيها وأعيش في أحداثها وليس مجرد أنه ليس لديَّ ساعتين لكتابة المقال أو فصل من الرواية، لكن لكي اكتب فصل وأتخيل ما يحدث وأكتبه على ورق فهذا يحتاج لصفاء ذهني، ومرات كثيرة من كثرة المشغوليات لا يكون متوافر هذا في الوقت المناسب ستكمل وتُنشر رواية "ليلة سقوط القاهرة" في كتاب وتوزع في المكتبات لعامة الناس.
**البعض توقع أن الرواية انتهت بالفصل السابع "الإرهاب الإسلامي"؟
لا أستطيع أن أقول كيف ستنتهي الرواية، ليلة سقوط القاهرة قصة معاصرة، فكرت في كتابتها عندما شاهدت فيلم "ليلة سقوط بغداد" ليست مجرد قصة تُكتب وتنتهي لكنها أحداث معاصرة ومشاكل نعيشها وقصة تحدث كل يوم لأنها متعلقة بالأحداث الجارية، حتى تصل إلى تخيل معين لليلة سقوط القاهرة، لذلك أنا لا أريد أن أكتبها مرة واحدة فتفقد متابعتها للأحداث الجارية.
**تردد دائماً شعار لك يقول: "أن الرجل الذي يريد أن يدير الأوركسترا ينبغي أن يعطي ظهره للجمهور".. عندما تكتب... هل تكتب لإرضاء الجمهور وحماسهم الديني؟ أم تكتب عكس ما يرضاه الكثيرون؟
الحقيقة أنني لا أفكر بهذه الطريقة إذا تابعت مقالاتي فستجدني لا أرضي أحد، العبرة أنك تجسم الواقع وبعد ذلك سواء رضيَّ الناس أو لم يرضوا لا يهمني، فلا يهمني أن أرضي المسيحيين أو المسلمين أو اليهود، لو حاولت أن أرضي المسيحيين على حساب المسلمين لما كنت قد كتبت عن الكنيسة والمشاكل التي توجد بها.
أنا أعطي ظهري للجمهور من أجل الجمهور، لو انشغلت بالجمهور فلن أخرج سيمفونية ترضي الجمهور، وحتى أخرج شيئاً ممتعاً يؤثر في الجمهور لابد أن أعطي ظهري له، ليقل الجمهور ما يقول وليفعل ما يفعل، لكن في النهاية تخرج سيمفونية جميلة تجبر الجمهور على التصفيق والاحترام والاقتناع بلحن الأوركسترا وقائدها، وهذه معادلة صعبة.
**أحد قراء مقالاتك قال لي أنه لا يُحب "ناجي يوسف" لكن يحترمه.. ما تعليقك؟
هذا الشخص أرسل لي ذلك، وقمت بالرد عليه وقلت له أنا أحترمك رغم عدم معرفتي بك لأنك تعرف أن تختلف مع الناس وتحترمهم، ليتنا نتعلم كيف نختلف مع بعضنا البعض ونحترم بعضنا البعض، فالخلاف واجب ومطلوب والعائلة الواحدة تختلف مع بعضها لكن للأسف عندما نختلف مع بعض لا نعرف أن نحترم بعض، وهذا ما يُسبب الفتن والمشاكل.
**هل وصلت لمرحلة تساءلت فيها عن جدوىَ الكتابة؟
لم أصل لهذا الحد، فكل مقالة أكتبها أشعر أنها تغير في الناس وأرى ردود الأفعال التي تصلني،
إذا وصلت لمرحلة لن أؤثر فيها في الناس أو ليس لدى جديد فسأتوقف عن الكتابة فوراً.
انتظرونا غداً مع الجزء الثاني من الحوار
د.ناجى يوسف يرد على اتهامه بالجرأة فى الكتابة كونه يحمل جواز سفر امريكى؟ وهل كان يقصد بـ"جماعة الاخوان المسيحيون" جماعة على نمط جماعة الإخوان المسلمين؟ وتعليقه على تخلى القيادات الدينية عنه بعد الهجوم عليه؟ وكيف تخرج الكنيسة من كونها مقهورة الى قاهرة؟ ورؤيته لاتجاه مصر مستقبلا نحو الدولة المدنية أم الدولة الدينية؟ وغيرها من الأسئلة...
http://www.copts-united.com/article.php?A=1369&I=37