أول القصيدة كفر "الإخوان يتحرشون بالكنيسة"

محمد زيان

هاني عزيز: رأيه شخصي ...والبابا رجل وطني لم يقابل لجنة الكونجرس. 
جورجيت قلليني: الحقائق غائبة في مصر.. والكلام ببلاش. 
القمص متياس نصر: تصريحات غير مسئولة هدفها زيادة إحباط الأقباط.
كمال زاخر: نوع من التحريض ضد الكنيسة... ولو ما قالش كدة ميبقاش من الإخوان. 
تحقيق : محمد زيان - خاص الأقباط متحدون
فجّر مقال الدكتور عصام العريان المتحدث باسم جماعة الإخوان على الصعيد الاعلامى في جريدة "المصريون" يوم الاثنين المنصرم ردودًا غاضبة على الكلام الذي حواه في سطوره والذي قال: "إن البابا شنودة يقف وراء دعوات تدويل القضية القبطية التي يطلقها أقباط المهجر في الخارج، وإنه يحمى رجال الدين الذين يسيئون للإسلام، أمثال الأسقف تواماس الذي ألقى محاضرة في أمريكا وصف فيها العرب والمسلمين بأنهم غزاة، وإنه يحمي الفضائيات المسيحية المتطرفة التي تبث برامج ضد الإسلام"، وما جاء فيه من أن البابا استطاع في عهده أن يتجاوز بالكنيسة الدور الروحي إلى السياسي .

 كثيرون من اعتبروا أن تصريحات العريان لا تمثل سوى شخصه وقللوا من أهميتها، لكن يبقى أن نطرح عدة تساؤلات على الصعيد العملي هي: هل يعبر كلام العريان عن توجه جديد في الجماعة بقصد الهجوم على الأقباط ومحاولة عزلهم في دائرة الدفاع عن النفس وإطلاق العنان للتيار المتشدد داخلها لكسب المزيد من الأصوات خصوصًا وأننا مقبلون على انتخابات برلمانية؟؟، وما هي دلالات الكلام الذي قاله العريان في هذا الوقت بالتحديد؟؟، وهل يمثل ما قاله العريان صحيح التوجه القطبي لهذه القلة التي أطاحت برفاقها في الجماعة لتهاجم الكنيسة خاصة مع مجىء المرشد المؤمن بأفكار شيخه سيد قطب؟؟، بشكل نقول معه إن الخطاب الإخواني تجاه الكنيسة في الفترة القادمة سيكون تحريضيًا لإثارة الفتنة وليظهروا في الشارع على أنهم حماة الإسلام، وبالتالي المزيد من العنف الطائفي؟؟ والمزيد من التصعيد والتوتر في المرحلة القادمة؟؟...
 السطور التالية تجيب على هذه التساؤلات :

                   "مـــواقــف "

هانيالبابا شنودة الثالث عزيز مستشار اتحاد المصريين العاملين في الخارج، ينفي أن يكون البابا شنودة الثالث وراء دعوات أقباط المهجر التي يطلقونها بتدويل القضية القبطية أو أن يكون هو الذي يسندهم في الهجوم على الإسلام كما يقول العريان، مشيرًا إلى أن مواقف البابا تشهد له بالوطنية خصوصًا مع رفضه في الأيام الماضية لقاء لجنة الحريات اللتابعة للكونجرس الأمريكي .

 ويذهب عزيز إلى أن كلام العريان في غير محله تمامًا ولا يُعبِّر إلا عن رأيه الخاص  وبالتالي فإنه لن يُفهم هنا على أنه رأي الإخوان.

                         " غيــاب "

أما النائبة جورجيت قللينيالنائبة جورجيت قلليني، عضو مجلس الشعب، فتؤكد على غياب الحقائق في مصر في هذه المرحلة، خصوصًا وأن أي شخص يحاول أن يخرج ويقول الحقيقة تكيل ضده التهم في الوقت الذي فيه أصبح "الكلام ببلاش"، وفي الوقت الذي لم يقم فيه البابا برفع دعاوى قضائية ضد المسيئين إليه .

 تقول جورجيت: "أنا لا أتكلم عن العريان أو غيره وإنما أتكلم على العموم، فالاتهامات أصبحت سهلة ومرسلة والبابا لم يكن في يوم من الأيام مدعمًا لأقباط المهجر ولا القساوسة المسيئين للإسلام بحسب قول العريان لأنهم في أحيان كثيرة يتطاولون على البابا ويرفضون توجيهاته. والجميع يعلم هذا تمامًا .

                           " غـير مـسئولة "

أما القمص متياس نصرالقمص متياس نصر، فيصف تصريحات العريان بأنها غير مسئولة لأن البابا لا يتحكم في أقباط الخارج، ويشير إلى أن كلام العريان طبيعي ولا يعبر عن صدام في المستقبل مع الكنيسة أو الأقباط وهذه التصريحات التي كتبها العريان في مقاله لا تعبر عن الحقيقة وإنما هو بهذا الكلام يثير الناس ضد البابا وضد الكنيسة

ويتساءل متياس: "هل الهدف من كلام العريان هو زيادة إحباط الأقباط؟، أم أن هذا سوف يكون نهجهم في الفترة القادمة؟".

                                       "اعــتماد"

أما المفكر القبطي كمال زاخرالمفكر القبطي كمال زاخر، فيسير إلى أن القاعدة القانونية تقول: "البينة على من ادعى"، وعلى العريان أن يأتي بما يؤيد كلامه من قرائن، مؤكدًا أن كلام العريان عن البابا باطل .

 ويرى زاخر أن كلام العريان على هذا النحو إنما هو محاولة لتقديم أوراق اعتماد الجماعة بتشكيلها الجديد، خاصة وأن المرشد الجديد للجماعة سبق اتهامه في ثلاث قضايا حكم عليه في اثنتين منها، على أن هذه التصريحات تمثل نوعًا من التحريض المباشر ضد الكنيسة والأقباط ممثلين في شخص البابا شنودة الثالث .

 ويرى زاخر أن الوقت ليس وقتا لتصفية الحسابات والمواقف العنترية الآن من قبل الإخوان المسلمين ليخرج العريان ويقول هذا الكلام، مؤكدًا أنه كان من الأجدى به توجيه النقد للتيارات الراديكالية المتطرفة أكثر، خصوصا مع وجود 6 فضائيات إسلامية متطرفة تهاجم المسيحية وتطعن في ثوابت الكتاب المقدس .

 ويصف زاخر كلام العريان بأنه رمى هذه الرمية في غير مكانها وأن كلامه غير جيد على الإخوان ومنهجهم وأنهم يقسمون الأدوار فيما بينهم، فتجد منهم من يتباكى على وضع الأقباط، وآخر يوجه السهام لهم، خصوصًا وأن الجماعة المحظورة لن تقبل الأقباط كمزاحم لهم في الحياة السياسية وفي الشارع المصري .

 ويصف كلام العريان بقوله: "أنا غير مستغرب أن العريان  قال كلام مثل هذا، ولو أنه قال كلام غير هذا ما يبقاش من الإخوان" والموضوع ليس مجرد تصريحات أو ترضيات أو جبر خواطر، فنحن – من وجهة نظره – أمام مطلب جاد وهو ضرورة إرساء قواعد الدولة المدنية .

 وعن دلالات ما قاله العريان في مقاله على جريدة "المصريون" يقول زاخر: "إن هذا الكلام يأتي من الأجنحة المتطرفة في الإخوان التي تعمل الآن على كسب المزيد من الأصوات خصوصًا وأننا مقبلون على انتخابات مجلسي الشعب والشورى.