د. شهاب وأقباط المهجر

هاني دانيال

بقلم: هاني دانيال
ما قاله الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون النيابية والقانونية الخميس يستحق الدراسة والتفحيص والانتقاد واللوم، لما يعتبر من تحميل مجموعة من المواطنين أخطاء الحكومة، والخروج من الاتهامات الموجههة لها وهي ليست جديدة على الحكومة، ولكن الغريب أن تصدر عن وزير وشخصية بحجم وثقل الدكتور مفيد شهاب، وقبل مناقشة ملف مصر بشان حقوق الانسان في إطار المراجعة الدورية الشاملة.
حمّل د. شهاب مجموعة من أقباط المهجر الهجوم الشرس الذي تعرضت له مصر مؤخرًا من بعض الجهات والوفود الأجنبية، وكأن أقباط المهجر هم الذين افتعلوا واختلقوا جريمة نجع حمادي، وكأن أقباط المهجر هم الذين تناسوا القانون وفضلوا عقد جلسات الصلح العرفية، وكأن أقباط المهجر هم الذين يقولون عكس ما يبطنون، وهم الذين يقولون للجهات الأجنبية كلام ويقولون نقيضه لوسائل الإعلام والرأي العام الداخلي!
لا أدافع عن أقباط المهجر، فمنهم العاقل والشاطح، ولكنى أتحدث عن مبدأ، أقباط المهجر لم يقوموا بتقليب المنظمات الأجنبية على مصر يا د. شهاب، فلجنة الحريات الدينية زيارتها محددة سلفًا، ولا يحق استباق أي انتقادات ستدونها اللجنة في تقريرها لأقباط المهجر، فجريمة نجع حمادي فجرت الملفات المسكوت عنها، وعلى الحكومة أن تتعامل بشفافية مع مثل هذه الأمور وستجد أقباط الداخل والخارج معها، فقط عليها تطبيق القانون على الجناة، هل هذا مطلب صعب؟!
الدكتور شهاب يعلم جيدًا أن منظمات حقوق الإنسان رصدت العديد من الانتهاكات التي تتم داخل المجتمع المصر، واتفق معهم رؤساء الأحزاب وبعض المثقفين وكتاب الرأي، ومن هذه الاتهامات والانتقادات ما يتعلق بتضييق الخناق على حرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية الاعتقاد، وما يقوله أقباط المهجر الآن هو نفس ما يردده كل هؤلاء، فهل كل هؤلاء يعملون وفق برامج وأجندة غربية؟، لماذا لا يتم الرد على هذه الانتقادات بالأدلة والبراهين وليس بالتصريحات البراقة؟
فعلى سبيل المثال كم عدد الجناة الذين تم القبض عليهم في جرائم العنف الطائفي؟ كم جريمة تم حلها بالقانون وكم جريمة تم حلها بجلسات الصلح العرفية؟ ما مصير الجناة الذين تم القبض عليهم؟، هل صدرت احكام ضدهم؟ هل تم تنفيذها؟ ماذا عن قانون دور العبادة؟ كم عدد الكنائس التي تتم الموافقة عليها سنويًا؟ هل تعلم الدولة كم عدد الأقباط؟ هل لديها قاعدة معلومات لكى تعمل على بناء كنائس وفقًا للاحتياجات بالفعل أم أن الأمر يخضع للعشوائية والتخبط؟!
ما قاله الدكتور شهاب خطير، خاصة وأنه يُحمّل مجموعة من المواطنين جرائم لم يقوموا بها، وشحن مجموعة من المتعصبين ضدهم، وبالتالي نظل في دائرة مغلقة حول توزيع الاتهامات دون أن نصل لحل!