الراسل: سوداني من أصل مصري
الوالد عدلي أبادير لم يمت، بل هو الآن حي مع المسيح في رحاب عالم النور، حيث النعيم الذي وعد به الرب محبيه، مالم تراه عين، ومالم تسمع به أذن، ومالم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه.
الوالد أبادير كان إنسانًا مُحِبًا للمسيح ولأخوة الرب، وكرّس حياته للدفاع عن إخوته المظلومين والمهمشين، وكان مُضحيًا بكل شيء، بماله ووقته، وعافيته، ومن ذاق طعم الظلم وتألم، لا يطيقه أيضًا للآخرين.
فتحية إلى روح والدنا العزيز عدلي أبادير الذي افتقدناه كثيرًا.. لقد خسرته الأرض
قاطبة، وليس فقط أرض مصر، لكن ربحته السماء، فياله من مجد، ويالها من عظمة، حقا لقد كان بيننا عظيمًا في الدنيا، ثم رحل منها فصار عظيمًا في الأبدية.
لقد أراده الله لحياة أفضل لن تنتهي إلى الأبد، فقد ذهب إلى حبيبه المسيح الذي دعاه إلى حياة الملكوت بقوله له: أبادير .. أبادير، هلم إليَّ أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا على القليل فسأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك.
طوباك ياوالدنا أبادير، وهنيئًا لكَ حياة الملكوت..
هنيئًا لك صحبة الأبرار والقديسين..
هنيئًا لك رؤية رب المجد والعذراء والملائكة..
هنيئًا لك لقياك بكل محبيك في سماء المجد..
هنيئًا لك مسكنك العلوى وطوباك لأنك صرت من ساكني المملكة السمائية حيث لا حزن، ولا كآبة، ولا تنهد، ولامرض، ولا موت، لأن هذه الأمور لن تعود ثانية، لأنها مرتبطة بالأرضيات.. أما من صار في محفل السمائيين وجوقة الأبرار المرنمين للرب، فلا يكون نصيبهم إلا الفرح الذي لا يُنطق به ومجيد..
فاذكرنا يا والدنا الحبيب في صلواتك لكي يكمل لنا الرب جهادنا بسلام، ولربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، كل مجد وإكرام وكرامة إلى الأبد.... أمين.
على موضوع: في ذكرى الأربعين...مواقف حياتية لرجلٍ عظيم عايشتُه
http://www.copts-united.com/article.php?A=13904&I=350