حتي انت ايها الوزير الجليل

لطيف شاكر

بقلم: لطيف شاكر
أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق أن مصر لم تعرف الاضطهاد الديني عبر تاريخها الذي قدمت خلاله تجربة فريدة في احتضان الجميع امام اعضاء لجنة الحريات .
وشدد الوزير على أنه لايسمح لأي إمام يعمل في المساجد التابعة للوزارة والتي بلغ عددها مايزيد عن 104 ألف مسجد وزاوية بالإساءة إلى الأقباط خلال خطبة الجمعة أو الدروس الدينية  .

 انني  اكن احتراما للدكتور زقزوق لادبه الجم وصوته الهادئ واعتذاره عن الكتب القبيحة التي تصدر من وزارته والعمل علي مصادرتها بعد الاطمئنان علي توزيعها جيدا في الشارع المصري , وحرصه الظاهري علي توطيد العلاقة مع الكنيسة وقداسة البابا .
لكن في الحقيقة صدمت ان هذا الرجل الجليل الذي تثقف بالثقافة الغربية التي تحث علي الصدق والشفافية نجده غير صادقا مع لجنة الحريات التي بالرغم من انها تحمل في جعبتها كل تفاصيل الاخبار من المخابرات الامريكية ولجان حقوق الانسان يكذب علي اللجنة ويزعم أن مصر لم تعرف الاضطهاد الديني عبر تاريخها الذي قدمت خلاله تجربة فريدة في احتضان الجميع.

هل لايعرف سيادته ان كل شيخ وواعظ لابد من ختم عظته  الاسبوعية يوم الجمعة بالدعاء علي النصاري واليهود في الميكروفونات باصواتهم العالية الاجشة التي تنافس مكبرات الصوت   الم يسمع سيادته بتاتا هذه الدعوات المبجلة وهم يرفعونها الي الله   ونحمد فضله علينا لانه غير مستجيب لصراخهم حتي لو شقوا السماء ونبحوا في اذانه..... شئ عجيب لايوصف الا بكلمة كذب لايليق بمكانته الدينية ومركزه السامي .
 وسيادته يقول :أن مصر لم تعرف الاضطهاد الديني عبر تاريخها الذي قدمت خلاله تجربة فريدة في احتضان الجميع.
هل سيادتكم من  من كوكب آخر غير كوكبنا  او لم يقرأ التاريخ البتة او ربما لايعيش بمصر لااعرف ماذا اقول  لكن بداية اريد ان استوضح من سيادته حينما يذكر عبر تاريخها هل يقصد التاريخ القديم ام التاريخ الحديث فكلاهما اسوأ من بعضهما  , ومتوفر مئات   بل ربما الالاف من الكتب العربية والمترجمة من اللغات الحية بالاضافة الي كتب المستشرقين والموسوعات الاجنبية التي تؤرخ عن  العرب والاسلام كاسوأ احتلال واسود تاريخ  علي مدي العصور وكان ديدنهم الدم ..الهدم.. القتل  . والتاريخ لايكذب ولا يتجمل .

سوف اوجز بعض ماانجزتوه من مذابح منذ انقلاب العسكر 1952 حتي تاريخه لتشهد علي صحة كلامك المسترسل لاعضاء لجنة الحريات الدينية وانا اعلم مسبقا واستميحك عذرا لان التاريخ اسود ودموي ومخزي  :
-          عدد 160  مذبحة قتل فيها حوالي 2000 قبطي لم يحقق في واحدة  منها ولم يتم الحكم علي احد باحكام رادعة, وكانت اغلب المذابح   داخل   الكنيسة او بجوارها او في بيوت الضحايا
-          تدمير بيوت الاقباط ومتاجرهم وممتلكاتهم
-          حرق الكنائس والاعتداء علي المصليين بطريقة وحشية
-          خظف البنات القصر واسلمتهم جبريا
    هذا غيص من فيض لان مابين السطور اكثر مثل تخطي الاقباط في الوظائف والترقيات وطردهم من اعمالهم وسبهم في كل وسائل الاعلام والمواصلات....وخلافه
اما اذا كان كلام السيد الوزير يقصد  تاريخ الاحتلال العربي فاسمح لي ان اوجز ايضا بعبارات بسيطة عن الاضطهادات العنيفة والوحشية ابتداء من عمروبن العاص في سطور قليلة من الكتاب المسلمين (سناء المصري ,د. سيدة الكاشف,د. احمد صبحي منصور.... وآخرين  )
تقول السيدة سناء المصري :وأما عمرو بن العاص عندما غزا مصر فعل بالسكان ما لم يفعله فرعون باليهود، حسب ماذكره الاسقف يوحنا النيقوسي، فعندما دخلوا مدينة بهنيسة قرب الفيوم قتلوا كل من سلّم نفسه لهم ولم يرحموا لا النساء ولا الاطفال.
وجاء في كتاب فتوح البلدان لاحمد الكوفي ان عمربن الخطاب طلب من ابن العاص غزو بلاد البرابرة وجمع الاخير كل اموال الاقباط لحملة الغزو   وكان الجنود العرب ينهبون ويقتلون ماتقع عليه اعينهم .  

وهذه امثلة  لبعض الأحداث الجسام أثناء حكم الأمويين لمصر:
1). سلب وحرق مدينة الفسطاط في عهد الخليفة بن عبد الحكم
2). الحرب على الصور والصلبان أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك   عام 104ھ بأن تكسر الصلبان وتمحى الصور في كل ربوع الخلافة الإسلامية, كذلك التماثيل التي بالكنائس؛ 
3). حرق الكنائس والأديرة جاء الخليفة مروان بن محمد إلى مصر مع جنوده, الذين عاثوا فساداً فيها ,فسبوا نساء الأقباط ونهبوا أموالهم,   وهدموا كثيراً من الكنائس وحرقوا آخر, وكان والي مصر في ذاك الوقت هو الوالي عبد العزيز, الذي كثيراً ما دخل الكنائس وعبث بها وكان يلصق على جدرانها ما يحقر العقيدة المسيحية من آيات القرآن. 
    وفي عام 1013 اصدرالحاكم بامر الله أمراً بهدم وسلب الكنائس والأديرة الموجودة في الديار المصرية بلا إستثناء  , ويقال أن عدد الكنائس والأدير التي هدمت في مصر والشام بلغ ثلاثين ألف كنيسة ودير.
4).طرد الاقباط من مصر اشبه بطرد الكفار من جزيرة العرب   اصدر الحاكم بأمر الله باخراج كل الاقباط من مصر ونفيهم خارج البلاد فاجتمعوا بأسرهم تحت قصر   القاهرة, واستغاثوا ولاذوا بعفو أمير المؤمنين حتى أعفوا من النفي, وفي هذه الحوادث اسلم كثير من النصارى" (البيت بيت ابونا ويأتي العرب يطردونا).
5).مسألة الكنائس  طبقا  الشروط العمرية التي امعنت في ظلم الاقباط واضطهادهم في وطنهم من غازي محتل  , وقد ورد ضمن هذه الشروط   موضوع  بناء الكنائس ويمكننا توضيح ما اتفق عليه مجمل الفقهاء المسلمين فيما يتعلق بهذه المسألة نقلا عن كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم: 
ا- أيما مصر فتحه المسلمون فليس لأهل الذمة أن يبنوا فيه كنيسة ولا يضربوا فيه ناقوسا. 
ب- أيما مصر مصرته العجم ففتحه اللـه على العرب فإن للعجم ما فى عهدهم وعلى العرب أن يوفوا بعهدهم ولا يكلفوهم فوق طاقتهم. (ارجو الرجوع الي اضطهاد الاقباط بعد الفتح الاسلامي   د.احمد صبحي)      
6).القتل علي الظن والهوي والإسراف فى القتل: حسب النص القرآنى: فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء (محمد: 4) . 
ويبدو ان ماحدث في نقيوس   اكبر من الوصف حتي ان النيقوسي يطالبنا بأن ( نصمت الآن , فانه لايستطاع الحديث عن الاساءات التي عملها المسلمين حين استولوا علي جزية نقيوس).
7).التعذيب الوحشي تقول المؤرخة لويزا بوتشر في تاريخ الكنيسة المصرية :توالي علي حكم مصر ولاة كثيرون انحصرت اعمالهم في تعذيب الاقباط , بما فيهم رجال الدين وسلب اموالهم وهتك اعراضهم وظلوا علي قسوتهم , ولما طفح بهم الكيل ثار الاقباط سنة725م
ومن وسائل تعذيبه للاقباط قطع انوفهم وقلع عيونهم واذانهم وايديهم وبتر الاعضاء  ثم يميتهم ويضم املاكهم لماله الخاص دون ان يرتكبوا ذنبا سوي التمسك بايمانهم.

والواقع ان هذه الحوادث  لم تكن الوحيدة في هذا العهد , فقد تكرر هذا العمل في عهود كل الولاة ضد كثير من البطاركة والاساقفة من اجل المال واذلال الاقباط,  ونذكرها الان علي سبيل المثال فقط  
وتقول السيدة سناء المصري ص107 لذلك فانه لم يدخر وسعا لتحقيق هدفه واستخدام كل وسائل الحرب وبما كان الحرق او التهديد بالحرق اكثر وسائل عمروبن العاص, الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن اما تلك التي سلمت سريعا فقد كان يبادر الي مضاعفة الضرائب فيها ثلاثة امثال كعلامة من علامات الخضوع والتسليم ,فالاساسي لدي عمرو هو ان تدين له البلاد بالطاعة او تدمر بالكامل...إما ان تخضع او تدمر.
 قتل عبدالله بن علي  وهو الخليفة السفاح في ليلة واحدة اكثر من الف انسان..وفرش علي جثثهم سماط العشاء ,,ثم تناول وجبته الشهية فوق زفرات القتلي وانين المذبوحين وتوسلاتهم , ونقل عنه الرواة قوله انه لم يطعم في حياته الذ وأطيب من طعامه تلك الليلة. 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع