جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
محمد بديع.. اسم لمع مؤخرًا على الساحة المحلية والعربية والعالمية، بعد انتخابه مرشدًا أعلى لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، بعد المُرشد السابق للجماعة مهدي عاكف، الذي تنازل طواعية عن منصب المرشد لكي يُعطي الفرصة لتجديد الدماء داخل الجماعة، ومن المُلفت للانتباه أن حفلة تنصيب المرشد العام لجماعة الإخوان المُسلمين بمصر قد حظيت باهتمام غير مسبوق من قِبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية على حدٍ سواء، حيث قامت بتغطية المؤتمر الصحفي العالمي التي عقدته الجماعة لإعلان وتنصيب مرشدها الجديد د. محمد بديع وسائل إعلام غربية، ومن المُلفت للانتباه أيضًا أن قامت بعض الصحف الحكومية الرسمية التابعة للحكومة بنشر مواد صحفية تتناول انتخاب المرشد الجديد للجماعة، وهو ما يضع كثيرًا من علامات الاستفهام حول مدى مشروعية هذه الجماعة التي تنظر إليها الحكومة على أنها جماعة محظورة قانونًا!.
ويحظى د. محمد بديع، المُرشد الأعلى الجديد لجماعة الإخوان المسلمين بمصر بتأييد سعودي عارم، حيث أفردت بعض المواقع الإليكترونية السعودية على شبكة الإنترنت تقارير صحفية تؤكد تأييدها ودعمها للمُرشد الجديد، حيث تعتبره عالمًا كبيرًا من علماء الأمة الإسلام، موضحة أن بديع يعتبر واحدًا من أفضل مائة عالم عربي، بحسب ما جاء في الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية عام 1999، ويعتبر محمد بديع هو المُرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، وشغل بديع منصب عضو مكتب الإرشاد في الجماعة منذ عام م1996 م، كما شغل منصب عضو مكتب إرشاد عالمي منذ عام 2007 م، وكان يعمل أستاذًا متفرغًا بقسم الباثولوجي بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف، وكان أمينًا عامًا للنقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة.
كما أشار موقع الفقيه على شبكة الإنترنت أن بديع قد حُكِم عليه في أربع قضايا الأولى قضية عسكرية وكانت عام 1965 م، مع سيد قطب والإخوان، حيث حُكم عليه بخمسة عشر عامًا بالسجن، قضى منها 9 سنوات وخرج بعدها في إبريل 1974 م، ثم سافر إلى اليمن بعد ذلك وعاد لعمله بجامعة بني سويف، أما القضية الثانية فهي السجن 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998 والتي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارتها آنذاك، أما القضية الثالثة والمعروفة بقضية النقابيين عام 1999 فحكمت عليه المحكمة العسكرية فيها بالسجن لمدة خمس سنوات قضى منها ما يقارب الأربع سنوات، وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة عام 2003، أما قضيته الرابعة فكانت أثناء انتخابات المحليات في ابريل 2008 وحُكم عليه بشهر.
وتجدر الإشارة إلى أن المرشد العام الجديد للجماعة قد حظي بتأييد واسع من حركة حماس، حيث أوضحت صحيفة المصري اليوم أن حماس تبايع مرشد الإخوان الجديد مشيرة إلى أن إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المُقالة في غزة قدم البيعة لمُرشد الإخوان الجديد، وأن حكومة هنية في بيان صادر لها أكدت أن رئيس الوزراء المُقال دعا الله أن يمد يد العون والمدد والسداد لبديع لتستمر مسيرة جماعة الإخوان في دعم القضية الفلسطينية ودعم غزة المُحاصرة، مُعربًا عن أمله في أن يكون للجماعة دورًا في الحفاظ على العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري.
وتتردد أنباء وسط مثقفين وحقوقيين بل وأصواتٍ من الحزب الحاكم بأن الإخوان هم فزاعة الأقباط، إلا أن نائب مرشد الجماعة السابق د. محمد حبيب قد أشار في حوار صحفي مع جريدة المصري اليوم في 5 يناير 2.10 إلى أن الأمن المصري هو الذي يدير جماعة الإخوان ويعرف عنها كل شيء، كما أوضح المُرشد العام السابق للجماعة مهدي عاكف في حوار لجريدة "المصري اليوم" المستقلة يوم 24 أكتوبر 2009 أن الإخوان عقدوا صفقة مع الأمن بترشيح 150 إخوانيًا فقط في الانتخابات البرلمانية الماضية، وهذه التصريحات تشير إلى أن هناك استخدامًا للجماعة من قِبل الأمن المصري في بعض حوادث تمت ضد أقباط.
وفيما يتعلق بمستقبل علاقة الإخوان بالأقباط أكد محمد بديع في تصريحات لــ"الرأي نيوز": "موقفنا من إخوتنا المسيحيين في مصر والعالم العربي والإسلامي واضح تمامًا فهم شركاؤنا في الوطن وبناء حضارته وزملاؤنا في الدفاع عنه ورفقاؤنا في تنميته والنهوض به والبر بهم والتعاون معهم فريضة إسلامية"، ويرى الإخوان أن المواطنة أساسها المُشاركة الكاملة والمساواة في الحقوق والواجبات، مع بقاء المسائل الخاصة كالأحوال الشخصية لكل حسب شريعته ومنهاجه.
كما أدان المرشد الجديد العنف الطائفي الذي يحدث بين الحين والآخر في مصر، وقال: "النصارى يمثلون مع المسلمين نسيجًا اجتماعيًا وثقافيًا وحضاريًا تداخلت خيوطه وتآلفت ألوانه وتماسكت عناصره عبر القرون والأجيال، كما أنهم يدعون إلى بحث أسباب التوتر الكامل بصراحة كاملة ووضع الحلول التي تزيل كل حساسيات وتعيد إلى الجسد الوطني صحته وعافيته، ومن الملفت للنظر أن تسارع الجماعة في عهد المرشد الجديد إلى إدانة مذبحة نجع حمادي وتتهم الحكومة المصرية بالفشل في إدارة الملف القبطي المصري، ومن تصريحات المرشد الجديد أن الجماعة لم تكن خصمًا للنظام، وأن الجماعة لا تحتكر الإسلام، و أنه بحسب ما نشره موقع "أنا إخوان" بالتأكيد على التكوين المزدوج للجماعة بأنها شاملة وسياسية ودعوية.
وجدير بالذكر أن المرشد الجديد لم يقدم حتى الآن رؤيته حول أحقية الأقباط والمرأة في الترشح لرئاسة الجمهورية، حيث ترى الجماعة ومرشدها السابق مهدي عاكف أنه ليس من حق الأقباط والمرأة الترشح لهذا المنصب في دولة إسلامية.
من المؤكد أن تصريحات المرشد الجديد ينظر إليها البعض على أنها نوع من التسويق للجماعة وفكرها على مستوى العالم حيث لجأت الجماعة في تاريخها إلى كثير من عمليات العنف ضد الأقباط وغيرهم، وهناك من يرى أن هناك صفقة ما تمت بين مؤسسة الرئاسة والجماعة لتمرير مخطط التوريث، كما يرى البعض أن هذه التصريحات تمثل نوعًا من التقية الإسلامية "أن يبطن الإنسان عكس ما يظهر"، أما عن حقيقة تحقق كلمات المرشد الجديد على أرض الواقع فستظهرها الأيام القادمة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=13810&I=347